مجتمع

الإفطار على الشاطئ تقليد جديد ينتعش بالمملكة

 

بعيدا عن التقليد السنوي لشهر رمضان، ومع ارتفاع درجات الحرارة التي تشهدها المملكة في هذه الفترة، يلجأ البعض للهروب من الروتين اليومي للإفطار واختيار شواطئ المملكة قبلة للاستجمام والترفيه مع الأسرة والأصدقاء.

شهدت شواطئ المملكة عموما وشاطئ الرباط بالخصوص ازدحاما منذ أوائل شهر رمضان الكريم. أناس من مختلف الأعمار قرروا كسر الروتين اليومي وتغيير قاعدة الإفطار المعتادة والاستمتاع بالوجبة في الهواء الطلق.  

وخلال جولة جريدة “العمق المغربي” الاستطلاعية أمس الجمعة، في شاطئ الوداية بالرباط، لاحظنا توافد كثيف لعائلات وأناس من مختلف الأعمار والأجناس، زحفت إلى الشاطئ بغية الترفيه وقضاء وقت جميل والاستمتاع بلحظة الغروب قبيل الإفطار.

تجمعات هنا وهناك، شباب في مقتبل العمر على شكل مجموعات يستمتعون باللعب بكرة القدم، فيما تفضل فئة أخرى الهروب من الجو الحار والاستمتاع بالسباحة والانتعاش بمياه البحر، ومجموعات أخرى الجلوس أمام البحر والاستمتاع بأمواجه، وطرد الشحنات السالبة من الجسم واستبدالها بأخرى موجبة قبل وجبة الإفطار.

 

جريدة “العمق المغربي” حاورت بعض المصطفيين وهم بصدد تهييئ مائدتهم، التي كانت أغلبها أشكالا هندسية على شكل مائدة محفورة برمال البحر، فيما فضل آخرون اكتراء المائدة والكراسي من المكلفين بذلك في الشاطئ.

الإفطار في الشاطئ له نكهة خاصة

 

الإفطار في الشاطئ له نكهة خاصة، هكذا وصفه لنا سفيان في العشرينيات من عمره، والابتسامة لم تفارق تقاسيم وجهه، مضيفا “سعيد جدا بقضاء هذه اللحظة رفقة أصدقائي، بحيث نستمتع بالأكل في جو مرح”.

اخترنا شاطئ الوداية لكونه قريب من مسكننا

سعاد التي كانت تجلس رفقة زوجها حول مائدة ممتلئة بأصناف شهية، يحفهما صغارهما يمرحون ويلعبون برمال الشاطئ، ل”لعمق المغربي” “قررت تناول وجبة الإفطار اليوم رفقة زوجي وأطفالي الصغار، خارج جدران المنزل، واخترنا شاطئ الوداية لكونه قريب من مسكننا”.

وتابعت سعاد بالقول “على الرغم من الازدحام الذي يشهده الشاطئ يوميا، إلا أننا نستمتع كثيرا بهذه الأجواء لدرجة أنه يصعب علينا ترك هذا المكان والعودة مجددا إلى المنزل”.

أقتني بعض الوجبات من الشارع

يعلم الجميع أن وجبة الإفطار تتطلب مجهودا ووقتا لإعداد أصناف لذيذة ومتنوعة، وأحيانا يفضل البعض شراء بعض الأصناف والاستفادة أكثر بهواء البحر عوض تضييع الوقت والمجهود في المطبخ.

وفي هذا السياق قالت أميمة (24سنة)، التي كانت تجلس رفقة صديقاتها، “عندما نقرر تنظيم إفطار في الشاطئ، أفضل أن أقتني بعض الوجبات من الشارع لكي لا أضيع وقتا طويلا بالمنزل”.

نهيئ وجبة الإفطار عادة في البيت

وعلى نقيض أميمة، اختارت حنان في الثلاثينيات من عمرها تهييئ وجبة الإفطار في البيت موضحة “أهيئ وجبة الإفطار عادة في البيت لكي أكون على دراية كبيرة بما أقدمه من أكل لأسرتي، على الرغم من المجهود الذي يتطلبه تحضير أطباق متنوعة”.

وأضافت حنان “أختار كل نهاية أسبوع وجهات مختلفة لتناول وجبة الإفطار بعيدا عن المنزل، لجعل الأطفال يلعبون بمتعة أمام أعيني”.

 

تنظيم إفطار على الشاطئ عبر”فيسبوك”

لطالما كان الفيسبوك وسيلة للتواصل بامتياز، جمع بين أصدقاء فرقتهم مشاغل الحياة، إلا أنه عرف تقليدا آخر خلال هذا الشهر الكريم، حيث نظم مجموعة من الشباب على الصفحات الفيسبوكية ملتقيات للتعارف وتناول وجبة الإفطار على الشاطئ.

وفي هذا السياق قال محمد في العشرينيات من عمره، مسؤول عن “مجموعة” بالفيسبوك، إنه نشر تدوينة مضمونها تنظيم إفطار على الشاطئ لصالح الأعضاء المنتمين لـ”المجموعة”، مشيرا أن التدوينة “لاقت تفاعلا وترحيبا كبيرين من طرف الأعضاء”.

وعن طرق تهيئهم لوجبة الإفطار أضاف محمد “اتفقنا على أن يجلب كل شخص وجبته، بحيث أن لكل رغبته في تناول أصناف معينة”.

تركنا محمد وانتقلنا إلى ريم (20 سنة) إحدى عضوات “المجموعة”، التي أكدت لنا أنها  جد سعيدة بهذا اللقاء، مضيفة “رحبت جدا بهذه الفكرة، وأهم شيء فيه أنني أقمت علاقات صداقة جديدة”.

وبعد رفع الآذان، يشرع الجميع بتناول وجبته في جو مرح، مستمتعين بجو البحر ورائحته التي تضفي السكينة على القلوب.

وعلى حد قول أجدادنا “مين كتشبع لكرش كاتقول لراس غني”، فمباشرة بعد الإفطار تبدأ مجموعة من الأنشطة الترفيهية أبطالها شباب، يشرعون بإشعال النار والعزف على آلة “الغيتار” وآخرون “يضربون” على الأواني ويشركون من حولهم في الغناء.

فئة تندمج مع هذا التيار بسرعة، فيما تفضل فئة أخرى مشاهدة النشاط والاستمتاع بتلك الأجواء من بعيد.

هكذا يمر كل يوم من هذا الشهر الفضيل، وعلى الرغم من الازدحام الذي تشهده الشواطئ إلا أن أجواءها المرحة تشفع لها.