المشردون والكلاب الضالة يثيران مخاوف سكان بأكادير ومطالب بتدخل حازم

يشكل انتشار الكلاب الضالة والأشخاص المشردين مصدر قلق كبير لساكنة عدد من أحياء مدينة أكادير، لما للظاهرة من تأثير سلبي على صحة المواطنين وعلى جمالية عاصمة جهة سوس ماسة.

وبات تجمهر عشرات المشردين ومعهم الكلاب الضالة بأحياء القدس، الباطوار، تيكيوين، الداخلة، بنسركاو، المسيرة، وغيرها من أحياء مدينة الانبعاث، أمرا مألوفا يستوجب تدخلا من السلطات المعنية لضمان سلامة المواطنين.

وفي هذا السياق وجه سكان المجمع السكني أ3 بحي القدس، شكاية لكل من والي جهة سوس ماسة، ووكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بأكادير بشأن ما أسموه بـ”الازعاج والتهديدات الأمنية” الناجمين عن الظاهرة المذكورة.

وجاء في الشكاية التي توصلت جريدة “العمق” بنسخة منها: “نحن سكان بلوك أ3 الذي تتواجد به ساحة أمام مسجد أبو بكر الصديق، نرفع إلى سيادتكم هذه الشكاية للإبلاغ عن المشاكل والأخطار التي نعاني منها بشكل يومي بسبب الكلاب الضالة ومجموعة من المجرمين الذين حولوا ساحة الحي إلى وكر للدعارة وبيع المخدرات، مما يشكل تهديداً كبيراً على سلامتنا وسلامة أطفالنا”.

وحذر قاطنو المجمع السكني المذكور، من خطورة تنامي هذه الظواهر السلبية في محيط منازلهم، مؤكدين على أن الوضع يشكل تهديدا صريحا لسلامتهم وسلامة أطفالهم.

واشتكوا من معاناتهم “منذ سنوات من إزعاج الكلاب الضالة التي تهدد أطفالنا ليلا ونهارا، إضافة إلى المضايقات المستمرة من طرف مجموعة من المجرمين هذه المجموعة تقوم بأعمال غير قانونية تشمل بيع المخدرات بكافة أنواعها، وتعاطي الدعارة والاعتداء علينا بالحجارة والسب والشتم مما يجعل حياتنا اليومية لا تطاق ويعكر صفو عيشنا وسلامتنا، رغم تقديمنا عدة شكايات لجميع المصالح المسؤولة على مدار أكثر من 6 سنوات، فإننا لم نجد أي تدخل لحماية أمن وسلامة السكان”.

وطالبوا بضرورة تدخل الجهات المعنية قبل فوان الأوان، منبهين إلى انتشار “جميع أنواع الفساد ليلا ونهارا بدون أي رادع أو تدخل، كما تم تخريب جميع أعمدة الإضاءة، حيث أصبحت الساحة مظلمة وملاذا للكلاب الضالة و المجرمين، لذلك، نتوجه إلى سيادتكم بطلب التدخل العاجل والفوري لإيجاد حل لهذه المشاكل وحماية سكان حي القدس من كافة التهديدات والمخاطر التي تحيط بنا قبل فوات الأوان”.

وبخصوص ظاهرة الكلاب الضالة تحديدا، فقد أوضح نائب رئيس مجلس جماعة أكادير الحسين أبو درار، في اتصال هاتفي مع جريدة “العمق”، أن ظاهرة الكلاب الضالة، تهم جميع المدن المغربية بشكل متفاوت، ومستعصية لأنها تتكاثر بشكل متسارع نتيجة بفعل جملة من العوامل، ما يجعل التغلب عليها أمرا في غاية الصعوبة، بحسب تعبيره.

وأكد المسؤول الجماعي ذاته، أن مجلس جماعة أكادير ومعه جميع المتدخلين، من سلطة محلية ومصالح بيطرية و المكتب الجماعي لحفظ الصحة، يعمل ليل نهار على إيجاد حلول واقعية لهذه الظاهرة التي تقض مضجع ساكنة المدينة.

وزاد أبودرار، أنه تم اتخاذ إجراءات مختلفة للحد من هذه الظاهرة، تتمثل تعزيز الفرق المكلفة بجمع الكلاب المشردة، بجميع أحياء المدينة، ونقلها إلى محجز مؤقت بضواحي المدينة، والذي يتم تدبيره بشراكة مع جمعيات المجتمع المدني التي تقوم تفور عناية خاصة لهذه الكلاب بشكل مستمر .

وكشف أبودرار، أن مركزا لإيواء وتعقيم وتلقيح الكلاب والقطط الشاردة، على مستوى أكادير الكبير، من المرتقب أن يرى النور خلال الأشهر القليلة القادمة، ما من شأنه أن يساهم بشكل كبير في الحد من الأخطار التي تسببها هذه الحيوانات، وحماية المواطنين من الأمراض التي تنتقل عبرها.