اقتصاد، مجتمع

ما حقيقة الركود السياحي بسواحل الشمال هذا الصيف بسبب غلاء الخدمات؟

تشهد مدن الشمال خلال موسم الصيف الحالي، ارتفاعًا ملحوظا في أسعار الخدمات، خاصة المرتبطة بالإيواء والأكل والنقل، وهو ما يثير استياءً واسعًا بين المغاربة الذين اختاروا هذه المنطقة لقضاء عطلهم الصيفية.

وتُلقي هذه الظاهرة بظلالها على قطاع السياحة الداخلية، حيث تُهدد بتراجع الإقبال على مدن الشمال، ممّا قد يُلحق الضرر بالعديد من الفعاليات التجارية والاقتصادية التي تعتمد على السياحة.

وفي الوقت الذي سجلت فيه الأسابيع الأولى لموسم الصيف الحالي، ركودا ملحوظا، أظهرت معطيات رسمية ارتفاع أعداد السياح الوافدين على ساحل “تمودة باي” منذ منتصف يوليوز ومع بداية غشت، رغم استمرار ارتفاع الأسعار.

وبحسب ما توصلت به جريدة “العمق” من معطيات من مصادر مسؤولة بالمنطقة، فإن نسبة الوافدين على الشريط الساحلي “تمودة باي” الذي يمتد من مارتيل إلى الفنيدق، شهدت ارتفاعا خلال الأسبوعين الأخيرين تجاوز %5 مقارنة بالمواسم الماضية.

ارتفاع الوافدين

توصلت جريدة “العمق” بمعطيات من مصادر مسؤولة، تشير إلى ارتفاع متزايد في أعداد السياح الوافدين إلى الوجهات الشاطئية التابعة لعمالة المضيق الفنيدق، منذ الأسبوع الثاني من يوليوز وبداية غشت الجاري.

وأشارت معطيات الجريدة إلى ارتفاع ليالي المبيت في الفنادق المصنفة خلال النصف الثاني من شهر يوليوز والأسبوع الأول من شهر غشت.

وبحسب المعطيات، فقد تم تسجيل ارتفاع في نسبة استهلاك الكهرباء والماء، وهو ما يشير إلى ارتفاع حجم الوافدين لقضاء عطلتهم بهذه المنطقة، بنسبة تفوق 5 في المائة.

ولفتت المصادر ذاتها إلى أن الركود الذي كان قد سُجل مع بداية الصيف، خاصة مع بداية يوليوز، كان راجعا بالأساس إلى تمديد الموسم الدراسي والامتحانات وتزامن تلك الفترة مع عيد الأضحى.

وتعيش مدن وشواطئ الشمال خلال الأيام الجارية، وفق ما عاينته جريدة “العمق”، إقبالا واكتظاظا كبيرين، خاصة على مستوى الشريط الساحلي الممتد من وادلاو بإقليم تطوان إلى الفنيدق، مرورا بمرتيل والمضيق والشواطئ التابعة لهما.

وتعرف مختلف المحاور الطرقية الرابطة بين هذه المدن، وداخلها، اختناقات مرورية تمتد أحيانا لكيلومترات طويلة، فيما لا يزال الغلاء يميز أسعار هذا الموسم، خاصة على مستوى دور الكراء والمطاعم والمقاهي.

فعلى مستوى منطقة تارغة الساحلية بإقليم تطوان، على سبيل المثال، وهي منطقة جبلية يغلب عليها الطابع القروي، وصلت أسعار دور الكراء فيها إلى 500 درهم لشقة من غرفتين بتجيهزات بسيطة جدا، ورغم ذلك عانيت “العمق” عددا من الأسر التي لم تجد أي منزل فارغ للكراء، خلال الأسبوع الجاري.

وسُجل في هذا الصدد ارتفاع ملحوظ في أعداد المغاربة القاطنين بالخارج الذين حلوا بالمغرب، سواء عبر مطارات طنجة وتطوان أو عبر معبر باب سبتة أو ميناء طنجة المتوسط.

وتشير الأرقام الرسمية حول عملية “مرحبا 2024″، إلى ارتفاع  أعداد مغاربة العالم الذين دخلوا للمغرب هذه السنة مقارنة مع السنة الفارطة، حيث اختار جزء كبير منهم سواحل الشمال لقضاء عطلتهم.

ركود غير مألوف

لكن قبل ذلك، رصدت جريدة “العمق” مع بداية موسم الصيف الجاري، تراجعا غير معهود في الإقبال على مدن الشمال، خاصة مدن تطوان والمضيق ومارتيل والفنيدق ووادلاو، وهو ما أثار حينها تخوفات من احتمال تسجيل ركود اقتصادي.

وبحسب مهنيين في مجالات الإيواء والنقل والمطاعم والمقاهي، تحدثت معهم الجريدة، حينها، فإن الحركة الاقتصادية خلال شهر يونيو وبداية شهر يوليوز ظلت عادية عكس السنوات المنصرمة.

وأفاد المتحدثون بأن الإقبال على المنازل المعدة للكراء شهد تباطؤا غير مألوف مع بداية فصل الصيف، وهو ما تجسد أكثر مع قطاع النقل الذي لم يشهد الاكتظاظ الذي تكون عليه هذه الفترة من كل سنة، خاصة على محاور تطوان_مرتيل، تطوان-المضيق، تطوان-الفنيدق، تطوان-الحسيمة.

وفي هذا الصدد، وجهت البرلمانية سلوى البردعي عن المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، سؤالا كتابيا إلى فاطمة الزهراء عمور، وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني.

وقالت البردعي إن المدن والسواحل الشمالية تعاني من ركود غير مألوف في هذه الفترة الزمنية من العطلة الصيفية، كنتيجة حتمية لتراجع توافد آلاف المصطافين المغاربة والأجانب لقضاء عطلة الصيف وتحريك عجلة التنمية والاقتصاد بحواضر طنجة، مارتيل، المضيق، الحسيمة.

وأشارت البرلمانية ذاتها إلى أن المدن المذكورة تعوّدت منذ عقود على استقبال السياح فور حلول الموسم الصيفي مع تسجيل ذروته السياحية بداية شهر يوليوز من كل سنة.

وساءلت البردعي الوزيرة عمور عن الدوافع التي جعلت هذه المدن تعرف تراجعا في الإقبال السياحي عليها، والإجراءات التي ستتخذها الوزارة الوصية لتوفير برامج تشجع السياحة الداخلية في ظل وجود “العشوائية واستمرار تردي الخدمات السياحية”.

كما تساءلت عن “العوامل التي تتحكم في غياب رؤية مندمجة لقطاع السياحة تجمع بين مورثنا الثقافي والحضاري والترويج السياحي، لاستقطاب كل أنواع الراغبين للاستفادة من السياحة ببلادنا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • Abderrahim Hamid
    منذ شهرين

    التهاب الاسعار في كل شيء الفوضى و التسيب بحجة تحرير الاسعار النقل الفنادق الاقامات المقاهي و المطاعم ،الشواطئ ثم الاسواق … جحيم المغاربة هذااا و الوافدين اليه