اقتصاد، خارج الحدود

وسط استمرار حرب غزة.. المقاطعة تكبد الشركات الداعمة لإسرائيل خسائر فادحة

يستمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لمدة تجاوزت ستة أشهر، لتستمر معه حملات المقاطعة التي تبنتها مختلف شعوب العالم ضد مجموعة من الشركات العالمية، التي عرفت بدعمها لإسرائيل.

وأظهرت المؤشرات أن حملة المقاطعة ألحقت أضرار مادية كبيرة بالعديد من الشركات ناهيك عن ضرب صورتها وقيمتها التجارية ما دفع العديد من العلامات التجارية إلى اتخاذ بعض الخطوات في سبيل تقليل الأضرار وعلى رأسها شراء بعض الفروع التابعة لها في إسرائيل، وإغلاق فروع أخرى ببعض الدول، مع العمل أيضا على تقديم بعض المساعدات المالية لساكنة غزة.

خسائر فادحة

وحسب ما أوضحته وكالة الأناضول فإن شركة “ماكدونالدز” العالمية لم تستطع أن تحقق توقعات السوق المحددة في 6.45 مليار دولار، بحيث أن الإيرادات لم تتجاوز 6.41 مليار دولار عند متم الربع الأخير من سنة السنة الفارطة، وهو ما عزته الشركة إلى انكماش نسب المبيعات إلى 0.7 بالمئة داخل أسواق التنمية الدولية الذي يغطي منطقة الشرق الأوسط والصين والهند.

نفس المنحى السلبي سلكته شركة “ستاربكس”، إذ تأثرت سلسلة المقاهي بحملة المقاطعة التي شنتها شعوب الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ورغم تحقيق نتائج جيدة بإيرادات بلغت 9.4 مليارات دولار في الشطر الأخير من 2023، إلا أن الشركة لم ترق إلى مستوى توقعات السوق، ما دفع الشركة إلى مراجعة أهداف نمو مبيعاتها السنوية نزولا بحوالي 4 و6 بالمئة.

التراجع المسجل تحدث عنه الرئيس التنفيذي للشركة لاكسمان ناراسيمهان، الذي أقر بضعف المبيعات وحركة المرور بمقاهي السلسلة المتواجدة بالولايات المتحدة الأمريكية بعد شن حملة المقاطعة.

وتعرضت سلسلة مطاعم بيتزا دومينوز، العملاق الأمريكي، هي الأخرى لحملة مقاطعة شرسة، كبدت فروعها خسائر فادحة، حيث انخفضت مبيعاتها بنسبة 8.9 بالمئة، خاصة بعد ظهور صور توثق تقديم الشركة لوجبات مجانية للجنود الإسرائيليين ما أدى إلى انتشار دعوات من أجل مقاطعتها.

حفظ ماء الوجه

ولتجاوز هذا الوضع أعلنت شركة ماكدونالدز، العلامة التجارية العالمية للوجبات السريعة، عن استحواذها على 225 مطعماً في إسرائيل، وتشمل هذه الخطوة جميع مطاعم “ألونيال” الإسرائيلية، والتي كانت تديرها وتملكها حتى الآن، وجاء هذا القرار بعد عملت الشركة على تقديم خصومات للجنود الإسرائيليين وقوات الأمن وغيرهم، عقب اندلاع حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على سكان قطاع غزة.

وقد أكدت الشركة العالمية في وقت سابق أنها واجهة تأثير تجاري كبير، بمنطقة الشرق الأوسط بعد اندلاع الحرب، وأكد الرئيس التنفيذي كريس كيمبزينسكي أن الأمر كان “مخيبا للآمال”.

ومن جانبها فقد تبرعت ستاربكس وشريكتها الكويتية “الشايع-ستاربكس” بمبلغ 3 ملايين دولار لمنظمة “وورلد سنترال كيتشن”، من أجل المساهمة في تقديم المساعدات الغذائية لسكان قطاع غزة.

وتأتي هذه المبادرة الخيرية في وقت تواجه فيه ستاربكس صعوبات مالية كبيرة، بعد أن تكبدت الشركة خسائر تجاوزت 11 مليار دولار في ديسمبر 2023، وتُعزى هذه الخسائر بشكل أساسي إلى حملات المقاطعة التي واجهتها الشركة بسبب اتهامات بدعمها للاحتلال الإسرائيلي.

وبدورها أغلقت شركة “كارفور” الفرنسية 4 فروع لها في الأردن، بعد دعوات من حركة مقاطعة “إسرائيل” وسحب الإستثمارات منها (BDS) لمقاطعة الشركة، بسبب تورطها في دعم العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

ويعتبر بعض المتتبعين أن مثل هذه الخطوات تهدف بالأساس إلى تقليل الضرر من جهة، وحفظ ماء الوجه، مع محاولة التحايل على حركات المقاطعة التي تتبناها مختلف دول العالم.

هذا، وقد أطلق نشطاء مغاربة حملات لمقاطعة منتجات إسرائيلية ومنتجات دول داعمة لها، بهدف الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على قطاع غزة، الذي يستمر لأزيد من 6 أشهر.

وتبنت شريحة واسعة من المجتمع المغربي هذه الحملة، ويرى بعض المختصين أن الخطوة تعد تعبيرا عن غضب شعبي فعال ومؤثر، خاصة وأن حملة المقاطعة تعد سلاحا ضد إسرائيل وداعميها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • ياسين
    منذ أسبوع واحد

    المرجو مراجعة ارقام ستاربكس ، في المرة الاولى حققت نتائج جيدة وفي المرة الثانية خسرت 11 مليار دولار. نرجو مزيدا من المقاطعة من الشعب المغربي