سياسة

شهادات خاصة.. بوعيدة تكشف تحولات جذرية بالصحراء المغربية على عهد الملك محمد السادس

شهدت الأقاليم الصحراوية للمغرب، منذ تولي الملك محمد السادس مقاليد الحكم عام 1999، تحولات جذرية غيرت وجه هذه المناطق الجنوبية للمملكة، وجعلتها نموذجا للتنمية المستدامة والتقدم، ففي غضون ربع قرن، تحولت هذه الأقاليم من مناطق هامشية إلى قطب اقتصادي واعد، وذلك بفضل الرؤية الثاقبة للملك ورعايته المستمرة للمشاريع التنموية.

في هذا الإطار، أكدت رئيسة جمعية جهات المغرب امباركة بوعيدة، في لقاء خاص مع جريدة “العمق” بمناسبة الذكرى الـ25 لتربع الملك محمد السادس على  العرش، أن ربع قرن من حكم الملك،  “كانت جد إيجابية وتبعث للفخر”، مشيرة في السياق ذاته، إلى أن مكتسبات عديدة تحققت بالأقاليم الجنوبية للمملكة.

وأضافت بوعيدة رئيسة مجلس جهة كلميم وادنون، أنه خلال العقود الأخيرة، أعطيت الأولوية للجهات الجنوبية الثلاث حيث استفادت من برامج جد مهمة، على رأسها البرنامج التنموي المندمج الذي أشرف على تنزيله الملك محمد السادس منذ في 2016 بغلاف مالي يتجاوز 77 مليار درهم، وذلك لتسريع التنمية بالأقاليم الجنوبية.

وأشارت بوعيدة إلى أن هذا البرنامج مكن من إنجاز مشاريع هائلة، أبرزها الميناء الاستراتيجي الكبير قيد الإنجاز وهو ميناء الداخلة الأطلسي. بالإضافة إلى أن الأقاليم الجنوبية للمغرب باتت تتوفر اليوم على مشروع طموح يساهم في فك العزلة وربط الشمال بالجنوب، وهو برنامج الطريق السريع الذي يمتد لأكثر من 1100 كيلومتر. هذا المشروع هو الآن في مراحله الأخيرة، وقريبا سيتم افتتاحه لكافة المواطنين.

وشددت رئيسة مجلس جهة كلميم وادنون، على أن الأقاليم الصحراوية تشهد تنمية اقتصادية كبيرة، بحيث نرى قطاعات تطورت بصفة ممتازة. على سبيل المثال، أصبحت جهة الداخلة وجهة سياحية كبرى. وفي جهة العيون الساقية الحمراء، امتدت التنمية لتشمل باقي أقاليم الجهة، مثل طرفاية والسمارة.

ونفس الشيء ينطبق على جهة كلميم وادنون، حيث أضافت بوعيدة أن الجهة حققت مكاسب واستفادت من مشاريع كبرى خلال الـ 25 سنة من حكم الملك محمد السادس، سواء على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي، مبرزة أن جميع الإصلاحات الكبرى التي عرفتها المملكة كان لها أثر إيجابي على الساكنة، مقدمة مثالا على ذلك بورش الدولة الاجتماعية.

ووصفت رئيسة مجلس جهة كلميم وادنون هذا الورش الاجتماعي بأنه نوع من المصالحة، يقوم على دعم الساكنة بشكل مباشر وغير مباشر، مشيرة إلى أن المملكة في ظل حكم الملك محمد السادس ابتكرت حلولا كبيرة خلال الظروف القاسية التي مرت بها، مثل جائحة “كوفيد-19”.

كما أوضحت أن جهة كلميم وادنون حققت مكتسبات عديدة خلال هذه العقود. فعلى المستوى الاقتصادي، تطور الناتج الإجمالي الخام للجهة بشكل كبير، مما رفع وتيرة النمو كل سنة. إضافة إلى ذلك، تم تنفيذ مشاريع كبرى منبثقة عن البرنامج التنموي المندمج للأقاليم الجنوبية، مثل الطريق السريع وسد فاصك الذي يُعتبر من السدود الكبرى في المملكة.

ومن المكتسبات التي تحققت بفضل هذا البرنامج التنموي، أشارت بوعيدة إلى المستشفى الجهوي الذي سيتحول قريباً إلى مستشفى جامعي، ومطار كلميم الذي يتوافق مع المعايير الدولية، وتأهيل مطار طانطان. كما تم فك العزلة عن العالم القروي عبر برنامج تقليص الفوارق المجالية، الذي ساهمت فيه الجهة بنسبة 40%، مما أدى إلى إنجاز مئات الكيلومترات في العالم القروي وربط أقاليم الجهة فيما بينها، إضافة إلى التغطية الكهربائية الواسعة

وأكدت بوعيدة أن المكتسبات التي تحققت في الأقاليم الصحراوية واضحة وتكشف عن تغيير جذري في واجهة هذه الأقاليم خلال السنوات الأخيرة. وسجلت أن جهة كلميم وادنون، مثل باقي الجهات، استفادت من هذا التغيير الإيجابي، مشيرة إلى أن المملكة، بما فيها الأقاليم الجنوبية، تمتلك رؤية استراتيجية ومشاريع مستقبلية ستمكن من تعزيز النمو بشكل أكبر.

في سياق متصل، أشارت إلى أن المبادرة الملكية الأطلسية هي مبادرة واعدة، لأنها تستفيد من الواجهة البحرية الطويلة للمغرب التي تمتد لأكثر من 3300 كيلومتر، موضحة أن هذه الواجهة تشكل فرصة هائلة يجب استغلالها بشكل فعال، خاصة في الأقاليم الجنوبية حيث تمتد الواجهة الأطلسية لجهة كلميم وادنون على طول 340 كيلومتر. هذا يفتح الباب أمام العديد من المجالات التنموية، بدءا من السياحة الواعدة وصولا إلى التنمية الاقتصادية الشاملة.

وسجلت بوعيدة أن إحدى أبرز المبادرات تتجلى في مشروع ميناء الداخلة الأطلسي، الذي يعكس أهمية استغلال الموارد البحرية. كما أكدت أن هناك طموحاً لإحداث ميناء طانطان الأطلسي، الذي سيوفر الفرصة لاستغلال الطاقات المتجددة ونقلها، موضحة أن المغرب يتطلع أيضا إلى استغلال الواجهة الساحلية لخلق اقتصاد تحويلي مبني على الصناعة والاستفادة من الثروة السمكية بشكل مستدام، مع الحفاظ على الموارد الطبيعية.

وبحسب بوعيدة، فإن هذه المبادرة الملكية تأتي كجزء من رؤية استراتيجية متنورة للملك محمد السادس، تهدف إلى تعزيز الربط بين العمق الأفريقي للمغرب وعمقه الأطلسي. هذه الرؤية لا تقتصر على تعزيز الاقتصاد فحسب، بل تسعى أيضا إلى تحقيق التنمية المستدامة والشاملة، مما يعزز مكانة المغرب على الصعيدين الإقليمي والدولي، وفقا لتعبير رئيسة مجلس جهة كلميم وادنون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *