المغرب العميق

الرحل وإلغاء شعيرة الأضحى.. ترحيب حذر وسط مخاوف من تفاقم الخسائر

أثار قرار إلغاء شعيرة عيد الأضحى لهذا العام تفاعلات واسعة، خاصة في أوساط الرحل الذين يعتمدون بشكل أساسي على تربية الماشية كمصدر رزق رئيسي. ورغم أن القرار حظي بالقبول والاحترام باعتباره صادرا عن أمير المؤمنين، إلا أنه زاد من تعميق بعض الإشكالات التي يعاني منها الرحل منذ سنوات، بسبب تراجع القطيع الوطني، وارتفاع أسعار الأعلاف، والجفاف المتكرر.

وفي هذا السياق، طالب الرحل بتدخل حكومي عاجل لتعويضهم عن الخسائر التي تكبّدوها، خاصة أن إلغاء العيد جاء في وقت كانوا يعتمدون فيه على بيع جزء من ماشيتهم لسداد ديونهم المتراكمة لدى مورّدي الأعلاف وأصحاب الشاحنات والعمال. ورغم صدمتهم، فإنهم يؤكدون التزامهم بالقرارات الملكية، لكنهم يشددون على ضرورة إيجاد حلول عادلة لتخفيف وطأة الأزمة عليهم.

من جهته، أكد لحسن لخور، نائب رئيس جمعية أمدوز للرحل وتربية الماشية بإقليم تنغير، أن “القرار الملكي مرحَّب به، لأنه صادر عن جلالة الملك محمد السادس بصفته أمير المؤمنين”، مضيفا أن معاناة الرحل ليست وليدة اليوم، بل تمتد عبر الزمن، غير أن التطور التكنولوجي وتطور وسائل التواصل سلط الضوء عليها بشكل أكبر في الآونة الأخيرة.

وشدد لخور، في تصريح لجريدة العمق، على أن المطلب الأساسي للرحل هو تدخل حكومي عاجل لتقليل حجم الخسائر الناجمة عن إلغاء العيد، خاصة أن العديد منهم يواجهون ديونا متراكمة لصالح موردي الأعلاف وأصحاب الشاحنات الذين ينقلون القطيع عبر مختلف مناطق تواجد الكلأ عبر التراب الوطني وكذا العمال المساعدين في هذه العملية. وأضاف ذات المتحدث: “نحن لسنا مسؤولين عن تراجع القطيع الوطني، ولا عن الخسائر التي تكبّدها القطاع، بل يتحمل المسؤولون ذلك، ويجب محاسبتهم”.

كما انتقد لخور ما وصفه بإهدار المال العام في مخططات فلاحية لم يستفد منها الرحل، مشيرا إلى أن صغار الكسابين الذين يعتمدون على الفلاحة المعيشية هم الأكثر تضررًا ويجب تعويضهم. وأضاف: “حذرنا في أكثر من لقاء من تراجع القطيع الوطني، خاصة الإناث، لكن لا حياة لمن تنادي. والآن، يجب على الحكومة التدخل بشكل فوري لإنقاذ الوضع”.

وأشار إلى أن الرحل في مناطق مثل بومالن دادس لا يستفيدون من الشعير المدعم، رغم تصريحات وزير الفلاحة التي تؤكد توفر الأعلاف. وأضاف: “لم يصلنا شيء من الأعلاف المركبة ولا من الأدوية”، مؤكدا أن الرحل، رغم صدمتهم الكبيرة من القرار، يظلون ملتزمين بمصلحة الوطن ومستعدّين لتنفيذ أي قرار ملكي في صالح المصلحة العليا للوطن، حتى لو اضطروا إلى ترك أغنامهم في الجبال، لأن “الوطن قبل كل شيء”.

وكان الملك محمد السادس قد أهاب، مساء أمس الأربعاء، بالشعب المغربي عدم إقامة شعيرة عيد الأضحى لهذا العام، في خطوة تعكس التحديات الصعبة التي يواجهها المغرب، خاصة في القطاع الفلاحي، وهو ما يأتي في ظل تراجع القطيع الوطني بنسبة كبيرة، بفعل الجفاف وارتفاع أسعار الأعلاف، مما يجعل الحفاظ على الثروة الحيوانية أولوية استراتيجية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *