سياسة

الوحداني لـ”العمق”: بلفقيه من رجال الدولة العميقة .. وهكذا ساقني بوليد للاعتقال

محمد الوحداني، شخصية باعمرانية طبعت الساحة السياسية والجمعوية بسيدي إفني بكثير من الجدل، وذلك بسبب تحركاته التي بصمت عن لحظات ذات انعطافة تاريخية بعاصمة آيت باعمران، بدءً بأحداث السبت الأسود سنة 2008، ومرورا بتشكيل السكرتارية المحلية وانتهاء بترؤس المجلس البلدي لسيدي إفني، فدخول السجن بعد ذلك.

في هذه الحلقات المعنونة بـ “السر” والتي خص بها الوحداني جريدة “العمق المغربي”، نتعرف بشكل أقرب إلى شخصية الوحداني ومساره طيلة عشرين سنة من حياته، حيث يحكي عن تجربته بانتصاراتها وانكساراتها، حكايات وفاء وحكايات خيانة مقربين وأصدقاء، تقاطعت حكاية حياته مع حيواتهم.

وفي الحلقة الثانية من يوميات “السر” يتحدث رئيس المجلس البلدي الأسبق لبلدية سيدي إفني محمد الوحداني عن الدقائق الأخيرة قبل اعتقاله، وكيف تورط الصحفي بإذاعة MFM سوس في هذا الاعتقال، كما يحكي عن علاقته برئيس بلدية كلميم السابق عبد الوهاب بلفقيه، وكيف حاول اقناعه بعدم إجراء الحوار (أوالفخ كما يسميه).

الحلقة الثانية: اكتمال المؤامرة ورسالة المرسول المجهول

تمليت للحظات في شاشة الهاتف الذي يتراقص فيه اسم بوليد، كأنه فخ طروادي، ثم أجبته.

المكالمة:

بوليد ابراهيم: مرحبا سي محمد، سمح ليا سرقني النعاس! فيينك دابا؟

محمد الوحداني: أنا دابا حدا أوطيل …، أون فاس مع شي حوانت د الصناعة التقلدية.

بوليد: بقى تما، أنا قربت ليك.

الوحداني: را جيت حتى لحدا لباب د الإذاعة ولكن بان ليا شي تحركات غير عادية تاع أكثر من 7 د الأشخاص، وأنا نكمل طريقي وماتليت دخلت!

بوليد: لا، لا هادوك شي وحدين جايبين ليا واحد الملف! يلاه أسي محمد أنا قربت لك، سلام.

كل هذه المدة التي مرت ومنذ يوم اعتقالي، والله يشهد كنت أعيد طرح هذا السؤال على نفسي ليل نهار، واه أكثر من 7 أشخاص يحضرون ملفا وحدا؟ أنهى بوليد المكالمة على ايقاع سريع مؤكدا على أن أولئك الأمنيين الذين كانوا يتربصون بي هناك كانوا على موعد وأنهم مجرد مواطنين مدنيين يحملون ملفا!

هاهو الهاتف يرن، إنها خديجة زيان، كانت آخر مكالمة لي معها قبل يوم، وكان نقاشا طويلا حول خطورة حضوري إلى مقر الإذاعة.

المكالمة السابقة

خديجة زيان: السلام عليكم آ الرئيس، اتصلت مرارا الغراف تاعك كالعادة مسدود!

محمد الوحداني: وعليكم السلام اللا خديجة، كي العادة، كنفح هاد الغراف غير باش نتكلم ونسدو. المهم ياك لاباس الوالدين، الخوت؟

زيان: بخير الحمد لله، قل لي غا علاش كتقلب ثاني، آش داك لشي إذاعة، واش بغيتي تمشي لحبس برجليك؟ أنا، وماشي غا أنا بوحدي، فاش قرينا الاعلان تاع داك الحوار مافهمنا حتى وزة، زاعما كتقول ليهوم ها أنا فين كاين، أسيدي باز، فكر غار فباك وماك ووليداتك، را مابقى فيهم جهد ثاني باش يتبعوك فلحباسات، أو حتى صحتهوم مع العمر الله يحسن العوان، نسيتي أن باك يلاه داير العملية. واش بعدا كتسمع ليا شفتك سكتي؟

الوحداني: لا، أنا معك، غير كتكلمي وأنا كنسمع لك وفنفس الوقت كنفكر، إوا سمعي أنت لهاد الأخبار اللي غادي نقول لك، صاحبنا د كلميم بلفقيه اتصل، وقال ليا مانجباد العامل في الحوار، وفاش قلت ليه علاش مانجبدو؟ قال لي فاش غادي نجبدو يعني بحال إلى كندين الداخلية، وبأنه را ممثل د الملك! يعني واجب التحفظ واجب …. وأنا نقول ليه: السيد الرئيس، الداخلية اللي كيمثلها هو وزير الداخلية، العامل موظف تاع الداخلية، والبلاد فيها واحد الملك، والممثل الحقيقي د الملك هو من ينفذ تعليمات د الملك، وأنا شفت الملك داخل في الغيس والما حتى لركابيه باش يشوف آش واقع للشعب تاعو، أما صالح الداحا الناس مالقات ماتاكل وكتنعس في العرا وهو مامسوق، عرفت اش قال ليا؟ بلفقيه: ولا سي محمد، الداحا رجل مزيان أنا اللي كنعرفو وتعاملت معاه من قبل، الله يعمرها دار وولد الناس وغادي تشوفو كي غادي يرد إقليم إفني ؟

زيان: أنا بغيت غار نعرف هاد عبد الوهاب آش دخل ثاني حمارتو فهاد السوق؟ دير أنت حوار ولا دير حتى لعصيدة؟ باااز أسيدي.

الوحداني: آه، واش أنت ماعارفة عبد الوهاب را جزء من الدولة، وهو واحد من مخاطبي الدولة العميقة في ملف الصحراء …

زيان: والرئيس أنا ديك الهضرة تاع الدولة العميقة، والتوازنات الإستراتيجية د الدولة في الجنوب، ما كتدخل ليا لراسي مع بلفقيه، وديك الفلسفة كلها أنت را عارف علاش كيقلب، وهو كل مرة كيدافع على العمال، ومن بعد كيعلن الحرب عليهم، ودابا ثاني مهرس لينا راسنا كيسبح بصالح الداحا وكيدافع عليه في المصرية تاعو وفي كلميم وفي آيت باعمران وفين ما لقى شي حد، أسيدي إسلك راسو غار مع الحضرمي، أما إفني را ماجاب فيه حتى 500 صوت، ولخبار فراسك! المهم، خلينا من بلفقيه، أنا كنقول لك إلى بغيتي تسمح ليا، ماتمشي لداك الحوار، وأنا را بوليد مامسروط ليا، ولكن أنت راسك قاسح اللي غادي تدير، غادي تديرو!

الوحداني: ههههه، آيت باعمران كل شي راسهوم قاسح، أنا هو الظريف فيكوم، على أي، أنا قلت لعبد الوهاب: المسؤولية التاريخية والوطنية تاعنا فهاد الوقت كتفرض علينا ندافعو على الشعب اللي كيموت بالجوع وبالبرد وكيكلو لكلاب الجثت تاعو في جبال آيت باعمران. وفإفني الناس شدا الصف على طرف د الخبز وقرعة د لما … المعونات الانسانية اللي كتجي بالطائرات والسفن السماسرة كيبيعوها وهو كيتفرج، واش أي ميزانية جات للناس كتشفر؟ والمعونات حتى هي، وكثير هادشي، أنا غادي ندافع على الشعب وغادي نفضح مايقع تما خاص العالم يعرف أن إقليم إفني منكوب كلو، ومن لفوق كيسرقو المعونات تاعو، وأنا اصلا غادي نحمل المسؤولية ماشي غار للعامل، للحكومة أيضا، للبرلمانيين للمنتخبين ولدوك السماسرة اللي كيبيعو ويشرو فينا. ثم قال لي بلفقيه: واسي محمد را غادي غار تعطيهوم ثاني فرصة، باش يتهموك بالتحريض، أنا متفق معك على أن إقليم إفني منكوب، ورا قلتها إعلاميا، لكن العامل راجل مزيان وبغا يخدام عطوه فرصة.

الوحداني: وسي عبد الوهاب، أنا را ماباغي نتنساب معاه أو نتصاحب معاه، مزيان أو خايب موضوع آخر هاداك، أنا كناقش معك التدبير تاعو للمرحلة، وأنا هادشي را ناقشتو معك من شحال هادي، هو طيب وولد الناس، وأنا را ماشي بسيط أو بليد باش ناخذ منو موقف علحقاش تعزلت في عهدو، وأنت وأنا عارفين أكثر من أي واحد شكون اللي عزل الواحداني. واش عامل يلاه جا بأقل من شهر غادي يعزل رئيس؟ واش منطقة بالاستثناء الأمني تاع افني، وبخصوصية تاع رئيس بحال الوحداني غادي يعزلو عامل في 15 يوم، وزايدون أنا فاش عزلو عصام را عرفت أنني غادي نتعزل حتى أنا را نفس الملف قبل كاع مايمشي دوك خوتنا يطلبو بالعزل تاعي!، وهادشي قلت لك قبل مايجي الداحا بأكثر من شهرين. على أي أنا تعرفني، لاأظلم ولا يظلم عندي أحد في ما أقول.

عبد الوهاب: وعلاش مادير أنت كاع بلاش من هاد الحوار، وكمل شغلك في البحث عن مساعدات وإعانات للمتضررين هاداك عمل أحسن عند الله وعند الشعب، سي محمد يلاه نخليك أنا عندي دابا اجتماع ونعاود نتصل معك غدا إن شاء الله.

خديجة زيان: وقصة هادي، ولكن شوف، أنا داك عبدالوهاب أحيان كثيرة ماكنفهم فيه والو، ولكن الراي تاعو الأخير تاع ما دير الحوار، وتقلب على إعانات للمنطقة والله إلى رأي صائب، علاش آ الرئيس ماتدير هكاك نيت وتهنينا وتهني راسك.

الوحداني: الحوار أنا أعلنت عنو في الصفحة ديالي، أشنو نلغيه؟، هي أنا خايف؟؟ أبدا أنا لا أخاف إلا الله كاع ماهربت نهار جات 14 ألف تاع القوى لإفني برا وبحرا وجوا، نهرب دابا؟

زيان: أنا ماقلت لك هرب، أنا قلت لك خذ حذرك، واخا، علاش ماتدير كيما درت في الأسبوع الفايت، ومع بوليد نيت في Mfm حوار بالتليفون وبلا ماتحضر للبلاتو في الاذاعة؟

الوحداني: ههههه اللي عطا الله عطاه، دابا را مابقا غير 15 دقيقة وأنا را حدا الإذاعة، وهاد القضية تاع حوار بالتليفون، قلتها ليه، ولكن هو قال حوار مباشر وخاصني نحضر، وكيقول بأن المخزن ماغادي يزعم يعتقلني في إذاعة وطنية معروفة! آش تبدل الله أعلم، وأنت كتعرفي بأن بوليد دابا يلعب على هامش صراعات الأجهزة من خلال علاقتو ببلفقيه، وربما عندو ضمانات، على أي شوفي إلى وقع ليا شي حاجة، أنت مسؤولة مايتدار شي خروج للشارع، را خطر على المنطقة وعلى الساكنة، وغادي تغرقوني أكثر، وأنت را عارفة بأنه كاين لوبيات اللي كتهددني، دابا صحاب “شعل العافية في البوطات” باقي كاينين شكون اللي كيحركهوم الله أعلم، واخا إتصل بك اللي اتصل، انت الدور تاعك مايتدار حتى شكل تضامني في الشارع غادي يورطني في العنف اللي أنا أصلا ضدو، أو والله حتى ندير ليكوم إضراب عن الطعام والما حتى لموت، هاني كنقولها ليك.

زيان : آهيا شفتك كتكلم بحال الى فراسك شي حاجة.

الوحداني : قطعي، را بوليد كيتصل، في آمان الله.

بوليد : فاينك أسي محمد

الوحداني : هاني حدا المحالات اللي قلت لك

بوليد: آه وي، صافي شفتك

وقفت سيارة الفخ، نزل بوليد الصحافي/ الباعمراني الذي وثقت فيه، والذي حذرني منه كثيرون، والله شاهد على ما أقول، وإلى اليوم مازلت أحادث نفسي وأناجيها: يوما سأقف أنا وبوليد بين يداي الله، وأن كل كلمة قلتها في حقه أو كتبتها أنا صادق فيها، كيف سيكون حسابنا أمام الله، هو ربما لايؤمن بمثل هذا المشهد العظيم، أنا أومن بهذا. كثيرون تلك الأيام من “الإعلاميين” ولغريب المصادفة ليسوا باعمرانيين! كانوا يفضلون إجراء حوار معي عبر الهاتف أو إرسال أسئلتهم، ابن بلدتي أصر وكان مصرا على حضوري، دائما الخيانة أتتني من الباعمرانيين، هناك صحافيون كلهم على طول خارطة الوطن لم يورطني أبدا أحد فيهم، لم يشي بي أحد منهم، كانوا كما قال لي صحافي مغربي ومرة أخرى ليس من أصول باعمرانية، وقبل ذاك الحوار بأيام: اللي بغا الخير لآيت باعمران وليك مايدير معك حوار وأنت حاضر. أنا مختلف معك، ولكن دمك أبدا لن تريقه الصحافة المغربية، وهذا كان موضوع نقاش البارحة بيننا نحن صحافيي أكادير. بوليد باعمراني ولد بلادك إضبر راسو معك، موت بعيد على الصحافيين، قلت له صحيح أنا اتعامل معه كباعمراني أولا…

قبل ذلك بأيام، اتصل بأخي عزيز، مرسول مجهول، وقال له أن له علاقة مع جهات رسمية، قال لي أخي عزيز في مكالمته، إن المرسول يتصل بي ولكنه يجد هاتفي مغلقا، وأنه للضرورة القصوى علي أن اتصل معه من خلال هاتف ثابت ومن الأفضل أن يكون الاتصال من مخدع هاتفي لايظهر الرقم، اتصلت مع الشخص المعني بالأمر.

المكالمة:

المرسول: ألو

الوحداني محمد: السلام عليكم مرحبا أنا أخو عزيز تاع إفني.

المرسول: مرحبا، كيف هي الأحوال؟ أتمنى تكون بخير. على أي سمعني مزيان، الله يهديك، كن متعقل، شوف البارح كنت في البلاصة الفلانية، ونهار الأربعاء تغديت في البلاصة الفلانية، وإلى بغيتي نقول لك حتى فين كاين دابا هاد المدة كلها، الدولة را عارفة شغلها، أنت كتحرج راسك وكتدير المسؤولين في الحرج، اللعب الصغير اللي كتديرو في إفني، الدولة أكبر منو، را عندها مشاكل أكبر من آيت باعمران ها التطرف ها الصحرا ها الجزائر ها المريكان ها الأزمة الإقتصادية … كون بغاوك را يشدوك فهاد البلايص اللي قلت لك، انتوما آيت باعمران تفاهمو غار بيناتكوم، باش الدولة تعرف مع من غادي تكلم، ماكاين مخاطب عليه اجماع أو شبه اجماع، اللي جلس مع ممثلي الدولة كيقول لها على الأخرين مامعهوم حد وأنا اللي كاين، وانتوما اللعب تاعكوم المفرق والصغير كتبغو تورطوا الدولة والأجهزة فيه، وكتوهموا أن الدولة ماعارفة والو، هوما كيقولو لك: سير بدل ساعة بأخرى حتى يشوفو آش غادي يتدار، أنت اللي بغا يسد عليك ايت باعمران ديالك، أما الدولة نهار تبغي تسد عليك را ماغادي تسنا شي حد أو غادي تغلبها أو تشاور معك أو مع شي حد. هادوك اللي مبرزطين الرباط راهو فين كاين في البلاصة الفلانية، يتم اجابتهم بانه لم يتم العثور عليه، فاش غادي تمشي لـ Mfm، سيتعذر ديك الوقت يقولو انت ماكاين، والدولة لا تريد أن تكون مع طرف فيكوم ضد طرف، وفي الأخير، را برزطوا الوقت حسن الدرهم في الداخلة والعيون مع ال الرشيد وبلفقيه مع الحضرمي والقبايل في كلميم، وأنت مع صالح ودوك الباعمرانيين اللي بغاو يسدو عليك في إفني، نتمنى يكون الميساج وصل. تحياتي، وانتهت المكالمة.

الطريقة التي مر بها هذا الإتصال كانت مستفزة، ربما المرسول كان حاملا لرسالة محددة، وكان يريد أن يبلغ رسالته وينهي المكالمة، تلك الأيام كنت متوترا كثيرا، نتيجة قلة النوم، والجميع كان يعرف هذا، حيث كنت أنقل على مدار الساعة نقلا مباشرا إلى العالم مايقع في إقليم إفني من أحداث نتيجة نكبة فيضانات 2014، تحت عنوان المنكوب رقم 13002، على صفحة حسابي الفايسبووكي، كنت اخترت أن أبقى بعيدا عن إفني، التي انقطع عنها الكهرباء والصبيب مما يتعذر معه نقل مايحدث، وقررت ان بقائي في مكان يتوافر فيه الصبيب هو فك للحصار الإعلامي عن الإقليم، المكالمة إستفزتني وخصوصا طريقة ختمها. كنت أيامها سهل الإستفزاز نتيجة كل ما عشته وعاشته المنطقة (حينما يكبر الجرح تضيق النفس) كنت مخطئا وكثيرا، لكن الحذر لا يذهب القدر.

نزل بوليد من سيارته، صافحني بسرعة، صعدنا بعدها إلى الفخ، قلت له، اتصلت معك مرارا، قاطعني، لقد سرقني النوم، قلت له: أنا الذي أعرفه أنه لا علاقة لك بالقيلولة! فأجابني: لقد كنت ساهرا ليلة أمس.

محمد الوحداني: تلك التحركات الغريبة، بجانب مقر الإذاعة، أثارت شكي، وحينما إقتربت من باب Mfm بدؤوا في القدوم من جهات مختلفة، لكنني حينما تجاوزت مدخل الإذاعة، وقفوا أماكنهم.

بوليد إبراهيم الباعمراني: آش أوا كتقول؟

محمد الوحداني: أقسم لك بالله العلي العظيم، هذا ماوقع.

بوليد ابراهيم الباعمراني: لا هادوك غير شي وحدين جايبين ليا واحد الملف!

الوحداني: را هوم أكثر من سبعة.

بوليد ابراهيم الباعمراني، وجهه وقد احمر وقطرات العرق تتصبب من وجهه الغادر وعيناه حمراوين تنفثان الخيانة والمكر، ويداه ترجفان على مذبح مقود سيارة فخ: هادوك داير معاهوم أنا.

في تلك اللحظة وفي ثانية سريعة كان مقدارها ألف عام من الوحدة، تذكرت، مكالمتي مع الصديق والأخ الوفي لحسن بولقطيب عضو السكرتارية المحلية إفني آيت باعمران، والمناضل النقابي، بعد ربع ساعة إذا وجدت الهاتف مغلقا، إتصل بأخي عزيز، بسرعة أخذت الهاتف وأطفأته. إستدار نحوي بوليد ابراهيم الباعمراني، قائلا لي: بمن غادي تتصل! قلت له علاش؟ أجابني لا والو غار سولتك؟

فألهمني الله فقلت له لقد ارسلت رسالة إلى صهري وصديقي المحامي ذ حسين بوفيم وأخبرته بأنني معك! كي يحضر لأخدي بعد الإنتهاء من الحوار، لأنني منذ حادثة السير التي تعرضت لها في يوليوز هذا العام يتعذر علي السياقة. تلك اللحظات كنت قد فطنت الى أنه تأمر علي! أردت أن أشوش عليه. فربما كان يتوهم أنه بتأخره كان سيجد المهمة قد أنجزت وتم خطفي، وسيكون لديه أكثر من شاهد في مقر Mfm بانني لم أحضر للإذاعة! وإستمرارا في إرباكه، هاتفي الذي كأن مغلقا أصلا قمت بإيهامه أنتي أجري إتصالا مع أبي: ييه يا أبا غار شدو الراديو را عزيز عارف فين كاين في الأنترنيت، “أنا دابا نيت مع سي بوليد”.

وما إن وقفت السيارة / الفخ في موقف السيارات المحاذي لإذاعة Mfm حتى هرع إلي أشخاص بلباس مدني من وراء الأشجار ومن كل الجهات! وكأنهم يعرفون أنني معه، بل متيقنون أنني جالس بالكرسي جانبه، قدموا إلى باب الفخ قبل أن أفتحه لأخرج إليهم، والله إنني مازلت أتذكر رأسه المنحنية جبنا وعارا وغدرا مقيتا، نظرت إليه باستسلام المتلقي ضربة غادرة من حيث لا يحتسب، مرة أخرى باعمراني يخونني، وثقتي الغبية في كل من إقترب مني. قلت له: را قلت لك خوتنا في الله كيتسونني هنا، وقلت لك نديرو هاد الويل د الحوار بالتليفون، أنت كتقول الوزير الرباح في البلاتو د كازا، وأنا في البلاتو د أكادير. وكتقول ليا، أوهو هادوك غار مواطنيين جايبين ملف. كان مطرقا رأسه الشريرة، حتى قال بصوت شيطاني متهدج و كريه: لا هاود محال واش بوليس، هادو را مدنيين حقان هوما الناس اللي جابيبن ليا الملف.

الوحداني: أنت شايفهوم جايين نيشان لبلاصتي! وكتقول ليا ماشي بوليس، على أي أنا غادي نتصل بالمحامي ديالي وعائلتي، حينها فتح بوليد الباعمراني الباب جهته.

يتبع …

ملحوظة: إن هذه المادة لا تعبر عن موقف جريدة “العمق المغربي” وإنما تعبر عن رأي كاتبها، لذلك وجب التنويه أن الجريدة لا تتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ما تتضمنه هذه المادة.