وجهة نظر

24 أبريل والضوء الأحمر

يشكل العنف الجامعي ظاهرة سلبية مقلقة في الحرم الجامعي فالكثيرون تطرقوا لهذه الآفة والتي أصحبت تسيطر على المشهد العام في جامعاتنا التي كانت منارات علم يتقدم من خلالها المجتمع والوطن على حد سواء. اليوم غدت الجامعات أماكن لتصفية الحسابات لدى بعض التيارات الفكرية و الأحزاب السياسية و أماكن للصراع القبلي وعديدة هي أسباب منها الاجتماعية والعشائرية بالإضافة لعوامل خارجية تتدخل وتتآمر على الجامعات ، الهدف منها هدم مسيرة التعليم العالي و البحث العلمي . كما وهناك العديد من المشاكل لدى الطلبة في جامعاتنا وهي الفراغ والشعور بالإحباط وسوء الاندماج والتكيف مع المجتمع الجامعي بالإضافة لأمور تستفز الطلبة بشكل كبير و هي العنف الممارس عليهم -و للأسف فإن الإعلام لا يسلط الأضواء على هذا الجنس كغيره- من طرف الإدارة و الأساتذة المتمثل في المشاكل الإدارية و الطرد البيداغوجي و عدم التسجيل و رفض اعادت تصحيح النقط و رفض الترخيص بتنظيم الأنشطة و اجبار شراء كتب الأساتذة … و قد أزعم القول –باحتكاكي مع بعض أبناء الفصائل و مجموعة من الطلبة – أن هذا ما جعل جزءا من الطلبة يلتحقون بالشارع أو الجماعات المتطرفة عالميا أو الفصيل الإرهابي الثوري من داخل الجامعة و في أحسن الحالات إلى دور القرءان …

و اليوم تطل علينا ذكرى خميس الشهادة الذي استشهاد فيه الطالب عبد الرحيم حسناوي على يد -العصابة الإرهابية الثورية- البرنامج المرحلي القاعدي يوم بالمركب الجامعي ظهر المهراز القلعة الحمراء ، و تعود معها ذاكرة الموت في الجامعة المغربية التي تفوق 26 طالب و طالبة أثو لتحصيل العلمي يحملون كتابهم وعادوا في تابوتهم ، و العشرات من الضحايا جلسوا على كراسي متحركة و آخرون فقدوا بعض أعضاء جسدهم و لا نستطيع عد طلبة الذي منع من متابعة دراستهم و مزقت شواهدهم و كسرة أيديهم و أقدامهم بشتى أنواع السيوف و السواطير… و كل هذا بسبب العنف الطلابي بين الفصائل ، لكن في تتبعنا لسرد الكرونولوجي نجد حضور النهج الديمقراطي القاعدي و البرنامج المرحلي دائما كطرف من أطراف النزاع والصراع و الإغتيال إما بسمه أو بتخطيطه

و أمام هذا الواقع فإننا نطرح مجموعة من الأسئلة المترابطة و المتشابكة ، التي تمس واقع العنف الطلابي في الجامعة . ماذا يترتب عن اغتيال عبد الرحيم حسناوي ؟ ألم يكن طالبا عاديا يشتغل في صمت و يدافع عن إسلامه و مبادئه بسلمية ؟ أليس من الجبن إزهاق روح الطالب ؟ ألم يعلموا أن لدينا عدد كبير من عباد الرحمان ؟ هل ظنوا بقتلهم أن أعضاء التجديد سيتراجعون عن مبادئهم و أن الطلبة سيعزفون عن الإنخراط في العمل الطلابي الجاد و المسؤول لإنجاز مهامهم المطلبية تجاه الهموم المجتمعية و الشؤون الوطنية و القومية ، و أنهم سيقطعون مع العمل السياسي والثقافي الهادف ، المفعل والمنمط للقطاع الطلابي ،الذي يجعلهم صمام أمان للوطن والأمة لمواجهة المؤامرات والتحديات ؟ و من قام بالدفاع عن هؤلاء المجرمين المتياسرين ؟ و من وجه الإعلام لصالحهم ؟ و من يدفع تكاليف المحامين لهم في كل قضية اجرامية ؟ و من يدفع تكاليف تنقلهم بين المواقع الجامعية و من يدفع تكاليف السجائر و فناجين القهوة في المقصف طوال الخمس أعوام أو أكثر في سلك الإجازة ؟ و من يوفر لهم ميزانية كل هذه السنوات علما أنهم ينتمون إلى أبناء الفقراء و المساكين حسب زعمهم ؟ و لماذا يطل علينا الحزب المشئوم حزب الأصالة و المعاصرة بندواته التي تبرر قتل الطالب عبد الرحيم حسناوي و تعلن أن أحسن تجربة طلابية ديمقراطية هي تجربة البرنامج المرحلي ؟ و متى ستنتهي مرحلة هذا البرنامج الإرهابي الذي لا يعرف إلى لغت التهديد و و الضرب والقتل ؟ و في خلاصة الأمر إن الدولة العميقة و أعداء الشعب يعلمون أن تغيب الطلاب عن الحياة العامة من شانه أن يضعف البنى الاجتماعية والسياسية ويضعف المجتمع برمته ، ويقلل من قدراته على مواجهة الفساد ، لذلك زرعوا فصيلا دمويا بعلمها الأحمر يتوسطه منجل و مطرقة و أعطوه الإشارة الخضراء و بايعوه على التصرف في الجامعة كما شاء مع حمايته … كل هذا و ما خفي أعظم يضعهم أمام مسؤوليات تاريخية أمام الشعب.

و يبقى السؤال ألا تستطيع الدولة تفكيك هذه العصابة الإرهابية الحية من داخل الحرم الجامعي فيما تستطيع فك الخلايا الإرهابية الأخرى قبل تنفيذها لأي عملية بل قبل تخطيطها أو أن تفكيكهم للثانية مجرد تمثيلية و إن لم يكن كذلك فهل اعتقال بعضهم مجرد مسرحية ؟