خارج الحدود

حلب تحترق بطائرات الأسد وبوتين والعالم يتفرج (ملف)

مشاهد جثث الأطفال والنساء الذين يسقطون في القصف الجوي لطائرات بشار وبوتين على حلب، تثير ردود فعل دولية مستنكرة، دون أن يتحرك أحد لوقفة نزيف الدماء في واحدة من أعرق المدن حضارة وتاريخا في العالم الإسلامي.

وتواصلت لليوم الحادي عشر على التوالي، الحملة الجوية الشرسة التي تشنها الطائرات الروسية والسورية على حلب، وارتفع عدد القتلى إلى نحو 200 شخص والعشرات من الجرحى، وتدمير المستشفيات وتأزيم الوضع الإنساني في المدينة.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن المئات من الغارة الجوية نفذت في مناطق خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة في حلب منذ 21 أبريل المنصرم، مخلفة قتلى وجرحى بالمئات.

وبحسب بيانات الدفاع المدني والمشافي الميدانية في حلب، فقد قتل إلى حدود أمس السبت، 196 شخصا، بينهم 43 امرأة و40 طفلا، وأصيب 424 آخرون، بينهم 75 امرأة و96 طفلا، في هجمات النظام وروسيا.

تنديد واسع بمجازر حلب

انتشر بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، هاشتاغ “#حلب_تحترق” بعدة لغات، واحتل الرتبة الأولى على موقع “تويتر”، حيث عبر نشطاء من مختلف دول العالم، عن صدمتهم من مشاهد القتل والدمار التي خلفها استهداف مستشفى القدس ومناطق أخرى في حلب، وغيَر العديد من المستخدمين صور حساباتهم إلى اللون الأحمر تضامنا مع الضحايا المدنيين.

وخرجت مظاهرات في عدة عواصم عالمية تنديدا بمجازر حلب، واحتشد المئات في مسيرات بلندن واسطنبول وغزة والرباط والدار البيضاء، أمس السبت، منددين بالقصف الذي تتعرض له المدن السورية وخاصة حلب، كما نددوا بالصمت الدولي مما يجري.

مغاربة وسوريون يستنكرون بالرباط والبيضاء مجازر الأسد في حلب

احتشد نشطاء مغاربة وسوريون في وقفة أمام البرلمان، أمس السبت، تنديدا بمجازر النظامين السوري والروسي في حق المدنيين بمدينة حلب، كما شارك العشرات في وقفة تضامنية أخرى بالدار البيضاء مساء أمس.

وشارك أفراد من الجالية السورية بالمغرب في وقفة البرلمان، رافعين أهازيج الثورة السورية، وردد المتظاهرون شعارات من قبيل “يا بشار يا جزار.. سوريا لن تنهار”، “يا بشار اطلع بره.. سوريا أرضي حرة”، “يكفينا يكفينا من الحروب.. أمريكا وروسيا عدوة الشعوب”.

غسان هاني أبو صلاح، أمين عام الجالية السورية بالمغرب، قال في تصريح لجريدة “العمق المغربي”، إن العالم كله يقف ضد الشعب السوري، “لا خليج ولا أمريكا ولا أوربا ولا أحد معنا سوى الله وحده”.

وأشار المتحدث الذي أذرف الدموع حزنا على أوضاع بلاده، إلى أن “النظام السوري القاتل صحبة إيران وحزب الله والميليشيات القادمة من إيران والعراق وأفغانستان، كلها تكالبت على الشعب السوري، ولم يكن ينقصنا إلا دخول روسيا بطائراتها ومجازرها، والآن النظام السوري لا يشعر بأي خطر لأن العالم كله معهم، و”إسرائيل” هي التي تحمي النظام”، وفق تعبيره.

وعبر ممثل السوريين بالمغرب، في التصريح ذاته، عن شكره وتقديره الكبير للمغاربة شعبا وحكومة وملكا، لافتا إلى أن وقفة اليوم هي “بادرة من طرف المغاربة للتعبير عن وقوفهم مع الشعب السوري كأضعف الإيمان”.

وأضاف في وصفه لما يحدث في حلب، “الطائرة عندنا تقصف وتسقط العمارة، فيبقى رأس الطفل فوق الأرض وباقي جسده تحت الأرض، ماذا أكثر من هكذا مجازر”.

ودعا إلى الوقفتين كل من المبادرة المغربية للدعم والنصرة، والائتلاف المغربي للتضامن، بالإضافة إلى هيئات أخرى حقوقية ومدنية، كما شهدت الوقفتين مشاركة أفراد من الجالية السورية بالمغرب.

هيئات تندد وتدعوا للتظاهر في كل المدن المغربية

عبد الرحيم شيخي، رئيس حركة التوحيد والإصلاح، قال في تصريح لجريدة “العمق المغربي”، إن “مشاركة حركته في الوقفة هو تعبير عن إدانتها لما يقوم به النظام السوري من مجازر بمساندة روسيا في حلب، وهو تأكيد على موقفنا الثابت منذ أول يوم من الطاغية والمستبد والجزار بشار الذي آثر أن يقتل شعبه عوض أن يفتح المجال لهذا الشعب لمزيد من الحرية والكرامة والديقمراطية”.

رشيد الفلولي، المنسق الوطني للمبادرة المغربية للدعم والنصرة، اعتبر أن “الوقفة ليست رد فعل لما يقع في حلب فقط، بل صرخة رمزية من الشعب المغربي على حجم المجارز والإرهاب الذي يقع في سوريا خاصة في حلب، والذي يذهب ضحاياه الأبرياء من النساء والأطفال”.

ودعت اللجنة التنفيذية لمنظمة التجديد الطلابي، كل فروعها بالمغرب إلى التنسيق مع الهيئات المدنية والسياسية والحقوقية والشبابية، لتنظيم وقفات وتظاهرات تنديدية بمحرقة حلب السورية بمختلف المدن المغربية.

الدول الكبرى تدعوا روسيا للضغط على بشار

وعلى مستوى المواقف الدولية، أعربت الخارجية الأمريكية عن غضبها وانزعاجها من الغارة التي استهدفت مستشفى القدس بحلب معتبرة إياها مقصودة، ودعت روسيا للضغط على نظام الأسد لوقف هذه الهجمات.

وأدان وزير الخارجية الفرنسي “جان مارك أيرولت” هجمات النظام السوري وحلفائه على المدنيين بحلب، معربا عن “قلقه الكبير” إزاءها، كما طالب بحماية العاملين في المجال الطبي.

ودعت كل من بريطانيا وألمانيا وإيطاليا، روسيا إلى “بذل جهود لحماية وقف الأعمال العدائية في سوريا”، محملة نظام بشار الأسد مسؤولية القصف العشوائي على حلب والأوضاع الإنسانية المأساوية في المناطق الخاضعة للحصار من قبل قوات النظام.

كما أشار المتحدث باسم الحكومة الألمانية “ستيفن سيبرت” إلى أن “النظام ما زال يمارس سياسة التجويع الممنهجة، وحرمان الشعب من الخدمات الطبية، وهذا يعني انتهاكا صارخا لـ القانون الدولي”، حسب قوله.

وأدانت تركيا بشدة ما تعرضت له حلب، محملة النظام السوري وروسيا المسؤولية عنه، وأشار بلاغ للخارجية التركية أنه “من الواضح أن الجرائم المرتكبة لن تبقى دون عقاب” ودعت المجتمع الدولي للوفاء بمسؤوليته أمام “الجرائم الخطيرة” التي ترتكب ضد الإنسانية.

دول الخليج تدعو لتدخل فوري في حلب

حمّلت دول مجلس التعاون الخليجي النظام السوري والقوى الداعمة له مسؤولية الهجمات الوحشية والقصف العنيف لمدينة حلب السورية، داعية مجلس الأمن الدولي، والدول الراعية للهدنة في سوريا، إلى “التدخل الفوري” لوقف التصعيد.

وأدانت دول مجلس التعاون الخليجي، بشدة، “القصف الوحشي المتواصل على مدينة حلب السورية على يد قوات النظام وأعوانه، وزيادة الخراب والدمار للمؤسسات الخدمية في المدينة”.

وبحسب ما نقلته وكالة الأنباء السعودية “واس”، عن الأمين العام لمجلس التعاون، عبد اللطيف بن راشد الزياني، فإن “دول المجلس تندد بهذه الجرائم النكراء التي ترتكب ضد المدنيين العزل من أبناء مدينة حلب الصامدة، وتعدّها جرائم ضد الإنسانية”.

وقال الزياني إن دول الخليج “تدعو مجلس الأمن الدولي، والدول الراعية للهدنة، إلى التدخل الفوري لوقف هذا التصعيد، الذي يستهدف كسر إرادة الشعب السوري الشقيق”، بحسب المصدر.

وأضاف قائلا إن “دول مجلس التعاون تحمّل النظام السوري والقوى الداعمة له مسؤولية الهجمات الوحشية والقصف العنيف الذي تتعرض له مدينة حلب، وزيادة المعاناة التي يقاسيها المدنيون الأبرياء في المدينة”.

الجامعة العربية تجتمع الأربعاء لبحث التصعيد في حلب

أعلنت الجامعة العربية، أمس السبت، عقد اجتماع طارئ على مستوى مندوبيها الدائمين، الأربعاء المقبل، في مقرها في القاهرة، بناء على طلب دولة قطر؛ لبحث “التصعيد الخطير” للوضع في مدينة حلب السورية.

وقالت الجامعة، في بيان لها، إن “الاتفاق على عقد الاجتماع تقرر بعد المشاورات والاتصالات التي أجرتها الأمانة العامة ومملكة البحرين (الرئيس الحالي لمجلس الجامعة) مع الدول الأعضاء، وبعد موافقة دولتين اثنتين على عقد الاجتماع، هما السعودية والبحرين، وهو ما ينص عليه النظام الداخلي للجامعة في مثل هذه الأحوال”.

وفي وقت سابق، طلبت دولة قطر عقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة، لبحث تطورات الأوضاع الأخيرة في مدينة حلب في الشمال السوري، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء القطرية الرسمية.

وذكرت الوكالة أن “المندوبية الدائمة لقطر لدى الجامعة العربية، بعثت مذكرة إلى أمانتها العامة، تطلب فيها عقد اجتماع؛ لبحث التصعيد الخطير الذي تشهده مدينة حلب، وما يتعرض له المدنيون فيها من مذابح على يد قوات النظام، التي تستهدفها بقصف منذ بضعة أيام أوقع مئات القتلى والمصابين”.

الجزائر تعتقل نشطاء متظامنين مع حلب

اعتقلت قوات الأمن الجزائرية صباح اليوم الأحد، عددا من النشطاء الجزائريين أمام بوابة السفارة السورية في الجزائر واقتادتهم إلى مركز للشرطة ببن عكنون.

وجاء اعتقال النشطاء إثر الوقفة التضامنية ضد القصف الروسي السوري الكثيف الذي تتعرض له مدينة حلب في الشمال السوري، وتنديدا بالمجازر التي ترتكب في حق الشعب السوري.

يذكر، أن الحكومة الجزائرية، وبعد تحفظ دام منذ اندلاع الحرب في سوريا، خرجت مؤخرا لتعلن دعمها لنظام بشار الأسد.

المؤتمر القومي العربي يشيد بجيش بشار الأسد

مقابل كل مواقف الإدانة، أشاد المؤتمر القومي العربي بجيش النظام السوري، داعيا إلى “الحفاظ على الدولة في سوريا ومؤسساتها، وبخاصة الجيش العربي السوري الضامن لوحدة ومستقبل هذا البلد”.

واعتبر المؤتمر، في بيان دورته 27 المنعقد بتونس، توصلت جريدة “العمق المغربي” بنسخة منه، أن سوريا تتعرض لـ”عدوان إقليمي ودولي داعم للإرهاب يستهدف تاريخها وحاضرها وموقعها وموقفها من قضايا الأمة”، مؤكدا على “وحدة التراب الوطني السوري”.

وثمن المؤتمر ما سماه “مواقف المواطنين العرب السوريين في الجولان المحتل”، مشيرا إلى سعيه لإطلاق “حملة عربية دولية من أجل رفع الحصار عن سوريا وإسقاط كل العقوبات والقرارات الجائرة بحقها”.