عيد الشباب.. ذكرى ميلاد جلالة الملك: سمو العلم ونزاهة الإصلاح في شخص أمير المؤمنين.

في كل سنة، ومع حلول يوم 21 غشت، تحتفل المملكة المغربية بذكرى ميلاد جلالة الملك محمد السادس نصره الله، وهي مناسبة وطنية غالية، لا تقتصر على الإحتفاء بميلاد قائد الأمة، بل تعد لحظة رمزية لتأمل مسار ملك استثنائي، جمع في شخصه بين سمو العلم، وجلال العلماء، ونزاهة المصلحين الذين أوتوا الحكمة وفصل الخطاب.
منذ توليه عرش أسلافه الميامين سنة 1999، سار جلالة الملك بخطى راسخة على درب التحديث والنهضة، متسلحا بالعلم والحكمة، وحاملا رسالة إمامة دينية وروحية تتجذر في بيعة دينية تاريخية، تؤسس لمكانته كـأمير للمؤمنين، حامي الملة والدين، ومرجع الأمة في شؤونها الدينية والدنيوية.
لقد كان العلم، ولا يزال، أحد أعمدة مشروعه الملكي، حيث عمل جلالته على إصلاح الحقل الديني وتأهيله بما يستجيب لمتغيرات العصر، ويحافظ على الثوابت الروحية للمغرب، وهي: المذهب المالكي. كما حرص على دعم العلماء والمؤسسات العلمية، وترسيخ قيم الوسطية والإعتدال، عبر مبادرات رائدة كتكوين الأئمة والمرشدات، وإحداث مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، التي تكرّس إشعاع المغرب العلمي والديني في إفريقيا.
وفي مقابل رعايته للعلم والعلماء، لم يغفل جلالته عن دور الإصلاح الشامل، الذي اتخذه نهجا ثابتا في كل أوراشه الإجتماعية والتنموية. فقد كان دائمًا ملكا قريبا من شعبه، ناطقا بحاجاته، مؤمنا بحقوقه، واضعا الإنسان في صميم اهتمامه.
ولعل أبرز تجليات هذا الإصلاح تتجلى في مشاريع كبرى مثل:
– المبادرة الوطنية للتنمية البشرية،
– مشروع تعميم الحماية الإجتماعية،
– إصلاح منظومة التربية والتكوين،
– النهوض بالعالم القروي وتقليص الفوارق الإجتماعية والمجالية.
وغيرها من المبادرات التي تنبض بحس ملكي عال بالمسؤولية والتفاني في خدمة المواطن.
أما الخطاب الملكي، فقد أصبح مدرسة في الحكمة السياسية والشرعية، يتسم بالرصانة والعمق، ويعكس وضوح الرؤية وبعد النظر. وإن في خطاباته السامية، خصوصا بمناسبات وطنية كعيد العرش وافتتاح البرلمان، من الحكمة والبلاغة والصرامة في الحق ما يجعل المتتبع يدرك أنه أمام قائد فريد يجمع بين فكر العلماء وعدالة المصلحين.
ويحق لنا، في ذكرى ميلاد جلالته، أن نفخر بقيادته المتبصرة، وأن نستحضر ما أنجزه المغرب تحت توجيهاته السامية، من إشعاع دولي، واستقرار داخلي، وتحولات كبرى، جعلت المملكة نموذجا في التوازن بين الأصالة والحداثة.
وبهذه المناسبة الوطنية المجيدة، نسأل الله العلي القدير أن يحفظ جلالة الملك محمد السادس، ويديم عليه موفور الصحة والعافية، ويقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، ويشد أزره بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة.
وكل عام وجلالة الملك بخير، والمغرب في عز ونماء تحت قيادة جلالته الرشيدة والحكيمة
اترك تعليقاً