منوعات

تريد أن تصبح بصحة جيدة دائما.. إذن عليك بالفن

حسب إحدى التجارب التي أُجريت مؤخراً في إيطاليا، فإن استمتاعك بالفن ليس جيداً للسمو بروحك المعنوية فقط، بل هو سبيل لتحسين صحتك الجسدية أيضاً.

شملت التجربة ذهاب 100 متطوعٍ إلى قبة إحدى الكاتدرائيات الضخمة في بيدمونت شمال إيطاليا لقضاء ساعتين من التمتع بالرسومات الجصية للملائكة المجنحة والأنبياء الملتحين التي تعود للقرن الثامن العشر.

وتعد هذه الكاتدرائية الأثرية الواقعة بالقرب من مدينة كونيو أحد المزارات الكاثوليكية المقدسة، كما أن قبتها هي أكبر القباب البيضاوية على مستوى العالم، واكتملت الرسومات الجصية لهذه القبة في عام 1752 على أيدي ماتيا بورتولوني رسام الروكوكو وفيلس بييلا، بحسب تقرير لصحيفة “التلغراف” البريطانية.

بدأت هذه التجربة بأخذ الباحثين عينات من لعاب المتطوعين قبل تسلقهم للدرجات الـ240 الموصلة لأعلى الكنيسة، من أجل قياس مستوى هرمون الكورتيزول الذي يُفرَز نتيجة الإرهاق أو الضغط العصبي.

وتمت مقارنة مستويات هذا الهرمون قبل صعود درجات السلم وبعد مشاهدة الرسومات الجصية، ليجد الباحثون أن مستويات الهرمون قد انخفضت بنسبة كبيرة، ما يدعم فكرة التأثير المهدئ لمشاهدة الفن والاستمتاع به.

فبحسب إنزو جروسّي، الباحث في العلاقات بين الثقافة والصحة الجسدية: “انخفضت نسبة الكورتيزول بنسبة 60% في المتوسط، كما قال 90% من المشاركين إنهم كانوا أفضل حالاً بنهاية التجربة”، وأضاف في حديثه لصحيفة La Republica: “فكرة العلاج بالفن ليست جديدة، لكنها المرة الأولى التي يتم فيها قياس التأثير الإيجابي للفن على الصحة الجسدية”.

التجربة على المتطوعين

وتكونت مجموعة المتطوعين من 100 مشارك، تراوحت أعمارهم بين 19 و81 من الرجال والنساء ذوي المستويات التعليمية المختلفة، وزوّدوا بالخوذات وعدد التسلق الملائمة للوصول للقبة التي ترتفع 200 قدم فوق سطح الأرض.

وفي بعض الأحيان قد يثير التعرض لعبقرية فن عصر النهضة بعضاً من المشاعر المربكة، وأشهر موثقي هذه الانطباعات هو المؤلف الفرنسي ستاندال الذي كتب عن المشاعر التي غمرته حين رأى هذه الروائع إبان زيارته لفلورنسا عام 1817.

كما عُرفت ظاهرة التعرض لضربات القلب السريعة، والإغماء والدوخة وعدم الراحة، وربما بعض الهلوسات إثر التحديق في بعض القطع الفنية الرائعة، بمتلازمة ستاندال.

وقام ستاندال بتسجيل رحلته لنابولي وفلورنسا في كتابه “رحلة من ميلان إلى ريجيو” قائلاً: “حين خرجت من سانتا كروس (الكاتدرائية التي دُفن بها مايكل أنجلو ومكيافيللي) استوقفتني ضربات قلبي السريعة، لقد ذبل ربيع قلبي، وأكملت سيري خائفاً أن أقع”.

بينما لا يعتقد جيوسيبي بيرتيني عالم الأعصاب بجامعة فيرونا بوجود علاقة بين انخفاض مستويات الكورتيزول والوقت الذي قضاه المتطوعون متأملين روعة القبة.

وأضاف: “تختلف مستويات الكورتيزول في الجسم على مدار اليوم، حيث تبلغ الذروة في الصباح الباكر، ثم تبدأ في الانخفاض. من المنطقي أن تنخفض مستوياته بعد 3 ساعات من القياس الأول بعيداً عما قام به الأشخاص خلال ذلك الوقت”.

كما استطرد قائلاً: “لقد أُجريت العديد من الدراسات لاكتشاف العلاقة بين الكورتيزول وبين سماع الموسيقى أو ممارسة اليوغا أو الرياضة، قد يكون هناك أثر فعلي للاستمتاع بالفن، لكن لا يجب رؤية هذه النتائج بمعزل عن نتائج التجارب الأخرى”.

الهافنغتون بوست