مجتمع

الإجهاد المائي والأمن الغذائي والتكنولوجيا تخيم على معرض الفلاحة بمكناس

سيطر الحديث عن تداعيات الجفاف والتغيرات المناخية والإجهاد المائي الذي تعاني منه المملكة المغربية منذ سنوات، وتحقيق الأمن والسيادة الغذائية فضلا عن التكنولوجيا، فعاليات اليوم الثاني للمعرض الدولي للفلاحة بمدينة مكناس.

وناقش عدد من الخبراء والفاعلين في المجال الفلاحي تداعيات أزمة المناخ على المحصول الزراعي وتأثير ذلك على تحقيق السيادة الغذائي داعين لتطوير البحث الزراعي من أجل مواجهة هذه الظواهر، مع ابتكار حلول مستدامة لمواجهة الجفاف الذي ضرب المغرب في السنوات الخمس الماضية.

وشدد المشاركون، في ندوة حول أهمية البحث الزراعي لمواجهة التغيرات المناخية على ضرورة “البحث عن حلول مرنة ومستدامة لتخفيف من تأثيرات الظواهر المناخية القصوى”.

من جهته، شدد وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، على أن “عدم اليقين المناخي يؤثر على وفرة المياه والمحاصيل الزراعية، في ظل  ارتفاع الطلب العالمي على الغذاء.

وفي هذا الصدد، دعا صديقي البحث الزراعي للوصول إلى حلول مبتكرة عبر إتاحة أصناف أكثر مقاومة وتحسين الإنتاجية، مبرزا أهمية توفير التمويلات للبحث العلمي.

وأبرز المسؤول الحكومي أن تمويلات البحث العلمي يختلف بين الدول المتقدمة والنامية، حيث “لا تتجاوز 1 في المائة من الناتج الداخلي الخام في إفريقيا، بينما تصل تلك النسبة إلى 3 في المائة في الولايات المتحدة الأمريكية و2,5 في المائة في الاتحاد الأوروبي”.

إلى ذلك، دعا خبراء في المجال الفلاحي، في تصريحات لجريدة “العمق”، على مكانة البحث العلمي في المساهمة في إتاحة نظم زراعية تحويلية لضمان الأمن الغذائي مع توفير مساعدة الدولة.

وأوضح أحد الفاعلين في المجال الفلاحي أن “الفلاحة الذكية والمبتكرة هي السبيل لمواجهة التحديات الحالية والتخلي عن الأنظمة الحالية باعتبار هذه الأخيرة، وفق تعبيره، تستنزف الفرشة المائية.

كما شدد على ضرورة الاستغلال المعقلن للموارد المائية والتخلي عن الزراعات التي تستنزف الفرشة المائية والتوجه للاستيراد كما تفعل الدول الأوروربية، لأن ذلك أقل كلفة وخطورة، وفق تعبيره.

ودعا إلى التوجه نحو “فلاحة ذكية تزيد من الإنتاجية وتحافظ على الموارد المائية للأجيال الحالية والمستقبلية”، مبرزا أن هذا النوع من الفلاحة لا تضر أيضا بالتربة لأنها تتجنب استعمال المبيدات الخطيرة التي تؤثر على البيئة والنباتات وصحة الإنسان”.

ومن بين المقترحات المقدمة أيضا، الاعتماد على “بذور معدلة من خلال البحث العلمي والزراعي، ولا تستنزف المياه، وضمان الإنناجية لمجموعة من الزراعات السقوية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *