مجتمع

خبير سيبراني يكشف استراتيجية “جبروت”.. 3 مراحل نفسية للسيطرة على الرأي العام

كشف الدكتور أنس أبو الكلام، رئيس قسم الدفاع السيبراني بجامعة القاضي عياض، أن خطة مجموعة “جبروت” تقوم على ثلاث مراحل أساسية، تستند إلى تقنيات معروفة في علم النفس والهندسة الاجتماعية.

وأوضح أبو الكلام، في تصريح توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، أن المرحلة الأولى هي “إعطاء بعض الوثائق لكسب الثقة”، وتُعرف هذه التقنية بـ”credibility building”، حيث يتم عرض أدلة حقيقية أو شبه حقيقية بهدف كسب المصداقية. واعتبر أن هذه الطريقة تدخل ضمن ما يسمى بـ”Foot-in-the-door technique”، أي بناء الثقة تدريجياً.

وأضاف أن المرحلة الثانية تعتمد على “اللعب على وتر المشاعر”، عبر استهداف محفزات عاطفية مثل الخوف والغضب والوطنية والأمل، وهو ما يُعرف في الهندسة الاجتماعية بـ”emotional manipulation”، حيث يتم إضعاف التفكير العقلاني وتعزيز الاستجابة التلقائية.

أما المرحلة الثالثة، فهي “إغراق معلومة صحيحة وسط مجموعة من المغالطات”، وتُسمى هذه الطريقة بـ”information overload” أو “muddying the waters”، مما يجعل من الصعب على الجمهور التمييز بين المعلومات الصحيحة والمفبركة.

واعتبر أبو الكلام أن هذه المراحل الثلاث تُستخدم ضمن عملية مدروسة لبناء الثقة واستغلالها عبر العاطفة والتشويش المعرفي، مشيراً إلى أن مجموعة “جبروت” تستخدم مزيجاً من الإقناع النفسي، التضليل الإعلامي، والهندسة الاجتماعية.

وأوضح في هذا السياق أن بعض هذه الأساليب تُستخدم أيضاً في عمليات الاختراق الإلكتروني، حيث يتصل المهاجم بالضحية بادعاء أنه شخص موثوق مثل مسؤول نظام أو مفتش ضرائب، ويقدم معلومات تبدو موثوقة تم جمعها في مرحلة تُعرف بـ”reconnaissance”، ثم يستخدمها لخلق حالة من الخوف قبل أن يطلب بيانات حساسة مثل كلمات المرور.

وفي تعليقه على حالة مجموعة “جبروت”، أشار إلى أن أولى خطواتها كانت نشر معلومات عن مؤسسات مثل الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي والمحافظة العقارية، ما أثار ثقة وتعاطف بعض الأشخاص، خاصة عند عرض مبالغ ورواتب ومعاملات بدت خيالية.

وأشار إلى أن الوثائق التي تم تقديمها لاحقاً ظهرت وكأنها مفصلة، لكنها غالباً كانت تحتوي على معلومات غير مثبتة ضمن الوثيقة نفسها. وأضاف أن بعض الخبراء مثل حسن خرجوج واجهوا هذه المعطيات بمعطيات تقنية وعلمية دقيقة، دون أن يتم الرد عليهم، ومع ذلك ظل البعض يصدق ما تم نشره.

وذكر أبو الكلام أن المجموعة انتقلت مؤخراً إلى مهاجمة مؤسسات وشخصيات رفيعة، دون تقديم أدلة دامغة، معتبراً أن بعض الناس يستمرون في تصديقهم لأنهم “يسمعون ما يريدون سماعه”.

وتطرق إلى ما وصفه بـ”خطر ثقافة القطيع وتأثير كرة الثلج”، حيث يتم تصديق الأخبار لأن “الآخرين يصدقونها”، مما يسرّع من انتشار الإشاعات ويجعل من الصعب إيقافها، حيث “كل شخص يضيف إليها شيئاً”، فتتحول إلى ما يشبه الحقيقة في نظر البعض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *