منوعات

بعد سرقتهما قبل 22 عاما.. الغموض يلف العثور على دفتري ملاحظات داروين

الغموض يتجدد حول دفتري عالم الطبيعة تشارلز داروين، فبعد أن تم الإبلاغ عن فقدانهما من مكتبة جامعة كامبريدج قبل 22 سنة، يلف الغموض من جديد العثور عليهما في كيس هدايا في المكتبة نفسها، مرفقة برسالة موقعة بعلامة “X”.

وحسب “الشرق الأوسط، قالت كالة الصحافة الفرنسية أمس (الثلاثاء)، إن المخطوطات تُركت في المكتبة داخل كيس هدايا ورديّ وإلى جانبها ملاحظة تتمنى فيها لأمين المكتبة عيد فصح سعيداً.

وحسب نفس المصدر اختفت الدفاتر، التي تتضمن الرسم التخطيطي الشهير «شجرة الحياة» لعالم القرن التاسع عشر، في عام 2001 بعد أن أُخرجت من مكانها بغرض التصوير، على الرغم من أن الموظفين اعتقدوا في ذلك الوقت أنها ربما وُضعت في غير محلها.

وتم إبلاغ الشرطة عن سرقتها في أكتوبر (تشرين الأول) 2020 بعد أن فشلت عمليات البحث في مجموعة المكتبة التي تضم 10 ملايين كتاب وخريطة ومخطوطة في العثور عليها.
وأخطر المحققون المحليون منظمة الشرطة العالمية الإنتربول وأطلقوا حملة مطاردة دولية للدفاتر التي تقدَّر قيمتها بملايين الجنيهات الإسترلينية.

وفي 9 مارس (آذار)، عادت الدفاتر للظهور مجدداً، وتُركت في مكان عام بالمبنى، خارج مكتب أمين المكتبة بعيداً عن الكاميرات الأمنية. وجرى وضع دفتري الملاحظات في لفافة داخل صندوق الأرشيف الخاص بهما الذي بدا في حالة جيدة، فيما ترك ذلك الشخص ملاحظة تقول: “أمين المكتبة، عيد فصح سعيد”.

وقالت جيسيكا غاردنر، مديرة خدمات المكتبات بالجامعة، إن شعورها بالارتياح عند ظهور الكتب كان “عميقاً ويكاد يكون من المستحيل التعبير عنه بشكل كافٍ”.

وحسب “بي بي سي نيوز”، تقول أمينة مكتبة الجامعة الدكتورة جيسيكا غاردنر: “أشعر بالسعادة”. وعلت وجهها ابتسامة عريضة وهي تشرح ما حدث، ولم تستطع التوقف عن الابتسام. وقالت: “إنهما في أمان، وحالة جيدة، وعادا إلى مكانهما”.

ولكنّ من أعاد المفكرتين اللتين تبلغ كل منهما حجم بطاقة بريدية، “مجرم حقيقي”، حسب نفس المصدر، إذ أنه تركهما في حقيبة هدايا زهرية زاهية تحتوي على الصندوق الأزرق الأصلي الذي كانتا تحفظان فيه، وأرفق الطرد برسالة قصيرة تحمل التوقيع بحرف إكس x

وفي داخل الحقيبة وجد الدفتران مغلفين بإحكام في غلاف بلاستيكي. وترك الطرد على الأرض، في جزء عام من المكتبة ليس فيه كاميرات مراقبة.
وتحدثت غاردنر عن رد فعلها عندما رأت الحقيبة ومحتوياتها لأول مرة في 9 مارس/آذار: “كنت أرتجف، لكنني كنت أيضاً حذرة لأننا يجب أن نتأكد 100 في المئة قبل فتحها”.

وأعقب ذلك تأخير مؤلم استمر خمسة أيام بعد العثور على الطرد ومنح الشرطة الإذن بفتح ورق التغليف وفحص المفكرتين والتأكد من أنهما الأصليتان.

إنها أصلية

ويعود تاريخ دفتري الملاحظات إلى أواخر ثلاثينيات القرن التاسع عشر بعد عودة داروين من جزر غالاباغوس. وفي إحدى الصفحات رسم مخطط طويل لشجرة، مما ساعد في استلهام نظريته عن التطور. وبعد أكثر من 20 عاماً أصبحت نظرية أساسية في عمله الرائد حول أصل الأنواع.

ويقول جيم سيكورد، الأستاذ الفخري للتاريخ وفلسفة العلوم بجامعة كامبريدج: “إنهما من أكثر الوثائق تميزاً في تاريخ العلم بأكمله”.

وكان البروفيسور سيكورد واحداً من عدد من الأكاديميين والخبراء الذين فحصوا المخطوطتين المعادتين وتوصلوا إلى أنهما أصليتان.

وشرح لي “سطور الأدلة” التي بحثوا عنها.

فقال: “يستخدم داروين أنواعاً مختلفة من الحبر في دفاتر الملاحظات. ففي صفحة شجرة الحياة الشهيرة، على سبيل المثال، يوجد حبر بني وحبر رمادي أيضاً. ومن الصعب جدا صياغة هذا النوع من التغييرات بشكل مقنع”.

وأضاف: “يمكنك أن ترى قطع النحاس الصغيرة التي تخرج من مكان المفصلات. ونوع الورق هو النوع الصحيح من الورق”.

“هذه هي العلامات الصغيرة التي يمكن لفريق الباحثين في مكتبة الجامعة استخدامها للقول بأن الدفترين أصليان”.

قد تدل الكاميرات الأمنية في النهاية على بعض القرائن. على الرغم من عدم وجود كاميرات مراقبة في المكان الذي تركت فيه حقيبة الهدايا الشهر الماضي، فإن هناك كاميرات خارج المبنى تراقب الجزء الأمامي والخلفي من المكتبة بالإضافة إلى غرف القراءة المتخصصة والأقبية بالداخل.

وتقول الدكتورة غاردنر: “أرسلنا تسجيلات الكاميرات التي لدينا إلى الشرطة. فهذا أمر يخص التحقيق المباشر”.

أما شرطة كامبريدشير فقالت: “لا يزال تحقيقنا مفتوحا ونحن نتابع بعض الخطوط. كما نجدد مناشدتنا لأي شخص لديه معلومات بشأن القضية أن يتصل بنا”.

وحسب “الشرق الأوسط” تضم مكتبة جامعة كامبريدج نحو 10 ملايين كتاب وخريطة ومخطوطة وأشياء أخرى، محفوظة فيما تقدر مساحته بـ200 كيلومتر من أرفف الحفظ، وهي تقريباً المسافة من كامبريدج إلى ساوثهامبتون براً، كما يضم قسم داروين وحده 189 صندوق حفظ تحتوي على كتبه ورسوماته وخطاباته ومتعلقاته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *