اقتصاد، سياسة

حوار خاص.. السفير الصيني بالرباط يعلن استعداد بلاده للوساطة بين المغرب والجزائر

أكد السفير الصيني لي تشانغ لين بالمغرب، موقف بلاده فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية، معتبرا أن بلاده تدعم الجهود السياسية الأممية في هذا الملف، مؤكدا في حوار خاص مع جريدة “العمق المغربي”، أن الصين تدعم حلا سياسيا دائما يرضي أطراف النزاع المعنية.

وسجل السفير الصيني، في الحوار الذي يبث على الساعة الثامنة من مساء اليوم الاثنين، على منصات جريدة “العمق المغربي”  أن بلاده تتأسف لما وصلت له العلاقات المغربية الجزائرية من توتر، معربا عن استعداد بلاده من أجل التدخل لتقريب وجهات النظر في حال طلب الطرفان ذلك، معتبرا أن حل المشكل القائم ليس فقط في مصلحة المغرب والجزائر، ولكن أيضًا لتسهيل التعاون الإقليمي وتعزيز التعاون بين جميع دول المنطقة.

وشدد لي تشانغ لين على أن الصين تتمتع بعلاقات جيدة جدا مع كل من المغرب والجزائر، كما تود الصين أن يعمل البلدان على تحسين هذه العلاقات. وإلا، فستظل هناك صعوبات دائمة، مثل التنقل من المغرب إلى الجزائر أو من الجزائر إلى المغرب.

وفيما يتعلق بالعلاقات السياسية بين البلدين أوضح السفير الصيني أن الطرفين تربطهما علاقات دبلوماسية وسياسية قوية خاصة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، كاشفا عن وجود مناقشات دورية فيما يتعلق بمجموعة من الملفات ذات الطابق المشترك.

المونديال

وبخصوص مشاريع البنية التحتية المتعلقة بمونديال 2030 الذي يحتضنه المغرب بتنظيم ثلاثي مع البرتغال وإسبانيا، أشاد السفير الصيني بخبرة بلاده في هذا المجال، معتبرا أنها رائد في مجال بناء الملاعب، حيث عبر عن استعداد بلاده الكامل من أجل تقديم خبرتها للجانب المغربي في هذا المجال، مشددا على وجود مفاوضات بين الشركات الصينية والجهات المسؤولة في المغرب لهذا الغرض.

وأكد المتحدث ذاته،  وجود شراكة في المجال العسكري بين الصين والمغرب، مسجلا وجود عقود للتجهيزات العسكرية، مستدركا بالقول : “لكن بالمقارنة مع الشركاء الأخرين للمغرب، يمكنني القول إن عقود التسليح التي لدينا مع المغرب هي عقود محدودة، ومع ذلك، فإن هذا التعاون العسكري لا يزال قائما”.

شراكة عسكرية ضعيفة

وعبر لي تشانغ لين، عن رغبة بلاده في إقامة شراكة عسكرية أكثر أهمية مع المغرب، إلا أن اختيار شركاء التسليح يبقى قرارا يعود إلى المغرب، مشيرا إلى وجود مناقشات بين الجانبين للوصول إلى مستوى أعلى في التعاون العسكري بين الجانبين، إذ أن للمغرب ما لا يقل عن عشرة شركاء عسكريين، ومع ذلك، تود الصين حقا تعزيز تعاونها مع المغرب في مجال التسليح العسكري.

وبخصوص التعاون الاقتصادي، لفت السفير الصيني إلى وجود تعاون قوي بين البلدين خاصة على المستوى التجاري، مشيرا إلى أن بلاده تبذل جهودا كبيرة من أجل تحقيق توازن على مستوى الميزان التجاري الذي يميل لصالح الصين بشكل أكبر.

أشار لي تشانغ لين، إلى أن التعاون الفلاحي بين البلدين ما يزال ضعيفا، ماعدى وجود شركة صينية تتعاون مع المجمع الشريف للفوسفاط في مجال تطوير الأسمدة الفلاحية، معبرا عن إعجابه بالإمكانات السياحية المغربية، مشددا على أن الصناعة التقليدية تحتضن العديد من الحرفيين الذين يعملون على إنتاج العديد من المنتجات الممكن تسويقها، مسجلا وجوب تعزيز الشراكة المغربية الصينية في هذين المجالين سواء تعلق الأمر الفلاحي والزراعي.

وأكد المسؤول الصيني،  أن المغرب يعد من أوائل بلدان المنطقة التي انضمت لمبادرة “الحزام والطريق”، مبرزا  أن هذه المبادرة هدفها تعزيز التعاون الإقليمي بين الصين وأوروبا وإفريقيا، وتهدف إلى تحسين الروابط الروابط التجارية بين هؤلاء الشركاء، معتبرا أن هذه المبادرة تخدم مصالح الطرفين على المستوى التجاري.

وعلى مستوى التعاون في قطاع التكنولوجيا والبنية التحتية الرقمية، قال السفير: أعتقد أن الاستثمار الصيني في قطاع التكنولوجيا والبنية التحتية الرقمية، يجب أن يتطور أكثر، مسجلا وجود إمكانيات كبيرة للتعاون بين الصين والمغرب في هذا المجال، خاصة مع الاهتمام المتزايد لدى الشباب المغاربة بالتقنيات الحديثة، حيث إن تعزيز الاستثمار سيساهم في نقل المعرفة، وتطوير الكفاءات المحلية، وتعزيز الابتكار في المغرب.

وأضاف: نحن نشجع الشركات الصينية على المضي قدما وتوسيع مجالات تدخلهم في المغرب، في كل ما يمكن أن يكون بمثابة طريق فعال لتمكين الشركات الصينية من تحقيق أداء متميز في المغرب، بحيث يقتصر الأمر على بيع المعدات فقط، بل يجب أيضا نقل التكنولوجيا إلى المغرب.

المجال السياحي

ولفت السفير في حديثه إلى أهمية تعزيز الروابط الجوية بين البلدين، مذكرا بإطلاق شركة “شنغهاي إيرلاينز” خط جوي بين شنغهاي والدار البيضاء، مع توقف في مرسيليا، فيما أعادت الخطوط الملكية المغربية تشغيل رحلتها بين الدار البيضاء وبكين بثلاث رحلات أسبوعية أيضًا، ما سيسهم في تعزيز تنقل الأفراد بين البلدين.

واعتبر المتحدث ذاته،  “أننا اليوم في مرحلة استعادة التدفق السياحي الصيني نحو المغرب، متوقعا أن يصل عدد السياح القادمين من الصين باتجاه المغرب السنة الجارية إلى 150,000 سائح صيني، وربما أكثر.”

وعبر لي شانغ لين، عن سعادته برؤيته للسياح الصينيين الذي يختارون وجهة المغرب، مؤكدا أن المغرب بدأ يكتسب شهرة واسعة في الصين، معتبرا أنه في إطار الاستعدادات لكأس العالم 2030، فإن السياح الصينيين وخاصة عشاق كرة القدم، سيأتون لحضور المباريات.

وأوضح المسؤول الصيني، أن الصينيين وبغض النظر عن خلفياتهم ووضعهم فإنهم يشعرون دائما بالراحة في المغرب، قائلا : “نحن نحب هذا البلد الرائع، في رأيي، جميع مناطق المغرب تتمتع بجاذبية سياحية وهي مثيرة للاهتمام، كما أنني أحب زيارة المدن الصغيرة، لأنها تتميز بسحر خاص، كل يوم، نتعلم شيئا جديدا من المغاربة، وأتمنى أن يستمر هذا التبادل الثقافي المثمر بين شعبينا”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • عبد الله ب.
    منذ 6 أشهر

    كل الاحترام وكل التقدير للسفير الصيني ببلادنا وللصين كدولة وكأمة لها مكانتها السياسية والاقتصادية والثقافية، لكني أود القول بكل احترام أن المغرب دولة ذات مصداقية واضحة، فهو بلد المؤسسات، المؤسسة الملكية بمكانتها القيمية والدستورية والمؤسسات الأخرى التي تستغل بميزان موافق لما هو ظاهر وواضح، وبالتالي فالمغرب فيه محاورون لديهم إمكانية الإنصات ولديهم إمكانيات الحديث بالثوابت أو الآراء التي يؤمنون بها في إطار المملكة المغربية الموحدة، ولديهم أيضا إمكانيات التبليغ والتشاور تبعا لوضعهم ومكانتهم وصلاحياتهم دون أي تجاوز او تهرب او غير ذلك، بينما الطرف الآخر (الجزائر) فالمُحَاوِر الحقيقي مبهم وغير معروف، ويكفي قولهم وترديدهم " أنهم ليسوا طرفاً في نزاع الصحراء"(!) بينما الواقع أنهم الطرف الرئيس والأساس، والأدلة في هذا الباب عديدة ومتنوعة.. كما أنها واضحة للخاص والعام على حد سواء.

  • مواطن
    منذ 6 أشهر

    تحية خالصة لسعادة سفير جمهورية الصين الشعبية و من خاله إلى كل الاصدقاء الصينيين ، هذا الديبلوماسي المتمكن و الذي تعكس صدق مشاعره إزاء المملكة المغربية عمق الروابط المتينة التي تجمع بين الشعبين الصديقين تحت القيادة الحكيمة لكل من جلالة الملك محمد السادس حفظه الله و فخامة الرءيس شي جين بينغ . و شكرا جزيلا لسعادة السفير على اقتراح مبادرة تدخل دول الصين العظيمة في حل الإشكال القاءم بين الجارين المغرب و الجزاءر .