مجتمع

القباج: منهجية التلفيق والتوفيق في المدونة سيعمق الفشل ويزيد من مأساة الأسرة والمرأة

انتقد الداعية المغربي، حماد القباج، اعتماد ما أسماها بمنهجية التلفيق والتوفيق في تعديل مدونة الأسرة، مشيرا إلى أن هذه المنهجية “ستعمق الفشل وستزيد من مأساة الأسرة والمرأة”، وفق تعبيره.

وقال القباج في تدوينة على حسابه بموقع “فيسبوك”، إن إصلاح المدونة لازال يعاني من مشكلة عويصة، وهي اعتماد منهجية التلفيق والتوفيق للجمع بين الوفاء لمرجعية الشعب، والوفاء لأهواء خصوم مرجعيته، حسب قوله.

وأضاف موضحا: “التلفيق من المذاهب الإسلامية اتباعا للأهواء؛ خطأ منهجي في العمل بالشريعة.. والتوافق مصطلح سياسي يحيل على معنى إيجاد حلول وسط بين رأيين مختلفين؛ وهذا لا يليق مع قطعيات الشريعة، ولا يسمح بالاستفادة من منهاجها الإصلاحي. “الاجتهاد في إطار الشرع” يبقى شعارا مفرغا من المعنى إذا طبق وفق منهجية التلفيق والتوفيق”.

ويرى مدير مؤسسة إحياء أن أحكام الأسرة في الإسلام عبارة عن بناء إصلاحي متكامل؛ يحقق مقاصده وأهدافه الإصلاحية والتنموية إذا تم تطبيقه بشكل شمولي، أما إذا أخذت منه أشياء وتركت أخرى؛ هنا يحرم المجتمع من الأثر الإصلاحي لشرع الله تعالى.

واستدل على ذلك بقول الله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة}”، أي خذوا الإسلام بكل شرائعه، وقوله: “أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض. فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب”، مشيرا إلى أن “الخزي في الحياة الدنيا” مفهوم يشمل معاني الفشل والاضطراب والتعاسة.

واعتبر أن “تحسين حال الأسرة وضمان كرامة المرأة وحقوقها؛ لن يكتمل إلا في ضوء تحكيم كامل وشمولي لشرع الله عز وجل”، مردفا: “شرحت ذلك وبرهنت عليه بدراسة موسعة معمقة مقارنة ضمنتها كتابي “منزلة المرأة في الإسلام وتعديل مدونة الأسرة” والذي طبع طبعته الثانية قبل نحو سنة تفاعلا مع النقاش في موضوع تعديل المدونة، وكذلك شرحته في كتابي “المرأة بين الشرع والقانون للفقيه الحجوي: دراسة وتعليق””.

وأشار القباج إلى أنه من خلال تلك العروض، “يظهر جليا أن الاستمرار بمنهجية التلفيق والتوفيق سيعمق الفشل ويزيد من مأساة ومعاناة الأسرة والمرأة؛ وهو ما تتسبب فيه هذه الطغمة العلمانية المستقوية بالخارج”، بحسب المصدر ذاته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • el allaki mohamed
    منذ 7 أشهر

    مدونة الاسرة هي خلاصة طريقة التشريع التي تعتمد على الفقه والقانون و التغييرات الحظارية على الانسان في العالم ولهذا فالعلاقة الزوجية بين الرجل والمرأة لا تحكمها فقط هذه التنائية بل تتداخل فيها عدة مؤثرات من بينها الاطفال والعائلة والاموال والممتلكات وفي خضم التجارب التي عاينتها المحاكم المختصة في العالم يكون أحد المكونات سواء الرجل أو المرأة أو العائلة وحتى الاطفال وربما الجيران لم يقوموا بأدوارهم الحقيقية كما ينبغي لسبب من الاسباب وهذه الاعطاب الاجتماعية إن صح التعبير وفي صيرورة الاسرة وحياتها لاتجد السند والمواكب لها لتصحيح الاختلالات بغض النظر عن المرجعية الاسلامية التي أعطتنا والحمد لله مجموعة من الوصايا والحكم والتجارب الانسانية في هذا المجال لم تسثثمر بشكل جيد وهادف ولهذا فإنني أدعوا من خلال هذا المنبر الى تأسيس مؤسسات اجتماعية تضم كافة الاختصاصات سواء النفسية أو الصحية أو حتى المالية لدعم الاسرة من السقوط في براثين الفشل والتشريد وهذا ليس حلما بقدر ما تم تحقيقه في بعض البلدان اللهم إذا كانت أسباب أخرى لا يمكن التحكم فيها كالمشاعر والدفء الاجتماعي وغيرها و لا يمكن كذلك العمل بأحد المؤسسات دون أخرى بل ضرورة التكامل والانسجام بين مؤسسات الدولة كالتعليم والصحة والرياضة والدين بل حتى البيئة والبنيات التحتية ...