عنصرية وتضييق واستغلال.. معاناة “حراكة” مغاربة ضحايا نصب بتركيا تتفاقم (فيديو)

يعاني العديد من المهاجرين المغاربة في تركيا من ظروف صعبة، خاصة مع تشديد السلطات التركية إجراءاتها الأمنية ضد المهاجرين غير النظاميين.

ففي الفترة الأخيرة، شرعت تركيا في ترحيل مئات المهاجرين المغاربة الذين لا يملكون أوراق إقامة قانونية، مما يزيد من معاناتهم. تتضمن هذه المعاناة التعرض للاستغلال والاعتداءات، بالإضافة إلى الظروف غير الإنسانية في مراكز الاحتجاز التي يتم وضعهم فيها قبل الترحيل.

كما أن الوضع الاقتصادي المتردي وارتفاع التضخم في تركيا دفع الكثير من المهاجرين إلى محاولة الهجرة إلى أوروبا، ومنهم من يتخد تركيا معبرا لأوروبا مما يزيد من تعقيد الوضع.

وفي تصريح لجريدة “العمق”، قالت مهاجرة مغربية في تركيا: “أتيت إلى هنا من أجل العمل وجمع المال ثم الهجرة، لكنني تعرضت للاستغلال والنصب. أنا الآن لا أستطيع الهجرة أو الرجوع لبلدي، لأنه عندما تتعدى الثلاثة أشهر تصبح لديك مخالفة، وإذا أردت الرجوع لبلدك يجب أن تدفع غرامة. كما أنك إذا أردت الخروج، سوف تعتقل. فأكثر شيء يركزون عليه هو موعد الرجوع. أنا شخصيا لم أعد أحمل معي جواز السفر، ففي هذه الحالة لا يطلبون سوى رشوة مقابل ألا أعتقل”.

وأضافت: “لا تعامل الفتاة المحجبة كالمتبرجة، فهم لا يمارسون نفس الضغط على المتبرجات. سبق أن خرجت مع إحدى صديقاتي المحجبات التي تم تفتيشها واعتقالها، ولكن لم يتكلم معي أحد لمجرد أنني متبرجة. لقد وصل الحال إلى أن عمليات التفتيش تقع في محلات البيع فليس هنالك مكان آمن”.

وتابعت قائلة: “يتم نقل المهاجرين لمخيمات قصد ترحيلهم إلى المغرب، لكن مدة الانتظار تتوقف على حظهم، فيمكن أن ينتظروا لشهور. بالإضافة إلى المعاملة السيئة والعنصرية، فالأتراك يكرهون العرب ولا يريدون أن تتكلم معهم بلغة غير التركية. ومن الممكن أن يصلوا إلى ضربك أو قتلك في الشارع إذا عرفوا أنك لست تركيا، وفي هذه الحالات الشرطة لا تتدخل”.

وأشارت المهاجرة إلى أن “الكثير من المهاجرين تعرضوا لعمليات نصب، سواء مقابل الهجرة أو كراء منزل، فمن الممكن أن يستأجر شخص لك منزلا وبمجرد أن تدفع له يتصل بالشرطة لكي تلقي القبض عليك”.

وأوضحت أن “هناك الكثير من المافيات، منهم مغاربة وأكثرهم جزائريون، يتفقون مع مغاربة لكي يهاجروا عن طريق تركيا. وعند قدومهم يأخذون أموال الهجرة والكراء ثم يأخذون جواز السفر لكي يتم إعادة استعماله، ويتركونهم في منزل غالبا ما يكون مستأجرا ليوم واحد، ثم يختفون”.

واختتمت بقولها: “ذلك المبلغ الذي تفكر أن تهاجر به هجرة غير شرعية من الممكن أن تفكر قليلا وتذخر مالا أكثر وتهاجر هجرة شرعية لدولة ستحترمك وتحترم حقوقك. عكس هنا، غالبا ما سيتم النصب عليك وأخذ كل ما تملك”.