مجتمع

حصري.. مستشفى مراكش يتجه لإضافة منصب للتغطية على فضيحة المباراة “الشكلية”

CHU Marrakech

رغم الاحتجاجات بعض الأطر الصحية وفضح تنظيم مباراة “شكلية” حول منصب حارس عام بمركز الأنكولوجيا وأمراض الدم، نظمت إدارة المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس صباح الثلاثاء المباراة المذكورة، والتي امتحن فيها 4 متبارون من أطر المركز.

وعلمت جريدة “العمق” من مصدر موثوق، أن المباراة التي غير موعدها إلى صباح الثلاثاء بدل المساء، حضرها المرشحون الأربعة الذين تم إعلان أسمائهم في لائحة المقبولين لاجتياز المباراة، فيما لم يحضر الموظف الذي ظفر بالمنصب أياما قبل موعد المباراة.

ولـ”التغطية على فضيحة التعيين في المنصب قبل موعد المباراة” أوضح مصدر جريدة “العمق” الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن “إدارة المستشفى تسعى إلى انتقاء أحد المرشحين الأربعة الذين اجتازوا المباراة من أجل إعلان النتائج وتسليم المسؤولية وفق المسطرة القانونية، مع الاحتفاظ بالموظف المعين حارسا عاما الأسبوع الماضي في منصبه بالرغم من أن المصلحة طلبت منصبا واحدا للحراسة العامة وليس اثنين”.

أصل القصة

ويذكر أن إدارة المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش، قررت تعيين ممرض في منصب حارس عام بمركز الأنكولوجيا وأمراض الدم التابع للمستشفى، رغم إعلانها تنظيم مباراة للتباري حول المنصب وعدم ترشح الممرض المذكور للمنصب.

وحسب وثائق رسمية، ومعلومات موثوقة حصلت عليها جريدة “العمق”، فقد تم تعيين “أ.م” بتاريخ 21 من الشهر الجاري في المنصب الذي ستنظم حول مباراة انتقاء يوم غد الثلاثاء، وإصدار لائحة تضم اسما واحدا مرشحا للمنصب بتاريخ 16 أكتوبر، قبل تعديلها ونشرها بأربعة أسماء متنافسة في لائحة “معدلة” تحمل تاريخ 19 من الشهر الجاري.

ووفق المعطيات ذاتها، فإن الشخص المعين في منصب المسؤولية المذكورة لا يوجد اسمه في أي من اللائحتين، كما أنه لم يقدم ملف للإدارة من أجل التباري على المنصب.

جدير بالذكر، أن الممرض المعين في المنصب المذكور قرر يوم الاثنين 12 أكتوبر الجاري الدخول في اعتصام داخل مكتب مدير المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس احتجاجا على “نتائج مباراة انتقاء الممرض الرئيس” بمركز الأنكولوجيا وأمراض الدم، وهي المباراة التي أجريت سنة 2019 وتأخر الإعلان عن نتيجتها إلى غاية هذا الشهر، وتم بموجبها إزاحة المحتج من منصبه، قبل أن يظفر بعد 4 أيام بمنصب أكبر.

الممرض الذي احتج لوقت قصير قبل أن يفض اعتصامه بنفسه، صرح لمنابر إعلامية محلية أنه “دخل في اعتصام مفتوح داخل مكتب المدير بسبب محاولة تنحيته من مهامه بعد خمس سنوات من العمل، وتعيين ممرضة مكانه لا لشيء سوى لكونه رفض توريطه في سلوكات وممارسات غير قانونية يشتم منها رائحة الاتجار في مآسي المرضى”.

نقابة تنتقد

في هذا الصدد، انتقد المكتب النقابي الموحد بالمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش، ما وصفه بـ “التعيينات الفوقية أو المؤقتة في مناصب المسؤولية”، مشددا على إعطاء الأولية في المناصب للكفاءات كما دعا إلى تنظيم وقفة “إنذارية مستعجلة” اليوم الثلاثاء أمام إدارة المركز.

وحسب بيان صادر عن المكتب المنضوي تحت لواء الجامعة للوطنية للصحة، فقد اقتصر على مشاركة أعضاء المكتب فقط في الوقفة “الإنذارية” نظرا للحالة الوبائية الحالية ومن أجل احترام شروط السلامة، للمطالبة بـ”عدم تهميش الكفاءات بالمركز”.

واستنكر المكتب في البيان الذي توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، ما أسماه “استمرار إدارة المركز الاستشفائي الجامعي بمراكش في نهج نفس السياسة السابقة في التعيينات الفوقية والمؤقتة في مناصب المسؤولية ومكاتب مصالح المستعجلات التمريضية في إطار الترضيات والتزكيات، ودون احترام أدنى معايير الكفاءة مثل الخبرة والأقدمية المهنية  في المستشفيات التابعة للمركز”.

وتابع أن الأطر الصحية بالمركز “أصبحت تتساءل عن الجدوى من المباريات”، في إشارة إلى مباراة ينتظر أن تنظم مساء اليوم الثلاثاء لانتقاء مسؤول عن لحراسة العامة بمركز الأنكولوجيا وأمراض الدم، وهو المنصب الذي صدر بشأنه قرار تعيين شخص قبل موعد المباراة من خارج لائحة المرشحين، وفق ما سبق أن تطرقت له جريدة “العمق” في خبر سابق أمس الاثنين.

ودعا المكتب النقابي الموحد إلى “حوار جاد ومسؤول حول الاختلالات الإدارية والتدبيرية بمستشفى الأنكولوجيا وأمراض الدم”، مؤكدا “خوضه محطات نضالية دفاعا عن مرضى السرطان و حفاظا على صورة المستشفى والمجهودات المبذولة من طرف الأطر الصحية من مختلف المصالح ومواقع العمل ومن  كافة المتدخلين وطنيا وجهويا”.

وطالب بضرورة “إنصاف الكفاءات بالمركز الاستشفائي الجامعي بمراكش و تمكينها من مناصب المسؤولية وفق مباريات حقيقية تعتمد في انتقائها على معايير الأخلاق و الكفاءة المهنية”، موضحا أنه “خصوصا وأن الكثير من الأطر الصحية من مختلف الفئات ومواقع العمل حاصلة على شهادات السلك الثاني وعلى شهادات الدكتوراه في تخصصات مختلفة وهناك من الأطر الصحية من لها سنوات من التجربة الميدانية و الخبرة المهنية قد تفيد في  تجويد العرض الصحي وتتبع العلاجات المقدمة والسهر على البرامج المختلفة والرقي بهذه المؤسسة العمومية الجامعية”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *