وجهة نظر

التحليل النفسي في المدرسة المغربية

كثيرا ما يغفل المدرسون عن الحالة العائلية والاجتماعية لمتعلميهم و تأثيرها على مردودية التعلم و نتائجه، وهذا مرده إلى ضعف التكوين السيكولوجي للمدرسين، معتبرين أن دورهم معرفي محض دون الخوض في المكونات الشخصانية للتلميذ المغربي، والتي قد تحقق دراستها حلا لمجموعة من المشاكل الجوهرية التي تخص التلقي و الفهم والاستيعاب و الإدراك.

إن من أهم المشاكل التي تعاني منها المدرسة المغربية بالإضافة إلى ضعف منظومتها و الخطط التجريبية التي تمارس عليها غصبا، هي أن المكوننين للهيكل التعليمي من أساتذة ومدراء و حراس و غيرهم يمتازون بالمقاومة الشديدة لكل تجديد أو إبداع، غارقين في تلك الروتينية التي لا تقتلهم فقط وإنما تقتل الأجيال التي تمر بين أيديهم.

إن الحديث عن سيكولوجية المعلم و المتعلم أضحى ضرورة لا تستوجب الدراسة فقط و إنما التطبيق، فاعتماد أستاذ لعلم النفس في المراكز الجهوية صار ضرورة الآن في ظل نجاح بعض الأفراد المشكوك في أهليتهم النفسية لممارسة هذه المهنة التي تكتسي من الصعوبة ما يوازيها من الخطورة، فالتعامل مع الفتاة المراهقة يختلف عن التعامل مع الفتاة الصغيرة، ويجب مراعاة فاقدة الأب و التعامل معها بخصوصية، والشاب العامل و غير العامل، والذي يعول أسرته، و المدمن…فهذه كلها حالات تشكل نواة للمجتمع وجب التعامل معها كل حسب حالته و سياقه، حتى يقوم كل اعوجاج و يصلح كل صالح، وتعود المهنة إلى سابق مجدها و عزها، ويصير الأستاذ مربيا و معلما و محللا نفسيا و مساعدا اجتماعيا، و لن يرهقه هذا أبدا لأنه يعي أهمية دوره و يستشرق نتائجه الإيجابية على المدى القريب و البعيد.