سياسة

الفاتيحي: إيران تدعم الطرح الانفصالي والجزائر تؤمن تسليح البوليساريو من طهران وحزب الله

قال المحلل السياسي عبد الفتاح الفاتيحي، تعليقاً على شريط فيديو يظهر استخدام مليشيا البوليساريو لقذائف هاون من طراز HM-16، وهي أسلحة لم تُستخدم من قبل، والتي رجحت مجلة “La Revue Afrique” أن تكون إيران مصدرها، إن ما يحدث “يأتي في سياق التصعيد الذي تختلقه الجزائر حيال الشأن الداخلي المغربي، وهي التي تؤمن إمدادات عسكرية من الأسلحة النوعية لجبهة البوليساريو من إيران وحزب الله”.

وأوضح الفاتيحي، الذي يشغل منصب رئيس مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الاستراتيجية، أن “هذه الحقيقة لم تعد خافية، خاصة بعد تصريحات سابقة لمسؤولين من الجبهة الانفصالية أكدوا فيها على إمكانية استعمالها لطائرات بدون طيار من إيران ضد أهداف في العمق المغربي”.

وأضاف ضمن تصريح لجريدة “العمق”، أن “هذه المعلومات لا يمكن أن تكون مجهولة عن الاستخبارات المغربية التي كشفت في تقارير أمنية قبل خمس سنوات عن تزويد إيران لجبهة البوليساريو بصواريخ أرض جو، وكذلك وجود اتصالات بهدف التدريب والتكوين تُؤطرها كوادر من حزب الله لميليشيا الجبهة. كما كشفت عن انخراط مباشر لسفارة إيران في الجزائر في تأمين برنامج توريد المعدات العسكرية من ذخيرة حية وصواريخ أرض جو باستخدام الطيران المدني والحربي الجزائري”.

وأشار إلى أن “هذه المعطيات هي التي تسببت في زيادة التوتر في العلاقات الدبلوماسية المغربية الإيرانية قبل أن يقوم المغرب بقطع علاقاته مع إيران بعد أن رفضت طهران الاعتذار عن سلوكياتها الاستفزازية في المنطقة”، معتبراً أن هذه المعلومات، التي تؤكد ما سبق ونبهت إليه الاستخبارات المغربية في حينه، تتزامن اليوم مع تصريحات في المحافل الدولية كشفت عن تغيير في الموقف الدبلوماسي الجديد من قضية الصحراء المغربية، حيث شرعت إيران في تبني خطابات الترافع لصالح الطرح الانفصالي في المنتديات الإقليمية والدولية.

يذكر أن ما تحدثت عنه مجلة “La Revue Afrique” عبر صفحتها بمنصة “إكس”، يؤكد الاتهامات المغربية السابقة لإيران بدعمها للجبهة الانفصالية وارتباط دبلوماسيين إيرانيين في الجزائر بـ“البوليساريو”، وهي الاتهامات التي وجهتها المملكة المغربية لإيران وقررت على إثرها قطع علاقاتها مع طهران.

ففي 2018، أعلن وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي، ناصر بوريطة، أن الرباط قررت إغلاق سفارة إيران وطرد سفيرها بالرباط، متهماً حزب الله اللبناني بالضلوع في إيصال الأسلحة إلى البوليساريو، قائلاً: “لدينا أدلة على تورط إيران في دعم البوليساريو”.

واعتبر بوريطة أن إيران أضحت هي “الراعي الرسمي للانفصال ودعم الجماعات الإرهابية في عدد من الدول العربية، عبر تسهيل حصولهم على أسلحة متطورة، فضلاً عن تدخل طهران في الشؤون الداخلية للدول العربية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر عن طريق جماعات إرهابية مسلحة”.

وأوضح بوريطة في وقت سابق أن “طهران، بتبنيها لفاعلين غير حكوميين مسلحين، أصبحت تهدد السلم الإقليمي والدولي، عن طريق حصول هؤلاء الفاعلين على أسلحة وتقنيات متطورة، على غرار طائرات الدرون، مشيراً إلى أن المغرب بدوره يعاني مما تقوم به إيران”.

وليست هذه المرة الأولى التي تكشف فيها صحف ومجلات دولية عن هذا الدعم الإيراني لميليشيات البوليساريو. فقد سبق لصحيفة “دي فيلت” الألمانية، في نوفمبر 2023، أن أعلنت أن إيران تعمل على مد نفوذها في شمال أفريقيا عبر الدعم العسكري لجبهة البوليساريو مستغلةً سفارتها في الجزائر، الدولة التي تحتضن الحركة الانفصالية في أراضيها.

وكشفت كريستين كنشي في مقال للصحيفة الألمانية أن تقارير أجهزة الاستخبارات الغربية والمحققين أظهرت أن طهران تعمل على توسيع نفوذها منذ عدة سنوات عبر شبكة عالمية من الميليشيات تدعمها بالسلاح والمال والتدريب لتستغلها لصالحها ضد الغرب ككل، والولايات المتحدة وإسرائيل على وجه الخصوص.

وحصلت دي فيلت على تسجيلات ونصوص المحادثات الهاتفية بين ممثلي البوليساريو وعميل يقول إنه جهة اتصال لحزب الله من ساحل العاج يدعى مصطفى محمد الأمين الكتاب، وهو ضابط اتصال البوليساريو في سوريا والمسؤول عن الشرق الأوسط.

وكشفت دي فيلت في بداية العام عن شبكة حوالات تعمل انطلاقاً من إسبانيا ومخيمات تندوف في الجزائر وتحافظ على اتصالات وثيقة مع جبهة البوليساريو وإيران ولبنان وحزب الله.

وأضافت أن إيران تخفي مساعداتها المالية لحزب الله وحماس، وربما أيضاً لجبهة البوليساريو، بمساعدة شبكات الحوالة التي يكاد يكون من المستحيل تتبع تدفقاتها النقدية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *