آخر أخبار الرياضة، العمق الرياضي

تلوث وسرقة وجرذان ونقص في التغذية.. الانتقادات تلاحق تنظيم باريس للألعاب الأولمبية

تواجه فرنسا سيلا من الانتقادات بسبب توالي المشاكل التنظيمية بالدورة الحالية للألعاب الأولمبية، خاصة مع “الفوضى” التي خلفتها انتشار الجرذان بالعاصمة الفرنسية باريس وشكاوى الرياضيين من توالي أحداث السرقة ونقص التغذية بالقرية الأولمبية.

وباتت مشاهد الجرذان وهي تهاجم الرياضيين في أولمبياد باريس أمرا معتادا في الأيام القليلة الماضية، إذ وصف شهود عيان أن جرذان باريس كبيرة للغاية بل إن أحجامها تقارب أحجام القطط، حيث تسببت الأمطار الغزيرة التي هطلت على العاصمة الفرنسية في نهاية الأسبوع بخروج الجرذان من مخابئها وانتشارها في الشوارع، وبات من الطبيعي مشاهدتها في المطاعم والحانات، ما سبب رعباً للكثيرين ممن أتوا لمشاهدة الحدث الأولمبي.

وحسب الجهات المسؤولة فإن الجرذان تحمل عدة أمراض وتشكل خطراً رئيسياً على جامعي القمامة الذين يتم تطعيمهم باللقاحات المضادة، كما تستمر الجهود للتوعية واستقدام سلات النفايات والفخاخ كحلول أخيرة لمواجهة هذه المشكلة.

من جهة أخرى، أبدى العديد من الرياضيين عدم رضاهم عن جودة الطعام وعبروا عن توقهم لمزيد من اللحوم في قوائم الطعام الصديقة للبيئة على الرغم من الوعود التي أطلقتها فرنسا بتقديم أشهى الأطعمة التي تشتهر بها في القرية الأولمبية في باريس أثناء الألعاب الأولمبية، حيث أكد العديد من الرياضيين أنهم واجهوا صعوبات في البداية مع قوائم الطعام، حيث كان هناك 50 طبقاً نباتياً متاحاً كل يوم بنسبة 100 في المائة.

وخلال تجربة تشغيلية في مطعم القرية الأولمبية في يونيو، أكد رئيس اللجنة المنظمة للألعاب توني إستانغيه، أن “باريس 2024 تهدف إلى خفض متوسط انبعاثات الكربون لكل وجبة إلى النصف، مقارنة بالألعاب الأولمبية السابقة في طوكيو سنة 2021 من خلال جعل 50 في المائة من الأطباق نباتية”.

وشهدت، الأيام القليلة الأولى في القرية، الواقعة في ضواحي شمال باريس، طلباً على المزيد من اللحوم والبيض وكميات أكبر من الطعام، لما له من تأيثر كبير على الرياضيين الساعين لتجديد طاقتهم بعد المسابقات الشاقة أو التمارين في الصالة الرياضية، ووعدت اللجنة المنظمة بعدم خذلان زوار فرنسا، كما استعانت بعدد من الطهاة الحاصلين على نجمة ميشلان كمستشارين للعمل جنباً إلى جنب مع الشركة الفرنسية “سوديكسو” المسؤولة عن تأمين الطعام.

وقالت نجمة الجمباز الأميركية سيمون بايلز إنها شعرت بخيبة أمل إزاء قاعة الطعام التي تتسع لـ3300 مقعد، وتضمّ ستة مناطق مختلفة لتناول الطعام تقدّم وجبات من جميع أنحاء العالم، مضيفة: ” ليس المطبخ الفرنسي الحقيقي مثل الذي تتناولونه أنتم، لأنكم خارج القرية”.

كما قالت زميلتها هيزلي ريفيرا، صاحبة الـ16 سنة، عن زميلتها في الفريق: “أعتقد بالتأكيد أن الطعام الفرنسي جيد، ولكن ما نتناوله هناك لا أعتقد أنه الأفضل. ولكنه يؤدي الغرض المطلوب”.

من جهتها، وصف العداء الإيطالي مارسيل جاكوبس، حامل الذهبية الأولمبية لسباق 100 م، القرية بأنها “لطيفة، أما الطعام فلا”، بينما اتفقت الجامايكية شيريكا جاكسون، بطلة العالم مرتين في سباق 200 م، معه قائلة “الطعام ليس جيداً”.

أما السّباح خوليو هوريغو من هندوراس فقال عندما سُئل عن الحياة في القرية: المشكلة الوحيدة هي نقص الغذاء. إنه أمر مفاجئ بعض الشيء. مؤكداً أنه يأكل ما يصل إلى 5 آلاف سعرة حرارية يومياً، وأنه وصل لتناول الإفطار صباح الأحد ليجد أنه لم يتبقَ سوى البيض، وقال عند مدخل القرية التي تعجّ بالنشاط وتتّسع لنحو 10500 رياضي “إذا وصلت متأخراً قليلاً فلن يكون هناك ما يكفي” لتناول الطعام.

وأعطى المجدف الروماني يوليان كيلارو إجابة واضحة عندما سُئل عما إذا كان هناك شيء مفقود “اللحوم”، وأضاف: “لم يكن لدينا ما يكفي من اللحوم، لكن المشكلة تم حلّها الآن”.

وبدورها، قالت لاعبة الكرة الطائرة الشاطئية الكندية صوفي بوكوفيتش وهي تغادر المجمع: “نستمتع بالخضراوات، لذا فإن الأمر لا يمثل مشكلة. بعض الرياضيين يأكلون اللحوم بشراهة. وهم يحاولون إيجاد حلّ لهذه المشكلة. هناك بروتين، عليك فقط أن تعرف أين تجده”.

وقالت شركة سوديكسو لـ”فرانس برس” إنها عدّلت قوائم الطعام التي تقدمّها، وأضافت المتحدّثة باسم المجموعة: كان الطلب على البيض واللحوم المشوية مرتفعاً، لذا زادت الكميات بشكل كبير. ومنذ عدّة أيام أصبحت الكميات المعروضة متماشية مع الطلب.

إلى ذلك، أكد أعضاء من اللجنة المنظمة أن رياضيين وقعوا ضحية لعمليات سرقة بالقرية الأولمبية خلال المشاركة في أولمبياد باريس 2024، وتم إبلاغ الشرطة عن تلك الحوادث”، حيث تعرض لاعب في فريق الرجبي السباعي الوطني لسرقة خاتم زفافه وعقد ومبلغ مالي من غرفته في القرية الأولمبية.

وأفاد خافيير ماسكيرانو، مدرب منتخب الأرجنتين الأولمبي لكرة القدم، الأسبوع الماضي، بأن بعض لاعبيه تعرضوا للسرقة قبل مباراتهم الأولى الأربعاء الماضي، فيما قالت آن ديكا المتحدثة باسم أولمبياد باريس 2024 “تم الإبلاغ عن تلك الحوادث للشرطة. نحن ندعم الرياضيين والبعثات. القرية مكان آمن للغاية، وهناك أكثر من 180 كاميرا أمنية، ونحن ملتزمون للغاية بجعل القرية مكانا آمنا للرياضيين”.

ولم يتمكن المنظمون من تحديد عدد رجال الأمن المنتشرين في القرية الأولمبية التي من المتوقع أن تستوعب نحو 14 ألف رياضي على مساحة 52 هكتارا (128.5 فدانا)، حيث يوجد مركز للشرطة في مكان قريب ولكن لا يوجد ضباط إنفاذ للقانون في القرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *