خارج الحدود

الخارجية الأمريكية تأمر السفارات بفحص حسابات التواصل الاجتماعي قبل منح التأشيرة

أصدر وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، تعليمات للدبلوماسيين الأمريكيين بتفحص حسابات الراغبين في الحصول على تأشيرة السفر للولايات المتحدة الأمريكية على منصات التواصل الاجتماعي قبل منحهم تأشيرات الدخول، بما في ذلك تأشيرات الدراسة. وأوضح تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” أن هذا القرار جاء في وقت يتوسع فيه الرئيس ترامب في جهوده المتعلقة بالترحيل، خاصة في سياق ترحيل الطلاب الذين عبروا عن دعمهم للفلسطينيين أثناء الحرب الإسرائيلية على غزة.

وذكر التقرير الذي أعده إدوارد وونغ أن روبيو أمر الدبلوماسيين الأمريكيين في الخارج بمراجعة حسابات الطلاب الذين يتقدمون للحصول على تأشيرات دراسية أو تأشيرات تبادل ثقافي، بهدف تحديد الطلاب الذين قد يكونون قد عبروا عن آراء ناقدة تجاه إسرائيل أو الولايات المتحدة. وأوضح أن هذه التعليمات جاءت في برقية دبلوماسية طويلة أُرسلت إلى السفارات الأمريكية في مختلف أنحاء العالم.

وتابعت الصحيفة بأن هذه الخطوة جاءت بعد تسعة أسابيع من إصدار ترامب أوامر تنفيذية لترحيل بعض الأجانب، بما في ذلك أولئك الذين يُعتقد أنهم يحملون “مواقف معادية” تجاه الولايات المتحدة أو قيمها. وأشار التقرير إلى أن البرقية تتضمن تعليمات حول فحص حسابات وسائل التواصل الاجتماعي للطلاب، في إطار الجهود التي تهدف إلى تحديد الأشخاص الذين قد يشكلون تهديدا للأمن القومي الأمريكي.

وجاء في البرقية أنه يجب على المسؤولين القنصليين فحص بعض المتقدمين للحصول على تأشيرات الطلاب أو تأشيرات التبادل الثقافي في وحدة “منع الاحتيال”، وذلك بهدف إجراء “فحص إلزامي” لحساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي. كما حددت البرقية المعايير التي يجب أن يستخدمها الدبلوماسيون لتقييم طلبات التأشيرات، ومنها تصريحات روبيو في مقابلة تلفزيونية في 16 مارس 2025، حيث أكد على ضرورة منع الأشخاص الذين يمثلون تهديدا للأمن القومي من دخول البلاد.

وتضمنت البرقية إرشادات حول الفئات التي يجب التركيز على فحص حساباتها، مثل أولئك الذين لديهم صلات أو تعاطف مع الإرهاب، أو أولئك الذين كانوا قد تقدموا للحصول على تأشيرات بين 7 أكتوبر 2023 و31 غشت 2024. ويبدو أن الفئة المستهدفة بشكل أساسي هي الطلاب الذين أظهروا دعما للفلسطينيين أثناء الحرب.

وأكدت الصحيفة أن هذه الإجراءات قد تؤدي إلى فرض رقابة ذاتية من قبل الطلاب الأجانب لتجنب تعريض فرصهم في الحصول على تأشيرة للخطر. كما أشار التقرير إلى الصعوبة التي قد يواجهها موظفو السفارات الأمريكية في تحديد السياق المناسب لتصريحات الطلاب ومنشوراتهم على وسائل التواصل الاجتماعي.

وأوضحت الصحيفة أن الهدف من هذه البرقية هو دفع بعض الطلاب للتخلي عن طلبات التأشيرات، وهو ما يعد النتيجة المرجوة وفقا لرؤية وزير الخارجية الأمريكي. كما تم التطرق إلى تفاصيل أنواع التأشيرات التي قد تتطلب تدقيقا إضافيا، مثل تأشيرات الطلاب “أف، أم، جي”.

وفي ردود الفعل على هذا التقرير، أكد متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أنه لا يمكن للوزارة التعليق على المداولات الداخلية. ومع ذلك، أشار المتحدث إلى أن الوزارة قد قامت بتعديل نماذج طلب التأشيرات في عام 2019 لتشمل معلومات حول حسابات وسائل التواصل الاجتماعي للمتقدمين.

ومن جانب آخر، نشر الرئيس السابق لكوستاريكا، أوسكار أرياس، على وسائل التواصل الاجتماعي تصريحا انتقد فيه سياسات ترامب، ليتم لاحقا إلغاء تأشيرته للسفر إلى الولايات المتحدة. أرياس هو أول شخص أجنبي يتم إلغاء تأشيرته بعد هذه الإجراءات.

وفي مقابلة صحفية، أوضح روبيو أن الطلاب الذين يتورطون في الاحتجاجات الجامعية قد يتعرضون للطرد من الولايات المتحدة، مؤكدا على ضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة ضد أي شخص يعتقد أنه يهدد استقرار البلاد.

وشدد روبيو على أنه يجب استخدام جميع الوسائل المتاحة لفحص المتقدمين للحصول على تأشيرات، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي لتحليل المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، وأضاف أن الوزارة قد بدأت بالفعل في تطبيق هذه الإجراءات على بعض الطلاب الأجانب الذين تم ترحيلهم أو إلغاء تأشيراتهم.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *