مجتمع

مناشدات في فاس لإنقاذ حياة دكتور متشرد

من شبكات التواصل الاجتماعي، إلى الهيئات الحقوقية، بدا ما يشبه التفافا واسعا في مدينة فاس حول ما أصبح يعرف بقضية “عادل أوتنيل” التي بدأت تثير الكثير من اهتمام الرأي العام المحلي، بعدما دخل حامل الدكتوراه المتشرد في اعتصام مطالبا بالرعاية والكرامة.

ويتعلق الأمر، بشاب معاق بنسبة إعاقة تصل إلى 80 بالمائة، اسمه عادل أوتنيل، هذه الأيام، اهتمام الهيئات الحقوقية والرأي العام بفاس، بعدما وجد نفسه يعيش حالة تشرد بئيسة.

وحسب مصادر من فاس، فإن قضية الشاب، الحاصل على دكتوراه في الآداب من جامعة فاس السنة الماضية، وهو القادم إليها من الجنوب، من إحدى قرى مدينة تيزنيت طلبا للعلم، “تخفي قصة إنسانية عميقة، وتختزل بعدا مأساويا مثيرا… منذ أزيد من شهر، دخل معركة الأمعاء الفارغة لضمان أبسط حقوقه الأساسية في العيش الكريم، تحت شعار “أكون أو لا أكون”.

ويورد محمد الزهري، إعلامي وفاعل جمعوي، بأن عادل استطاع أن يبصم على ملحمة رائعة من التحدي والإصرار، توّجها السنة الماضي بحصوله على أرقى شهادة علمية، عندما ناقش أطروحة لنيل الدكتوراه في موضوع “الالتزام عند الشعراء الصعاليك”.

وأضاف، أن “أغلب الطلبة الذين تعاقبوا على جامعة فاس منذ عشرين سنة، يعرفون عادل كوجه مألوف ظل يؤثث الحرم الجامعي المتوتر ب “قلعة” ظهر المهراز… حاضرا، ومشاكسا، وودودا، ومبتسما، و”صعلوكا”، كما ظل رفاقه يلقبونه، نسبة إلى موضوع أطروحته”.

عاش عادل العدم والكفاف، وعانى القساوة طوال مدة تواجده بفاس، بعدما ظل يغيب لأشهر وسنوات عن ما بقي من أسرته بتزينيت. بقي مثابرا ومتحديا ومتفائلا. يعيش على إعانات أصدقائه وعطفهم، وعلى أريحية بعض سكان حي “ظهر المهراز” الذين احتضونه بكل روح تضامنية.

فيما يخوض عادل اعتصاما مفتوحا وإضرابا عن الطعام أمام مصالح الداخلية بفاس، للمطالبة بالرعاية والكرامة، بعدما خاض “معركة” شرسة مماثلة قبل سنة من الآن، احتجاجا على إقصائه من مناقشة أطروحته، بداعي أنه تجاوز الفترة المسموح بها للمناقشة، قبيل أن “يرْضِخ” رئاسة الجامعة وعمادة الكلية لمطلبه، ونال الدكتوراه باستحقاق.