سياسة

الطالبي يرفض “الاستغلال الانتخابي” للهجرة ويحذر من الترويج لكراهية الأجانب

استحضر رئيس مجلس النواب، راشيد الطالبي العلمي، اليوم الثلاثاء، خطر مخاطر الخطابات المكرِّسة لكراهية الأجانب، وَوَصْم المهاجرين، وتحويل الهجرة إلى مادة انتخابية وفي المزايدات السياسية وتعليق عدد من المشاكل على مشجب الهجرة.

وقال الطالبي العلمي، في كلمة خلال افتتاح مناظرة حول موضوع “الهجرة والاختلالات المناخية: أي تمفصل”، إن “الأمرَ يتعلق بإقْحام تَعَسُّفي للهجرة- التي هي في الواقع ظاهرةٌ بشريةٌ حضارية تاريخية – في الرهاناتِ الجيوسياسية الداخلية والعابرة للحدود”.

واستدرك المتحدث قائلا “من حسن الحظ أنه أمام الخطابات الانعزالية والانطوائية المناهضة للمهاجرين، ثَمَّةَ في الشمال كما في الجنوب، الكثير من المدافعين عن الهجرة والمهاجرين وعن العيش المشترك، والداعين إلى التعاطي معها كدينامية حضارية إيجابية”.

وعلى عكس ادعاءات المناهضين للمهاجرين، يضيف الطالبي، أنه تأكدت المساهمةُ الحاسمةُ للمهاجرين في بناء اقتصادات بلدان الاستقبال منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، و”هو ما تُوَاصِلُهُ اليوم الكفاءاتُ العالية التي تساهم في بناءِ النسيجِ الاقتصادي والخدماتي وإشعاع الحركة الرياضية بهذه البلدان”.

وتابع أن البلدان مصْدر الهجرة تُنفق الكثير من أجل تعليم وتكوين هذه الكفاءات، وخاصة الأطباء والمهندسين، مشيرا إلى أن المغرب ينفق على تكوين الطبيب الواحد أكثر من مليون درهم.

وذكّر رئيس مجلس النواب بحاجة اقتصادات بلدان الشمال إلى مزيد من الموارد البشرية لسد العجز الناجم، في عدد من القطاعات، عن تراجع النمو الديموغرافي، كما أشار إلى حاجة بلدان الجنوب لتطوير الخدمات المقدمة للمواطن والمساهمة في التنمية بمساهمة كفاءاتها الوطنية.

في السياق ذاته، شدد المسؤول المغربي على ضرورة أن تكون الهجرة منتظمة، نظامية وآمنة، وأن يتم احترام حقوق المهاجرين وكرامتهم، “إنه جوهرُ الميثاق العالمي للهجرةَ، ميثاقُ مراكشَ، الذي كان للمملكةِ المغربية شرفُ احتضانِ المؤتمرِ الدولي في 2018 الذي انبثقَ عنه بمشاركة أكثر من 150 بلدًا وبرعايةٍ من الأمم المتحدة في شخص أمينها العام”.

وتابع: “وانبثاق هذا الميثاق العالمي على أرض المملكة المغربي، عربونَ ثقةٍ واعترافًا دوليًا صادقًا بِنجاعةِ سياساتها الهجروية وبتدبيرها للهجرة”، يقول الطالبي العلمي، “فبعد أن كانت مصدرَ هجرات وعبور للمهاجرين، أصبحت بلادنا اليوم أرض استقبال وإدماج للمهاجرين خاصة من باقي البلدان الإفريقية الشقيقة ومن الشرق الأوسط”.

وأضاف أن الشركاء الأوروبيين للمغرب يلمسون ويقدرون جهوده في التصدي لشبكاتِ الاتجار في البشر وتفكيكها ومكافحة الهجرة غير النظامية، مع كلِّ الكلفةِ المادية والبشرية واللوجستيكية لهذه الجهود، “علمًا بأن الذين يهاجرون ويُغامرون بأرواحهم في البَرَاري والبحار، إنما يفعلون ذلك مضطرين ومدفوعين بأوضاع الفقر والبطالة والنزاعات أو الجفاف الناجم بالخصوص عن الاختلالات المناخية، وهو ما ينبغي أن نستحضره ونحن نُسِنُّ سياسات الهجرة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *