سياسة

من تحدي المشاركة السياسية إلى إدارة الشأن الداخلي.. يتيم يعيد قراءة تجربة العدالة والتنمية (ح2)

يُقدم القيادي بحزب العدالة والتنمية والوزير الأسبق محمد يتيم، قراءة مفصلة لتجربة حزبه السياسية والتنظيمية، انطلاقا من تحديات المشاركة السياسية وتدبير الشأن العام خلال الولايتين الحكوميتين السابقتين، إلى تحديات تدبير الشأن الداخلي للحزب، وذلك بناء على تشخيص يقوم على إبراز المنجزات والمكتسبات ورصد مكامن للخلل والإخفاقات بناء على رؤية تحليلية من الداخل، وهي القراءة التي خصّ بها يتيم جريدة “العمق المغربي”، على أن يتم نشرها ضمن سلسلة من الحلقات.

وفيما يلي نص الحلقة الثانية 

راهنية القراءة الجماعية لتجربة حزب العدالة والتنمية لا تزال قائمة   

تقديم:

حظيت تجربة حزب العدالة والتنمية ولا تزال، باهتمام خاص من عدد كبير من المراقبين والمحللين المهتمين بتجارب الانتقال الديمقراطي في العالم وخاصة بدول العالم الإسلامي، بالنظر إلى خلفيته الفكرية ومن حيث أن محسوب على الحركات والأحزاب ذات المرجعية الإسلامية المنبثقة مما يعرف بـ “الحركات الإسلامية”. كما تحظى بتتبع خاص من قبل طيف واسع من الحركات والأحزاب الإسلامية ممن تخوض تجارب في المشاركة السياسية المؤسساتية، وتلك التي تتطلع إليها، ولكن أيضا من قبل بعضها الآخر التي تشكك في جدواها في ظل الأوضاع السياسية في ظل الأنظمة السياسية القائمة.

من جهة ثانية، هناك معطى خاص مرتبط بمسار هذه المشاركة، حيث إن الحزب هو من الأمثلة الفريدة في المنطقة العربية الذي تمكن من تحمل مسؤولية رئاسة الحكومة لفترتين متتاليتين، مما لا يوجد له نظير في العالم العربي والعالم الإسلامي باستثناء التجربة التركية، فضلا عن تسييره لعدد من المدن الكبرى والمجالس المحلية بعد انتخابات 2016 الجماعية ثم الانتخابات التشريعية.

يأتي ذلك، بعد أن كان الموقع الذي ظل ملازما له عبر تاريخه الطويل هو موقع المعارضة باستثناء بعض اللحظات العابرة التي شارك فيها الحزب قبل تجديد انطلاقته الجديدة بعد مؤتمره الاستثنائي المنعقد سنة 1996.

 لماذا هذه الدراسة ؟

   وحيث أن تلك القراءة الجماعية لتجربة حزب العدالة والتنمية، التي تمتد من المؤتمر الاستثنائي المنعقد سنة 1997 إلى يومنا لم تتم  بمبادرة مؤسساتية  لحد الآن، فقد رأيت أنه لا شيء يمنع من المبادرة للقيام بقراءة من هذا القبيل، من منطلق معاينتي لأهم مراحل مسار حزب العدالة والتنمية منذ المؤتمر الوطني الاستثنائي إلى انتخابات السابع من شتنبر وتداعياتها على الوضع السياسي وعلى الوضع الداخلي الحزبي.

و أطمع أن يكون التفاعل مع هذه المحاولة ملاحظة واستدراكا وإغناء فرصة علمية، تسهم في بناء تلك القراءة المأمولة أوفي الاقتراب منها،  فهذا العمل  مفتوح على الإغناء والإضافة والاستدراك، ليتحول في نهاية المطاف إلى قراءة جماعية أو خطوة تأسيسية لذلك النوع من القراءة .

لقد كانت النتائج السياسية لانتخابات الثامن من شتنبر، فرصة سانحة للاعتكاف على تلك القراءة الجماعية، لكن ذلك لم يتم للأسف الشديد، حيث هيمن توجه يقوم على اللجوء للاستحقاقات والحلول التنظيمية من قبيل عقد المؤتمر الاستثنائي  للحزب، ثم الاشتغال باستحقاقات المؤتمر العادي، على خلاف ما جرى به العمل في المحطات المفصلية للحزب، كما هو الشأن في مؤتمرات سابقة ( المؤتمر الوطني الخامس والسادس والسابع التي ارتبطت بإجراء حوار سياسي داخلي ، وصياغة أوراق وتوجهات سياسية )، مما جعل الحزب رهينا لقراءات وروايات خاصة مهما يكن فيها من صواب ـ فإنها لن ترقى إلى القراءة  المبنية بطريقة جماعية توافقية .

وهذه الورقة محاولة لتقديم، قراءة ترسم المعالم الكبري لمسار حزب العدالة والتنمية منذ مؤتمرة الاستثنائي الذي انعقد بتاريخ  1997 إلى غاية الثامن من شتنبر 2021 على أمل أن تفتح أفقا لتفكير سياسي استشرافي مبني على مقاربة سياسية ونظرية في العمل تناسب تلك القراءة وتوجه البوصلة الجماعية نحو تحقيق الأهداف التي ستبرز من خلال تلك القراءة  المتقاسمة قدر الإمكان.

وهي قابلة للإغناء بتشخيصات أو تقييمات أو معطيات إضافية، قد تتقاطع أو تكمل وتغني وتستدرك على هذه الأرضية  ـ ومن ثم فهي تتيح فرصة للتفاكر الجماعي، والإسهام من ثمة قدر الإمكان  بناء ثقافة سياسية مشتركة للمرحلة كما جرى ذلك في تجارب سابقة.

ونسأل المولى عز وجل السداد والصواب، وأن يكون هذ العمل نافعا ومسهما في ملء فراغ له صلة بتقييم ما مر من تجربة الحزب ومساره، وخاصة تجربته في تدبير الشأن العام، وفي فهم ماذا وقع في الانتخابات الأخيرة (انتخابات 2021 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • هدى السرغيني
    منذ أسبوعين

    بدون ان أقرأ الموضوع أقول عن قناعة تامة لا غبار عليها ، وقد يتفق الكثير على مقولتي : هذا الحزب أكل عليه الدهر وشرب .

  • Mbark
    منذ أسبوعين

    (منذ مؤتمرة الاستثنائي الذي انعقد بتاريخ  1987الى غاية الثامن من شتنبر 2021 ) المؤتمر الاستثنائي اعتقد أنه كان سنة 1997 وليس 87 كما ورد في الورقة أعلاه