الأسرة

إن سبب انهيار الأخلاق وانحلال المجتمع تلك الثقافات والحركات الغربية التي تبلورت في بلادنا، بدون أي أساس سليم . إن ما يلحظه قضاء الأسرة من مشاكل زوجية أدت إلى الطلاق و التشتت الأسري، في الوقت الذي كنا ننتظر صلاح المجتمع وبناء بيت أسري بدروس الماضي وبرعاية بلد (قانون) يطل على المستقبل في ظل تطوراته الإيجابية وما تعكسه على الأبناء جيلا بعد جيل، نرى اليوم على سبيل الذكر تلك الحركات النسوية التي تسعى بدورها إلى شتِّ ذلك الحصن المنيع بأفكار وثقافات نخرت الأمة بدون تحليل ولا تمحيص ولا مراجعة للذات، والتي كانت بين مؤيد ومعارض حتى دخلت مدخلا واسعا في غياب تام للجانب التثقيفي والتعليمي متخفية في رداء التحرر، هذا المفهوم الذي يحمل بين طياته حقولا من الثقافات والتقاليد غير المرغوب فيها. إن المقبل على الزواج أصبح يفكر في عواقبه وانعكاساته حيث تلك الثقافات أزاحت قدسية الزواج ومفهوم الأسرة،
ما نشهده في بيت آبائنا، الأم هي تلك السراج المنير بكل بساطة، تقوم بتربية الأبناء، إعداد الطعام … ذلك بسعادة منقطعة النظير، دوما ما يسود ذلك البيت راحة وطمأنينة.
يعد الزوج هو ذلك المحرك الاقتصادي والمعيل الرسمي، وتبقى الزوجة متخصصة في بناء الأسرة من الجانب السيكولوجي وغيره بمساعدة الرجل. يقول كارل ماركس((شيوعي,عالم الاقتصاد (1818 -1883)) في الأسرة ، الرجل هو البرجوازية ، والمرأة تلعب دور البروليتاريا.
اليوم أضحى الزواج مقبرة للحياة، في ظل بعض القوانين التي أثقلت كاهل الشباب، وأصبحن النسويات، يسعون للزواج فقط للحصول على الأبناء، وبعدها رفع دعوة قضائية ضد الزوج، هذه الخطوة هي منعطف خطير ضد الحياة الزوجية ومفهوم الأسرة؛ مبالغ مالية تدفع بغية تسديد ما تسمى بالمتعة وما فيها من تشييء للمرأة، إضافة إلى تقسيم كل ممتلكات الزوج وتسليمها للطليقة والتي بدورها سترتبط بزوج آخر مرة أخرى بمسكن و أجر شهري، في إحباط تام وإفشال الطرف الآخر عن تكوين أسرة؛ هذا وإن سعى الزوج إلى الاحتفاظ بزوجته خوفا من هذه العواقب، فسيعيش في تعاسة وغياب تام للأسرة… وقس على ذلك من أساليب ضبط الخيانة الزوجية وتقييد الشروط، هذا ما يسمى بالتخريب الأسري باسم القانون. والدليل نشهده في قضاء الأسرة كل يوم حالات كثيرة من الطلاق قد يصنفها مفكرون آخرون إلى العديد من الاعتبارات، لكن في ظل هذا الانحلال الأخلاقي وعدم تجريم العلاقات الرضائية والحركات النسوية المتطرفة سبب وجيه في قطع آخر وريد يربطنا بالبيت الأسري المحاط بالسعادة الرحمة، المودة والحب .
قد يفكر آخر عن حسن الاختيار! كيف؟ ما دام كل شيء يصب في محاربة الأسرة! .
إن مايسعى إليه الشباب، هو إعادة النظر في هذه القوانين التي أصبحت صمام أمان لأفكار وثقافات أفسدت الوضع.
تعليقات الزوار
سلمت أنامل الاستاذ مصطفى