تزامنا مع تواجد الملك.. إضراب عمال النظافة بالفنيدق يربك السلطات وتدخل الوالي ينهي الأزمة

تسبب إضراب عمال شركة “ميكومار” المفوض لها تدبير قطاع النظافة بمدينة الفنيدق، في حدوث “أزمة نفايات” على مستوى المدينة، وارتباك في تعامل السلطات مع الملف، في ظل تواجد الملك محمد السادس بالمنطقة حيث يقضي عطلته الصيفية.

وفي الوقت الذي يخوض فيه عمال النظافة إضرابا عن العمل واحتجاجات متواصلة مع بداية الشهر الجاري بسبب تأخر توصلهم بمستحقاتهم الشهرية، علمت جريدة “العمق” أن الأطراف المعنية بالأزمة توصلت إلى اتفاق لإنهاء الإضراب، بعد زوال اليوم الثلاثاء.

جاء ذلك بعدما فشلت تدخلات السلطة على المستوى المحلي، خاصة من طرف باشا المدينة، في حل الأزمة في وقت سابق، حيث أدى إضراب عمال النظافة إلى تراكم النفايات بالأزقة والشوارع وفي محيط حاويات الأزبال.

هذا الوضع دفع والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، إلى التدخل وعقد اجتماع مستعجل، اليوم الثلاثاء بمقر عمالة المضيق الفنيدق، حيث علمت جريدة “العمق” أن الاجتماع كان ساخنا وعبر فيه الوالي عن غضبه العارم من توقف مرفق النظافة في عز الصيف.

وبحسب ما توصلت إليه الجريدة من معلومات من مصادر مطلعة، فإن الوالي خلال هذا الاجتماع رفض كل المبررات التي طرحها المسؤولون للخروج من المأزق، موجها تعليمات صارمة لإيجاد حل فوري لمشكل الأجور الشهرية التي تأخر صرفها لفائدة عمال النظافة.

وكشفت المصادر ذاتها، أن هذا الاجتماع الذي حضره أيضا عامل المضيق-الفنديق، ياسين جاري، وعدد من المسؤولين والتقنيين وممثلي شركة النظافة، شهد توجيه انتقادات للشركة والجماعة الترابية للفنيدق بسبب “فشلهما” في اتخاذ تدابير استباقية لمنع تنفيذ الإضراب.

وأشارت المصادر إلى أن والي الجهة أمر بإعداد تقارير مفصلة حول هذه الأزمة والبحث في حيثيات وكواليس الارتباك في تدبير القطاع، واستفسار جميع الجهات المعنية، وذلك لتحديد المسؤوليات قبل ربطها بالمحاسبة، في ظل ما يعرفه الملف من تقاذف المسؤوليات والتهرب منها.

وأضافت المصادر أن التازي اعتبر أن السلطات في مثل هذه الملفات، تضع دوما برنامجا استباقيا خاصا بتدبير الصيف والذروة السياحية دون إضرابات أو احتجاجات، باعتبار قطاع النظافة لا يتحمل التوقف أو الانتظار لارتباطه بأخطار انتشار الأمراض والأوبئة نتيجة تراكم الأزبال في ظل ارتفاع درجة الحرارة.

وعقب تدخل والي الجهة، عملت جريدة “العمق” أن الأطراف المعنية بالأزمة وقعت محضر اتفاق، بعد زوال اليوم الثلاثاء، ينص على إنهاء الإضراب وعودة العمال إلى استئناف عملهم، مع تعهد الشركة بعدم اقتطاع أجرة يوم الإضراب، وعدم تجاوز اليوم الأول من كل شهر كأجل أقصى لأداء الأجور، مع النظر في تبعات تأخر أداء الأجرة وما يترتب عنها من إنذارات وغرامات لشركة أمانديس وكذا الأبناك.

هذا الاجتماع الذي انعقد بمقر جماعة الفنيدق، ترأسه رضوان النجمي رئيس المجلس الجماعي للفنيدق، وباشا المدينة علاء البختي كممثل عن السلطة المحلية، إلى جانب رئيس قسم الشؤون التقنية والتعمير والبيئة بالجماعة، ومدير شركة ميكومار الفنيدق، والكاتب العام المحلي لنقابة العمالة ونائبه، وفق مصادر الجريدة.