مجتمع

“التصحر الثقافي” يسائل المؤسسات التربوية والمنتخبة بمنطقة تغبالت

تعاني جماعة تغبالت من غياب حاد للمؤسسات الثقافية، والتي من شأنها أن تسهم في تنمية المجتمع المحلي خاصة فئة الشباب والأطفال، وينعكس هذا الفراغ الثقافي  سلبًا على حياة السكان، حيث إنهم لا يجدون في محيطهم أي فضاءات تسهم في تطوير مهاراتهم الثقافية والتربوية والرياضية، ما عدا بعض الأنشطة التي تنظم في المؤسسات التربوية.

وأكدت مصادر محلية لجريدة “العمق”، أن غياب المؤسسات الثقافية وضعف النشاط التطوعي أثر سلبا على الساكنة، وأحدث فراغا في الحياة الثقافية وخاصة الشباب والأطفال. ويضل النشاط الثقافي محدودا رغم محاولات متواضعة للمؤسسات التعليمية، والتي تحاول بين الحين والآخر تنظيم بعض الأنشطة المختلفة.

ورغم الجهود التي تبذلها الجمعيات المحلية، إلا أن الإمكانيات المحدودة لها تجعل تأثيرها ضعيفًا وغير كافٍ لسد هذا الفراغ الكبير الذي تشهده المنطقة. ويزيد غياب أي مبادرات من طرف المجالس المنتخبة والمصالح المحلية، من تعقيد الوضع ويضاعف من التحديات التي تواجه هذه الجماعة.

وأشار ذات المصدر، إلى أنه ورغم جهود بعض الجمعيات القليلة، والتي تُحاول تنشيط المشهد الثقافي وفق إمكانياتها المحدودة، إلا أن تأثيرها يظل محدودا نظرا لقلة الموارد المالية والدعم المؤسساتي. ويزيد من تفاقم الوضع غياب دور الشباب، والتي لا تزال بدون إدارة تسيرها مع عدم وجود بدائل ملموسة، بالإضافة إلى انعدام أي مراكز ثقافية أخرى يمكن أن تُوفر فضاءً مناسبًا للأنشطة التربوية والثقافية.

ونبهت الفعاليات الجمعوية، إلى أن الأمر ينسحب على  المجال الرياضي، والذي يعاني بدوره من غياب شبه كلي، سواء على المستوى العام أو المدرسي، اللهم عن بعض المبادرات الجماعية. ورغم وجود بعض البنى التحتية الرياضية، مثل الملعب الكبير، إلا أن هذه المنشآت تظل دون استغلال فعلي، مما يعكس غيابا تاما للتحفيز والتأطير الرياضي للشباب على المستوى المدرسي.

ويتم على مستوى الثانوية التأهيلية تنظيم حصص التربية البدنية، حيث تتم ممارسة بعض الأنشطة الرياضية، وتظل الرياضة غائبة تمامًا في باقي فضاءات تغبالت عموما بسبب غياب المرافق الأساسية.

وأورد ذات  المصدر، أن الشباب في هذا الجانب فقدوا فرصة تطوير مهاراتهم البدنية والاستفادة من الرياضة كوسيلة لتعزيز السلام الصحية والاندماج الاجتماعي. بالإضافة إلى ذلك، تُنظم بعض الجمعيات المحلية دوريات رمضانية أو في فترات عيد الأضحى ومع ذلك، تظل هذه الدوريات محدودة في نطاقها وزمانها، ولا تُلبي احتياجات الشباب الرياضية على مدار العام حيث يُؤدي هذا الوضع إلى حرمان الشباب والأطفال من فرصة تنمية مهاراتهم البدنية والاجتماعية، مما يُضعف من قدرتهم على الاندماج في المجتمع ويُقلل من فرصهم في اكتشاف مواهبهم الرياضية

وعبرت الساكنة عن استيائها وغضبها من المجالس المنتخبة، والتي لم تقم للحظة بأي مبادرات حقيقة للنهوض بالمجال الثقافي، باستثناء بعض المؤسسات التي بقيت مغلقة دون أن تستغل لخدمة الساكنة، ولم تقدم الجماعة أي دعم للجمعيات الثقافية منذ 2019، ما جعل الجمعيات عاجزة عن تنظيم أنشطة كبرى تستهدف الشباب والأطفال.

ونبهت إلى أن هذا الوضع سيؤدي إلى نتائج سلبية، على المجتمع المحلي، حيث يُعاني الأطفال والشباب من غياب التأطير الثقافي والتربوي والرياضي، والذي يُساعدهم على تنمية مهاراتهم وصقل مواهبهم.

ونتيجة لذلك يجد العديد من الأطفال أنفسهم عرضة للضياع والتأثر بظواهر سلبية كالتسرب المدرسي والانحراف، وهو ما يُحتم على المسؤولين التدخل العاجل لإيجاد حلول ناجعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *