سياسة

طارق: الملك ألقى خطاب التهدئة لإعطاء الانتخابات حجمها الطبيعي

وصف حسن طارق، أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري بجامعة سطات، الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى 17 لتوليه الحكم، بأنه خطاب التهدئة الذي يعطي للاستحقاق الانتخابي حجمه الطبيعي، ولا يحوله إلى لحظة لنهاية العالم.

واعتبر البرلماني الاتحادي في تصريح لجريدة “العمق المغربي”، أن رهان الخطاب الملكي كان هو تنسيب الانتظارات المتضخمة من الاستحقاق الانتخابي القادم، “لذلك قدم الخطاب، بعد أن وضح المسافة التي تفصل المؤسسة الملكية عن الأحزاب والرهانات الانتخابية، محاولة لإعادة تأطير الصراع الانتخابي والسياسي، عبر نزع الطابع الدراماتيكي عنه، وإعادة تعريفه بعيدا عن وضعية حرب الجميع ضد الجميع، أو حالة ” القيامة”.

وأشار إلى أن الخطاب الملكي الأخير يريد أن ينخرط في سجل وظيفة الإشراف الاستراتيجي وتقييم أداء باقي المؤسسات والفاعلين، وينشغل بتدبير الزمن “المستمر” البعيد المدى والذي يتجاوز الزمن الانتخابي و منطق الولايات الحكومية، وفق تعبيره.

وأضاف المتحدث، أنه كان أيضا خطاب التأطير، حيث يقوم الملك بوظيفة ضبط الحقل السياسي والمشهد الحزبي عبر تحديد أدوار الأحزاب في عملية الترشيح للانتخابات، وتأطير الأداء الانتخابي لأحزاب الأغلبية والمعارضة، والتذكير بوظائف الإدارة والحكومة والقضاء في الاستحقاقات الانتخابية، والتعبير العلني عن حالة الاستغراب من بعض الإنزياحات الخطابية للفاعلين.

وأوضح طارق أن الخطاب عبر عن حالة انزعاج ملكي من تصريحات ومفاهيم، لكن دون تحديد مصدرها بالضبط داخل خريطة منتجي المعجم السياسي المغربي، وتابع قوله “لذلك فبعض الإشارات السياسية، يبدو من صياغتها التعبيرية أنها ستتعرض لمعارك تأويلية تبعا لمواقع متلقي الخطاب، حيث سيجري ربط هذه الإشارات لسياقات معينة أو بوقائع سابقة، لإعطائها المعنى السياسي المبتغى”.