“دائرة الموت”.. الصراع يحتدم بين أحزاب الأغلبية والمعارضة للظفر بمقعد المحيط

تستعد الأحزاب السياسية المغربية لخوض الانتخابات الجزئية في دائرة المحيط بالعاصمة الرباط، المعروفة باسم “دائرة الموت”، نظراً للتنافس الشديد الذي تعرفه بين مختلف الأطياف السياسية وترشح عدد من الزعماء البارزين فيها.

وانطلقت اليوم الجمعة الحملة الانتخابية للأحزاب المشاركة في هذه الانتخابات، بناء على مرسوم رئيس الحكومة رقم 2.24.685 الصادر في 19 يوليوز 2024، والذي كان قد حدد الفترة من 25 إلى 29 غشت لتقديم الترشيحات، وانطلاق الحملة الانتخابية في 30 غشت إلى غابة 11 شتنبر 2024.

ويأتي هذا الاستحقاق الانتخابي بعد قرار المحكمة الدستورية بتجريد النائب البرلماني عبد الرحيم واسلم، المنتمي لحزب التجمع الوطني للأحرار، من عضويته بمجلس النواب، ما أسفر عن ضرورة تنظيم انتخابات جزئية لملء المقعد الشاغر.

وأعلن حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي ترشيح عضو مكتبه السياسي، فاروق مهداوي، لخوض هذه الانتخابات، مشدداً في بيان له على أهمية مشاركة المواطنين بكثافة في هذا الاقتراع.

وأكد الحزب على ضرورة التصدي لما وصفهم بالمفسدين في العملية الانتخابية، ودعا إلى “إسماع صوت الجماهير المطالبة بالديمقراطية الحقة والعدالة الاجتماعية”.

من جانبه، حسم حزب التجمع الوطني للأحرار في تزكية سعد بنمبارك كمرشح له، وهو زوج العمدة السابقة أسماء اغلالو، وذلك في سياق الجهود المبذولة لتعويض خسارته لمقعد الدائرة بعد قرار المحكمة الدستورية.

أما حزب العدالة والتنمية، فقد زكى مرشحه عبد الصمد أبو زاهير الذي يُعول عليه الحزب لتعزيز موقعه السياسي في العاصمة الرباط، في حين قدم حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية مرشحه ياسين التونارتي،.

وفي هذا السياق، أشار الباحث في العلوم السياسية، عبد الله الهندي إلى أن “هذه الانتخابات الجزئية في دائرة الرباط – المحيط تمثل فرصة مهمة للأحزاب السياسية لتقييم مدى قدرتها على التعبئة الشعبية وجذب الناخبين، خاصة في ظل تصاعد التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها البلاد”.

وأضاف الهندي في تصريح لجريدة “العمق” إن التنافس القوي بين الأحزاب يعكس الرهانات الكبيرة على هذا المقعد البرلماني، والذي يمكن أن يكون له تأثير على الخريطة السياسية في المستقبل القريب.

وتابع المتحدث: “من المرجح أن تشهد الحملة الانتخابية مواجهات حادة بين المرشحين، ليس فقط على مستوى البرامج الانتخابية، ولكن أيضاً فيما يتعلق بملفات الفساد واستغلال النفوذ، وهو ما يجعل هذه الانتخابات محط أنظار الكثير من المراقبين السياسيين والمواطنين على حد سواء.”