الكرة العالمية

جدل صيام اللاعبين يعود إلى “يورو 2016” بفرنسا

تتزامن تظاهرة كأس أوروبا للأمم 2016 التي تحتضنها فرنسا خلال الفترة ما بين 10 يونيو إلى 10 يوليوز، مع شهر رمضان، ما يعني أن ما يشبه اختبارا للاعبين المسلمين بالمنتخبات الأوروبية المشاركة، أمام عودة الجدل القائم حول صيام اللاعبين خلال المباريات، الذي ما يفتأ يعود خلال كل تظاهرة رياضية تتزامن مع شهر الصيام، فيما بدا أن المنتخب التركي، قد حسم الجدل منذ مدة بصيام أغلب لاعبيه المسلمين خلال المباريات.

ويطرح الجدل إياه، مدى تأثير الصيام على أداء اللاعبين، وعلى صحتهم خلال المنافسة، خصوصا في ظل ارتفاع درجات الحرارة وحاجة اللاعبين الماسة للمياه في مثل هذه الحالات لاسترجاع طاقتهم البدنية المهدورة داخل الملعب.

وتضم مختلف المنتخبات الأوروبية المشاركة في يورو 2016 بفرنسا، العديد من اللاعبين المسلمين، يتقدمهم المنتخب التركي المشكل في غالبيته من اللاعبين المسلمين، ويليه المنتخب الألباني، في حين تضم منتخبات أخرى لاعبين مسلمين من أصول غير أوروبية، يتقدمهم نجم المنتخب الألماني مسعود أوزيل، ونجوم المنتخب الفرنسي بول بوغبا وعادل رامي وباكاري سانيا وموسى سيسوكو في المنتخب الفرنسي، فضلا عن لاعبي المنتخب البلجيكي مروان فلايني وموسى دمبيلي، ما يطرح الكثير من الأسئلة حول إمكانية التزام هؤلاء اللاعبين بالصيام خلال مواجهات اليورو في ظروف يشكك فيها الأطباء والخبراء الأوربيون حول قدرة اللاعبين على الالتزام بصيام رمضان على الأقل أيام المباريات.

وكان النجم الألماني من أصول تركية، مسعود أوزيل، قد حسم الجدل مبكرا بخصوص صيامه من عدمه في اليورو، حيث قال في تصريحات إعلامية إنه لن يصوم رمضان خلال اليورو، قائلا: “الجو سيكون حارا جدا ولدينا تدريبات ومباريات قوية..”، وهو نفس الموقف الذي اتخذه لاعبو المنتخب الفرنسي، على غرار بوغبا ورامي، في حين لم يكشف لاعبين آخرين عن نيتهم في أداء فريضة الصيام، ليبقى المنتخب التركي الاستثناء على اعتبار أن غالبية لاعبيه كشفوا عن نيتهم في الصيام، وأبرزهم نجم برشلونة أردا توران، المعروف بالتزامه الكبير بتعاليم الدين الإسلامي.

وكانت عدة دراسات طبية بخصوص تأثير الصيام على اللاعبين من الناحيتين البدنية والصحية، تباينت حول النتائج النهائية، فهناك من أكد بأن تأثير الصيام على لاعبي كرة القدم يكون أقل من التأثير على رياضيين آخرين، خاصة في الرياضات الفردية كألعاب القوى مثلا، في حين دعت أخرى إلى ضرورة استغلال اللاعبين لرخصة الإفطار تفاديا لخطر تأثر جسمهم كثيرا بالفقدان الكبير للمياه، ما قد يشكل خطرا على صحتهم، في وقت تختلف مواقف المدربين حول أداء فريضة الصيام، وكان مدرب المنتخب الفرنسي ديديي ديشان، أعلن قبيل مونديال البرازيل 2014، بأنه لن يقف ضد رغبة لاعبي المنتخب الفرنسي المسلمين في الصيام، وقال إن هؤلاء متعودون على ذلك، ولن يجد مشكلا في أدائهم لفريضة الصيام.