صمت الجامعات العربية إزاء غزة.. تقرير مغربي يتوقع تحركا مفاجئا للشارع العربي

حذر تقرير حديث بعنوان “صمت الجامعات العربية (المفاجئ) بشأن فلسطين”، من أنه رغم الصمت النسبي بالجامعات العربية مقارنة بنظيرتها الغربية، إزاء الكارثة المستمرّة في غزة وإن بدى أمراً مُحبطاً للغاية، إلا أنّ الشارع العربي، ولا سيّما طلاب الجامعات، يمكن أن يتحرّك ويشتعل من دون سابق إنذار.
ولفت التقرير المنشور بموقع “المعهد المغربي لتحليل السياسات”، والمعد من قبل رئيسه الباحث محمد مصباح، من أن الجامعات ليست كيانات ثابتة ولا ينبغي اعتبار الوضع الحالي دائماً، إذ يمكن لجيل جديد من الناشطين المدفوعين بأيديولوجيات ومقاربات مختلفة للانخراط في العمل النشاطين أن ينبثق في أي وقت في العالم العربي.
يشهد العالم العربي منذ منتصف أبريل 2024 موجة من الاحتجاجات المؤيدة للقضية الفلسطينية، تصدرتها الجامعات الغربية، وخاصةً النخبوية الأمريكية، بينما تخيم على نظيراتها العربية حالة من الصمت المريب، فيما يُثير هذا الصمت تساؤلات حول أسبابه، خاصةً مع تاريخ الجامعات العربية العريق في النشاط السياسي، ودورها كبؤر للتعبئة من أجل فلسطين.
التقرير قدم تحليلاً معمقاً لهذه الظاهرة، يقدم فيه جملة أن من الأسباب الكامنة وراء الصمت النسبي للجامعات العربية، والتي من ضمنها تراجع النشاط السياسي في الجامعات، مشيرا أن الجامعات العربية شهدت خلال العقدين الماضيين ابتعاداً عن العمل السياسي، وتحولاً نحو “نشاط غير سياسي” يركز على قضايا محلية محددة.
ويعود هذا الابتعاد إلى عوامل متعددة، منها، تراجعا نفوذ الأيديولوجيات الإسلامية واليسارية، اللتان كانتا تاريخياً المحرك الأساسي للنشاط السياسي في الجامعات، زيادة على خوف الطلاب من التعبير عن آرائهم السياسية نتيجة القمع الحكومي الذي عرفته الثورات العربية عام 2011.
في هذا السياق لفت التقرير إلى أن الأنظمة العربية فرضت بعد الربيع العربي قيوداً صارمة على التجمعات والاحتجاجات، خوفاً من تحولها إلى تحدٍّ لسلطتها، كما تم سنّ قوانين جديدة تُقيّد حرية التعبير والتجمع، وتُصعّب على الطلاب تنظيم الفعاليات المؤيدة لفلسطين، علاوة على ما تعرض له العديد من الناشطين المؤيدين للقضية الفلسطينية للاعتقال والمضايقات، مما خلق بيئة من الخوف تُثبط المشاركة في الاحتجاجات.
وأشار رئيس المعهد المغربي لتحليل السياسات إلى أن الشارع العربي، وخاصةً الشباب، من إجهاد ناتج عن سنوات من الاحتجاجات المطالبة بالتغيير والديمقراطية، مما أدى إلى انخفاض حماسهم للمشاركة في فعاليات جديدة.
ومع ذلك يشير التقرير أن صمت الجامعات العربية لا يعني بالضرورة موت الدعم الشعبي للقضية الفلسطينية. فقد يلجأ العديد من الناشطين إلى منصات التواصل الاجتماعي للتعبير عن تضامنهم مع فلسطين، لكن تواجه هذه المنصات أيضاً رقابة حكومية.
اترك تعليقاً