أخبار الساعة

تدريب أمني يثير انتقادات عديدة في بريطانيا

اعتذرت شرطة مدينة مانشستر البريطانية عن موقف معاد للإسلام جرى أثناء تدريب عناصرها الأمنية على كيفية التعامل مع تفجير إرهابي والتصدي له في مركز ترادفورد التجاري، وفق ما نشر موقع صحيفة “اندبندت”البريطانية.

ومن أجل هذا التدريب الأمني، افترضت الشرطة التعامل مع “شخص مسلم متطرف” يقدم على تفجير عبوة ناسفة وهو يصرخ “الله أكبر”.
وبدأ هذا التدريب مساء أمس الاثنين، إذ يدخل رجل بملابس سوداء إلى مركز ترافورد التجاري ويشرع في إطلاق النار على المتواجدين. وبعد مرور لحظات يدوي انفجار في باحة المركز التجاري ويقوم المتطوعون، الذين اتخذت كل الاحتياطات اللازمة لضمان سلامتهم، في هذا التدريب على محاكاة ظروف هذا التفجير، وبينما يسقط منهم البعض كجرحى وقتلى وهميين، يهرع آخرون إلى المقاهي وباقي المتاجر في جو من الصراخ والهلع.

وكان الشرطي الذي يلعب دور الإرهابي ويتسبب في عملية التفجير قد تلفظ بجملة “الله أكبر” قبل محاكاة التفجير.

وأدانت الجمعيات الحقوقية وقادة الجالية المسلمة هذا الوصم الشديد للجالية المسلمة الذي انطوى عليه ذلك التدريب، مبدين قلقهم من مساهمة هذه الأفكار في أذية الجالية المسلمة.

وردا على كل الانتقادات التي طالت التدريب، اضطر نائب مدير شرطة مدينة مانشتر، غاري شيوان، إلى إدانة الحادثة، مذكرا أن “الأمر غير مقبول” ومعتذرا عن الإهانة التي تسبب فيها التدريب.

وقال في بيان رسمي إن “سيناريو هذا التدريب يقوم على فكرة تفجير إرهابي من تنفيذ أحد أعضاء تنظيم داعش، وقد حاول كتاب السيناريو تقريب التدريب من الاعتداءات التي عاشتها أوروبا مؤخرا، محاولين عكس كل التفاصيل لجعلها شبيهة بالواقع”.
وأضاف: “لكن بعد التفكير العميق، يتبين أن استخدام تعبير ديني خاص قبل عملية التفجير المفبركة غير مقبول، لأنها تربط الحادثة مباشرة بالإسلام، إننا نعتذر عن هذه الإهانة”.
وشجبت الباحثة ارنيما بيل، التي نظمت حملة مناهضة لحمل السلاح، هذا التدريب بقوة قائلة: “ينغبي الابتعاد عن الأفكار الواصمة لجالية عن غيرها إذا رغبنا بتحقيق أهداف فعلية”، مضيفة: “يمكن أن يكون الإرهابي أي شخص في المجتمع”.

وشددت المنظمات الإسلامية والحقوقية على أنه لم يكن ضروريا الاستعانة بهذا القدر من الواقعية في التدريب، مشيرة إلى أن ذلك يؤدي إلى زيادة مشاعر العداء وإلى إحداث الفرقة في المجتمع.

وعلى شبكة التويتر، اختلفت آراء البريطانيين ما بين مؤيد ومناهض للفكرة. ودافع البعض عن ذلك التدريب بالقول إنه تقريب شامل لاعتداءات باريس وبروكسيل، فيما يرى المناهضون له أنه محاولة لهدم العيش المشترك بالنظر إلى الظروف الشديدة التي عاشتها أوروبا خلال عام 2015.

بينما حضت شرطة مانشستر على غياب وجود تهديد إرهابي لمركز ترافورد التجاري، منوهة إلى أن هذا التدريب يجري في إطار الخطة الوطنية لمحاربة الإرهاب التي اعتمدتها الحكومة بعد تفجيرات بروكسيل وباريس في عام 2015.