سياسة

حضور المبعوث الأممي للصحراء لـ”جلسة فلسطين”.. هل يكلف “دي ميستورا” بنزاع الشرق الأوسط؟

أثارت دعوة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، ستيفان دي ميستورا، لحضور جلسة مجلس الأمن الخميس الماضي، حول قبول عضوية فلسطين في الأمم المتحدة، تساؤلات حول علاقته بملف القضية الفلسطينية، وحالة التوتر التي يعيشها الشرق الأوسط بفعل الحرب الاسرائيلية المتواصلة ضد غزة.

وفي الوقت الذي اعتاد فيه كبار المسؤولين بالأمم المتحدة متابعة مثل هذه الجلسات من مكاتبهم وليس بين ممثلي البلدان، كشفت صحيفة “جون أفريك” أن “دي ميستورا” كان حاضرا خلال هذه الجلسة المخصصة لمناقشة قبول عضوية فلسطين في الأمم المتحدة، حيث كان جالسا إلى جانب مستشاريه وسط عدد من الدبلوماسيين.

وفتح تواجد “دي ميستورا” في هذه الجلسة المجال أمام عدد من التأويلات خصوصا وأن موضوعها لا يدخل ضمن اختصاصاته، بين من اعتبر تواجده أمراً عادياً يدخل في إطار العرف الأممي، وبين من يرى فيه بوادر تكليفه بملف الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي الذي بات يهدد منطقة الشرق الأوسط بفعل الحرب المستمرة ضد قطاع غزة لأكثر من 6 أشهر.

في هذا الإطار، أشار خالد يايموت، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة سيدي محمد بنعبد الله بفاس، ضمن تصريح لجريدة “العمق”، إلى أن الكثير من الأمور داخل الأمم المتحدة ليست منظمة بقوانين وإنما أعراف كرستها الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وظلت تشتغل بها لحد الآن.

وسجل يايموت أن حضور “دي ميستورا” لجلسة مجلس الأمن حول الوضع في الشرق الأوسط، يرجح إمكانية أن يلعب مستقبلا دورا في هذا الملف، خصوصا وأن حضوره يكون بطلب من الأمين العام للأمم المتحدة والذي يُشعر كتابة ممثلي الدول الخمس في مجلس الأمن بحضوره، مشيرا إلى أن حضوره لجلسات ولقاءات أخرى حول الوضع بالشرق الأوسط، سيكون مؤشرا إضافيا على حدوث متغيرات على مستوى وظيفته بالأمم المتحدة.

يأتي ذلك، في الوقت الذي تتسم فيه مهمة دي مستورا، في ملف الصحراء المغربية، بتدهور العلاقات بين أطراف النزاع، لاسيما قطع العلاقات الدبلوماسية بين المغرب والجزائر منذ غشت 2021، وفق ما أوردته “جون أفريك”، والتي أكدت بالمقابل، أن تجربته التي تناهز الـ40 عاما داخل هيئات الأمم المتحدة، وإدارته لقضايا معقدة مثل العراق وسوريا من 2014 إلى 2018، دفع بالكثيرين إلى الاعتقاد بأن سيكون الرجل المناسب لهذا المنصب.

في السياق ذاته، أشار  الأستاذ الجامعي بكلية الحقوق بتازة،  إلى تجربة “دي ميستورا” في حل النزاعات وخبرته الطويلة أيضا داخل الأمم المتحدة، وكونه شخصية لها قبول لدى الدول الأعضاء بمجلس الأمن، موضحا أن كل الأدوار التي لعبها “دي ميستورا” لم تواجه بأي اعتراض أو انتقادات سواء من الصين أو روسيا.

وربط أستاذ العلاقات الدولية، حضور “دي ميستورا” في جلسة مجلس الأمن حول عضوية فلسطين في الأمم المتحدة، بمجموعة من اللقاءات حول القضية الفلسطينية بين الدول الكبرى، سواء بين الولايات المتحدة والصين، أو بين الولايات المتحدة وروسيا ولو بطريقة غير مباشرة، ومؤخرا بين الولايات المتحدة وإيران.

ومع تحركات في الكواليس للوصول إلى حل شامل في الشرق الأوسط، يتوقع الخبير المغربي، أن تكون شخصية “دي ميستورا”، بخبرته الطويلة في حل النزاعات، مرشحة قوية للعب دور بارز في هذا الملف المعقد، خصوصا وأنه يحظى باجماع الدول الخمس دائمة العضوية وأيضا الدول الإقليمية.

في غضون ذلك، ترى “جون أفريك”، أن من بين الفرضيات المطروحة في أروقة الأمم المتحدة، أن يتولى المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء منصبا جديدا، أو على الأقل التخلي عن منصبه الحالي في ظل استمرار الجزائر في رفض مسلسل الموائد المستديرة، التي دعت إليها الأمم المتحدة، وانعدام الثقة مع الرباط بعد زيارة “دي ميستورا” في فبراير الماضي إلى جنوب إفريقيا، التي لم يفهم الغرض منها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *