مجتمع

التوفيق: النقاش المثار بشأن لباس “البوركيني” يضر بالإسلام في العمق

اعتبر وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، أن النقاش المثار بشأن لباس “البوركيني” يضر بالإسلام في العمق، و”يصرف الانتباه عن ما هو أساسي كما أن الإسلام يجد نفسه دائما في موقع المدافع بسبب التخلف الاقتصادي والعلمي للمسلمين، الشيء الذي لا ينبغي أن يترجم إلى خطاب هجومي”.

وأكد التوفيق، حسب ما أوردته صحيفة “القدس العربي”، نقلا عن وكالة “إيفي” الإسبانية، أن المطلوب هو العمل على تقديم الإسلام على أنه اختياري وجذاب، “الأمر الذي لم يتحقق بسبب الافتقار إلى نموذج مقنع بهذا الصدد أن الإسلام حذر من ثلاثة مخاطر، وهي: الجهل والخداع والتطرف، أي عكس ما يقوم به الإرهابيون”.

وفيما يتعلق بتنامي الإسلاموفوبيا بأوروبا، أوضح التوفيق أن هناك خبراء مختصين في الدراسات الإسلامية القديمة والحديثة في الغرب لكنهم “للأسف ليسوا مؤثرين، لا سيما أنه بإمكانهم مساعدة وسائل الإعلام التي غالباً ما تتفاعل بسرعة كبيرة عبر إعطاء تصريحات مطمئنة، والقيام بتحليل نقدي للإسلام.”

ومن جهة أخرى، اعتبر التوفيق، أن الأئمة المولودين بأوروبا لا يمثلون أية ضمانة لمواجهة المد الراديكالي المتزايد بالقارة العجوز، مشيرا إلى أن هناك أئمة من بلدان مسلمة يأتون إلى أوروبا برصيد لغوي ضعيف، و”المشكل لا يكمن فقط في جهلهم لهذا الواقع الجديد، وإنما أيضاً في كيفية تفسير مبادئ الدول المُستقبِلة، وضرورة احترام التشريعات والقوانين التي تقوم عليها هذه البلدان”.

وأضاف المتحدث ذاته، أن “ثمة هاجس بعقليات بعض البلدان الأوروبية التي ترى أنه من الضروري أن يكون الأئمة الساهرون على المجال الديني مولودين أو مكونين بأوروبا. وهذا لن يقدم أية ضمانة، ولن يغير شيئًا، وأن دول تركيا والجزائر والمغرب تعمل على مراقبة مساجد موجودة بأحياء في دول أوروبية تقطن فيها نسب كبيرة من المسلمين”.

واعتبر التوفيق، أن بلدان الغرب في حاجة إلى إسلام أوروبي يستجيب لمشاكل الجاليات المسلمة بالقارة الأوروبية وأن الإمام بدوره ملزم باحترام قوانين المؤسسات الأوروبية، بما في ذلك قواعد اللعبة السياسية، لأن مهمته تتجلى في الدفاع عن المبادئ العامة للدين الإسلامي.