وجهة نظر

ذكرى ثورة الملك والشعب وعيد الشباب: دروس وعبر في مسيرة وطن

يخلد الشعب المغربي في كل سنة، وفي أجواء من الفخر والإعتزاز، ذكرى ثورة الملك والشعب يوم 20 غشت، تليها في اليوم الموالي ذكرى عيد الشباب المصادف لـ21 غشت، وهو عيد ميلاد صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وهما مناسبتان وطنيتان تحملان دلالات قوية، وتجسدان عمق العلاقة التاريخية بين العرش العلوي المجيد والشعب المغربي الأبي، كما تفتحان آفاقا للتأمل في الدروس والعبر التي يمكن استخلاصها لخدمة حاضر الوطن ومستقبله.

ثورة الملك والشعب: وحدة لا تنكسر

تخلد ذكرى ثورة الملك والشعب الحدث البطولي الذي وقع سنة 1953، حين أقدمت سلطات الإستعمار الفرنسي على نفي السلطان محمد الخامس طيب الله ثراه، في محاولة لعزل الملك عن شعبه، وطمس الروح الوطنية المتصاعدة. لكن المفاجأة الكبرى كانت في رد فعل الشعب المغربي، الذي عبر عن ولائه العميق لملكه ورفضه التام للإستعمار، فاندلعت ثورة شعبية غير مسبوقة، اندمج فيها القائد مع الأمة، ليكون النصر حليف الحق، ويتوج هذا المسار التاريخي بعودة الملك الشرعي إلى عرشه، وإعلان الإستقلال سنة 1956.
هذه الذكرى تعلمنا أن الوطن لا يبنى إلا بالتضحيات والوفاء، وأن التلاحم بين القيادة والشعب هو أساس القوة الحقيقية لأي أمة.

عيد الشباب: إشادة بركيزة الأمة

في اليوم الموالي، يحتفل في المغرب بـ عيد الشباب، الذي يصادف ذكرى ميلاد صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وهذه المناسبة ليست فقط احتفالا شخصيا، بل تعد مناسبة وطنية ذات رمزية خاصة، لأنها تمثل إشادة متجددة بـ الشباب المغربي، باعتباره القوة الحية في المجتمع، وعماد مستقبله.

ومنذ اعتلائه العرش، أولى صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله، اهتماما كبيرا بالشباب، إدراكا منه بأن الإستثمار في الإنسان هو الطريق الحقيقي للتنمية. ومن أبرز تجليات هذه العناية:

– إطلاق مبادرات كبرى مثل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي وفرت فرصا مهمة للشباب في مجالات الشغل والتكوين والمقاولة.

– تشجيع المقاولات الصغرى والمبادرات الذاتية، من خلال برامج مثل “انطلاقة”.

– إصلاح منظومة التعليم والتكوين المهني لتأهيل الشباب لسوق الشغل.

– دعم الرياضة والثقافة كمسارات للتعبير والإبداع والإنفتاح.

– تعزيز تمثيلية الشباب في المجالس المنتخبة والهيئات الإستشارية…

إن إحياء هاتين المناسبتين الوطنيتين يجب ألا يقتصر على الإحتفال الرمزي، بل ينبغي أن يكون فرصة لطرح تساؤلات حقيقية:

ماذا تعني لنا هذه الذكريات؟ وكيف يمكننا أن نترجم الوفاء لرجال المقاومة والتحرير وللملك والشعب في أفعال حقيقية؟
لذا فإن من بين أهم العبر التي ينبغي ترسيخها:

– أن حب الوطن يقاس بالفعل والتضحية، لا بالشعارات.

– أن الشباب مطالب بالإنخراط الواعي في بناء المغرب الجديد، من خلال الإجتهاد، والإبداع، وروح المواطنة.
– أن التاريخ لا ينسى، ولكنه أيضا لا يكفي وحده، فلكل جيل واجباته في حمل المشعل.

وفي الأخير يجب التأكيد على أن ذكرى ثورة الملك والشعب وعيد الشباب تشكلان مناسبتين تعكسان الإستمرارية في النضال الوطني من جيل إلى جيل، وتدعواننا إلى التمسك بقيم التضامن، والعمل الجاد، والإنفتاح، تحت القيادة الرشيدة والحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله قائد مسيرة التنمية، الذي يواصل السير بالمغرب نحو المستقبل، واضعا الشباب في صلب كل إصلاح وتنمية.
فلنكن جميعا أوفياء لتاريخنا، ومسؤولين عن حاضرنا، وسائرين بثقة نحو مستقبل وطننا الحبيب، تحت الشعار الخالد الله – الوطن – الملك.

وكل عام وصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله والشعب والشباب بألف خير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *