وجهة نظر

قامت الدنيا، والسبب نجاحي..

فتاة من الشعب شاءت الأقدار أن تكون ابنة رئيس الحكومة المغربية، جدت واجتهدت وثابرت حتى حصلت على شهادة الماستر الأولى، ثم تابعت المسير دون وظيفة حتى حصلت على شهادة ماستر ثانية. اجتازت مباريات ككل الشباب ولم تنجح ربما في محطات عديدة، حتى نجحت أخيرا في حصولها على مقعد من بين المقاعد التي حصل عليها قرائنها من الشعب عن جدارة واستحقاق. 

سمية لجأت إلى المباراة، وانتظرت النتيجة بعدما سهرت الليالي وانتظرت طويلا دون توظيف. سمية لم تحرق مراحل نجاحها وإنما درست ووصلت واجتازت مباريات وانتظرت ثم انتظرت، ثم في الأخير نجحت.

لما كل هذه الزوبعة؟ أو ليست هي الأخرى ككل الشباب؟ أو ليست ككل المواطنين؟ أو ليست سمية ابنة الشعب؟ ما يفترض أن يكون في نظركم؟ أتودون لسمية أن تقبر مؤهلاتها العلمية ودبلوماتها وشواهدها التي تعبت من أجلها مدى حياتها، حتى لا يقال أن ابنة رئيس الحكومة توظفت؟

ليكن في علمكم أيها السادة أن السيد بنكيران لم يكن رئيس حكومة إلا في الخمس سنوات الماضية، حيث حصلت ابنته سمية على شواهدها وهي ابنة الشعب ولا تزال ابنة الشعب لأنها لم تخلق أميرة ولم تخلق بين أحضان الأسرة الملكية، وبالتالي فهي تظل ابنة الشعب دائما أبدا.

النقطة الثانية أنه لو كان فعلا في الأمر خواض أو تدخل لأبيها في توظيفها، ما اعتقد بتاتا أن يصلكم الخبر بهذه السرعة إلا بعد سنين من توظيفها كما كان في السابق. وما كان بمقدوركم التمتمة حتى، فما بالكم بهذه الشوشرة والزوبعة؟ ثم لو كان السيد ابنكيران سيوظف ابنته لفعل منذ توليه رئاسة الحكومة. لما سينتظر كل هذه السنوات، مع العلم أن ابنته حصلت على الماستر آنذاك ولو أن أمر التوظيف المباشر لا يستدعي شواهد أصلا؟؟

مشكلتكم أيها السادة، أنكم لم تعتادوا بعد على منطق الشفافية والوضوح. مشكلتكم أنكم صرتم تبحثون لأنفسكم عن منطق فارغ تقنعون به أنفسكم قبل إقناع الآخرين. منطق إقبار كفاءات كل من  ناضل في حزب العدالة والتنمية أو انتمى إليه وليس فقط ابنة رئيس حكومتكم.

هذه الحكومة جاءت لتقطع مع عهد “باك صاحبي”، ولتقطع مع منطق التوظيف المباشر “حسي مسي”، وما نجاح سمية في هذه المباراة إلا إشارة قوية لمسار إصلاحي سديد قويم، ليس فيه اعوجاج. وعلى أبناء الشعب أن يجدوا ويجتهدوا  ويثقوا في قدراتهم وطاقاتهم وأن يجتازوا المباريات بكل فخر واعتزاز لأنها مكسبهم.