افتتاح أول مكتب لقناة إسرائيلية بالمغرب بحضور وزيرين.. ومناهضون: “حالة تطبيع هستيرية” (صور)

أعلنت قناة “i24news” الإسرائيلية، عن افتتاح مكتبها بالمغرب، في حفل كبير أقيم في موقع شالة الأثري بالعاصمة الرباط، بحضور مئات الضيوف من البلدين بلغ عددهم 300 شخص، حسب ما نشرته القناة، ضمنهم وزيرين في الحكومة المغربية، وسط انتقادات شديدة من طرف مناهضي التطبيع.
الحفل الذي أقيم مساء الإثنين، عرف حضور المستشار الملكي، أندري أزولاي، ووزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بن سعيد، ووزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، فاطمة الزهراء المنصوري، والمدير التنفيذي للقناة “فرانك ملول”، بجانب شخصيات أخرى.
وبذلك تكون “i24news” أول قناة إسرائيلية تفتح مكتبا لها بالمغرب، حيث أشارت إلى أنه سيتم افتتاح مكتبين بها بالمملكة، الأول في الرباط والثاني في الدار البيضاء، معتبرة الخطوة “معلمًا هامًا آخر في درب i24NEWS”.
وأفادت القناة بأن فتح هذين المكتبين يندرج ضمن رغبتها في توسيع أنشطتها على المستوى الدولي، وذلك بعد مكاتبها في باريس ونيويورك وواشنطن وتل أبيب ولوس أنجليس ودبي، والآن الرباط والدار البيضاء.
المدير التنفيذي للقناة “فرانك ملول”، قال في كلمة له، إنه “حتى قبل توقيع اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل والمغرب، وخلال أنشطة القناة في السنوات الماضية، رأينا أن للقناة جمهور مخلص في المغرب، فلقد لفت انتباهنا حقيقة أن ذلك الجمهور نشط وفعال للغاية على شبكات التواصل الاجتماعي”.
وأضاف: “نحن متحمسون لفتح فروع في المغرب مما سيساعدنا على التغطية بشكل أعمق في البلاد. ومكاتبنا في الرباط والدار البيضاء ستسمح لنا بتغطية الأحداث من زوايا ووجهات نظر مختلفة، لتوسيع وتنويع عروض المحتوى لدينا، وسيضع i24NEWS كلاعب رائد في سوق الإعلام والأخبار في البلدان المغاربية والإفريقية”.
يُشار إلى أن قناة “i24news” الإسرائيلية التي انطلقت عام 2013، يملكها “باتريك دراحي”، وهو ملياردير مغربي فرنسي إسرائيلي ولد في مدينة الدار البيضاء من أسرة يهودية، ليهاجر بعدها إلى فرنسا ثم إسرائيل،حيث تبث هذه المحطة التلفزية بثلاث لغات هي الفرنسية والإنجليزية والعربية.
“هيستيريا التطبيع”
بالمقابل، انتقد مناهضو التطبيع بالمغرب خطوة فتح أول مكتب لقناة إسرائيلية بالمغرب، معتبرين أن هذه “خطوة جديدة تكتسي صبغة مركبة من حالة هستيرية الهرولة الصهيوتطبيعية الطافحة بمعاني ورموز الصهينة الشاملة للمغرب”.
وقال المرصد المغربي لمناهضة التطبيع في بلاغ له، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، إن حفل إعلان افتتاح مكتب القناة بالمغرب، “في حجمه وطبيعة الحاضرين فيه ورسائله، كان مليئا بعناصر وقرائن أجندة الصهينة الشاملة للبلاد”.
وأضاف: “الذي يثير كل مشاعر الغضب الكبير في قلب وروح كل مغربية ومغربي، هو أن الأمر تجاوز التطبيع السياسي الإعلامي الرسمي، إلى طعن شرف وكبرياء وتاريخ وذاكرة الشعب المغربي من خلال الاختيار الممنهج والمقصود لمكان الحفل الأسطوري، وهو الموقع الأثري الكبير والتاريخي المهم جدا، قصبة شالة”.
ويرى المرصد أنه “كان يمكن تنظيم حفل الافتتاح (التطبيعي المدان) في فندق أو قاعة خاصة أو فيلا أو حتى ساحة عامة أو حديقة، لكن مهندسي الصهينة الشاملة للبلاد اختاروا موقع قصبة شالة بالضبط، في رمزية جد مقصودة لتدنيس المكان الأثري الذي يعود لعهد الدولة المرينية بالمغرب”.
وأشار البلاغ إلى أن شالة تضم قبر السلطان الأكحل ابي الحسن علي المريني الذي عرف عنه الارتباط الوثيق بفلسطين والقدس، حتى أنه قام بخط المصحف الشريف كاملا بيديه وزينه ورصعه في أبهى حلة وأهداه للمسجد الاقصى، قبل قرون خلت أيام حكمه المميز للمغرب الكبير والأندلس، يقول المرصد.
وكشف المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، أن إسرائيل “سرقت في العام 1967، نسخة هذا المصحف المخطوط ووضعته فيما يسمى المكتبة الوطنية الإسرائيلية”، بحسب تعبير البلاغ ذاته.
وفي نفس السياق، قال المرصد إن “مهندسي حفل افتتاح مكتب القناة الصهيونية، حرصوا على أن يكون الحفل مليئا بالرسائل، حيث نُظم الحفل في يونيو، وهو شهر احتلال القدس وهدم حارة المغاربة واغتصاب مفاتيح باب المغاربة”.
وتابع البلاغ بالقول: “دم الشهيدة شيرين أبو عاقلة لم يجف بعد، ومشهد استهداف جنازتها لم يمر عليه أسبوعان، ثم يتم الاحتفاء بالرباط بقناة صهيونية كاملة الأوصاف الإرهابية العنصرية الإحتلالية، في عملية احتفال مبطن بالقتلة الإرهابيين الصهاينة في صورة منبر إعلامي هو “إسرائيل 24”.
يُشار إلى أن المغرب كان قد أقام علاقات مع إسرائيل، يوم 10 دجنبر 2020، في إطار “اتفاقات أبراهام” برعاية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وذلك بعد مرور 20 عاما عن قطع العلاقات بين البلدين سنة 2000، مع بداية الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
اترك تعليقاً