وجهة نظر

الصحراء المغربية ووثائق باناما

من وراء تسريبات باناما؟ ومن المستفيد؟ لا يهم مادام أن الأمر قد لا يعنينا في شئ ولا علاقة له بالقضية الوطنية الأولى، هذه التساؤلات العميقة ستجد جوابا لدى بعض رواد تزيف الحقائق وإصباغ المعقولية على مقالاتهم وأخبارهم التي لا نزاع حول مصيرها، لأنها من لبنات أفكار التطرف. وإيقاظ الفتن وإشعال نار الحقد والكراهية، خطاب صحافة الزيف والمراوغات التي لا تخدم إلا أعداء الوطن عادة ما تجد ضالتها في نشر أخبار زائفة وواهية، فبعد تسريبات باناما وبروز أسماء مغربية في عالم المال والاقتصاد، خرجت علينا في الصحراء بعض المنابر الإعلامية “الوطنية”وبمراسلات جهوية “خفية وسرية”، بمعلومات ألصقت زورا ببعض الشخصيات والرموز الوطنية المعطاء.

الحدث الأخير والذي يكدر صفو القبائل والعوائل في الصحراء والجنوب هو إقدام بعض الالكترونيات المحسوبة على الصحافة في إقحام أسماء صحراوية ـ مغربية وازنة في قضايا لا تخدم مصلحة الوطن والمواطن، كما أنها أقرب لخدمة أجندة تسارع في الترحيب بأي خبر دون معرفة ما مدى صحة الخبر أو عدم صحته والغاية دائما إفساد الانسجام الوطني وعرقلة الوحدة الوطنية وفتح باب الاتهامات المجانية المجانبة للصواب، وهكذا تماشيا مع سياسة نشر لا أخلاقية، نشرت إحدى الالكترونيات المحسوبة على الاتجاهات الريديكالية مقالا عبارة عن خبر جاء فيه أن الشيخ لارباس ماءالعينين قد ورد اسمه كباقي الأسماء المغربية التي تملك شركات في جنات ضريبية، والاسم “ماء العينين” أحيل طبعا لاسم الشيخ.

للتنويه والتذكير فإن الشيخ عادة ما تعرض لمجموعة من الانتقادات التي تنطلق من أفواه ترفض وجود شخص يعبر بكل وضوح عن مواقفه دون خوف، بل يعلنها بعلنية قل نظيرها، ولاسيما إذا كان الأمر يتعلق بقضية مصيرية كقضية الصحراء المغربية، وليس خا. فمواقفه الصلبة أثارت عليه الكثير من الانتقادات التي توصف بخانة “المواقف المعاندة والمؤيدة للأطراف المعادية للمملكة”.

نكتب ليس دفاعا عن الشيخ ولكن للقول الحقيقة وللتصحيح. فاتهام الشيخ بالمشاركة في التهرب الضريبي، لاشك انه اتهام لرجل دين زاهد وفاعل ناشط، وشيخ يقود زاوية عبارة عن مؤسسة تربوية واجتماعية لها إشعاع ديني كبير، ووجود الزاوية كمؤسسة تربوية ترجمة لواقع تعيشه المدينة وعموم المناطق الصحراوية، فالزاوية بلغت من المجد في عهد الشيخ مبلغا لايمكن مقارنته إلا بأمجاد الزوايا المعينية في الفترة الذهبية ـ من التأسيس الى عهد الاستقلال ـ أما اليوم فلا وجه للمقارنة اذ تبقى الوحيدة التى تملك وجودا مستمرا وعطاء يدل على ذلك التواجد الكبير لأتباعها ومحبيها في المقر الرئيسى وفروعها بباقي المدن الجنوبية.

الهجوم على الشيخ وإلصاق تهمة التهرب الضريبي أمر مفزع وتهمة متهورة تصدر عن الكترونية وطنية، كان عليها الاستفسار عن الأمر بشكل جدي بعيدا عن فبركة وقائع لا أساس لها من الصحة فلا يعقل مثلا امتلاك شركة أو مقاولة وتسجيلها في “بناما “علما أن المناطق الصحراوية معفاة من الضرائب، لذلك يستحيل تصديق أو انطلاء التهمة على أحد، فلابد من تجاوز إشكالية إلصاق التهمة بالابتعاد عن مسار أثبت فشله.

توزيع التهم دون وجود لأدلة ملموسة وواضحة اللهم تطابق الأسماء، أو تحويل اسم وتركيزه على شخص بعينه، المعركة اليوم هى معركة مواجهة خطر الانقسام والتشرذم،  بالتخلى عن سياسات صناعة الوهم والتهم وتوزيعها بشكل احترافي، فالشيخ لارباس المقاوم والأصيل والزاهد أكبر من صحافة صفراء خرقاء تتجنب الصواب وتهدف لخلق البلبلة، وهو الشخصية النافذة الوطنية المخلصة، فهل في بلادنا، الإخلاص له ثمن؟.

فشلت الدعاية المغرضة. فالشيخ يبقى صاحب مجد ومواقف. لن تثنيه شرذمة “صحافة” متقطعة الأوصال. ارتزاقية تخدم مصالح تمزيقية لا تفرق بين وضعية شخص في منطقة لها خصوصية معلومة ومعروفة .لايجهلها الا صاحب إلصاق التهم هنا وهناك .ويقينا أن مشروعية الشيخ العلمية والأدبية ورزانة مواقفه وسدادة رأيه أقوى بكثير من تعبيرات فضفاضة تكن لكل ناجح خير الحقد والكراهية .