مجتمع

نجوى “شهيدة الإنسانية” في بورما قصة أقرب إلى الخيال

زوبعة كبيرة أثارها نبأ وفاة المغربية نجوى لكانتي في جمهورية بورما على يد العصابات المتشددة، وموجة تعاطف كبيرة أثارتها على مواقع التواصل الاجتماعي، في ظل غياب أي معطى يؤكد الخبر أو ينفيه، اللهم بعض تصريحات أشخاص يفترض أنهم من عائلتها أو أصدقائها.

جريدة “العمق المغربي” تتبعت تفاصيل القضية، واستطاعت تفكيك بعض خيوط لغز “عاشقة العمل الإنساني” الوهمية، والتي لم يسبق لأي من معارفها أن التقاها بما فيهم خطيبها المغربي، في حين أوضح عدد من ضحاياها لـ”العمق المغربي”، أنهم يتواصلون معها منذ أزيد من 4 سنوات.

“نجوى شهيدة الإنسانية” شخصية فيسبوكية وهمية، تعلن مشاركتها في القوافل الإنسانية وتنشر صورا تقتبسها من هنا وهناك، القاسم المشترك بينها الجسد النحيف الطويل نسبيا وعدم ظهور الوجه، تأكد لـ”العمق المغربي” أن عددا منها يعود للصحافية في قناة الجزيرة بثينة العزابي.

وعدت نجوى عددا من الشباب المغاربة بالزواج والإقامة في بلاد العم سام، كما أنها عقدت علاقات صداقة ووعد بشراكة عمل مع آخرين، غير أنها لم تسمح لأي منهم بلقائها وجها لوجه بمن فيهم “خطيبها” ابن مدينة طنجة الذي أكد خبر وفاتها.

حساب نجوى لكانتي على موقع التواصل الاجتماعي ظل جامدا منذ آخر رسالة نشرتها في السادس من أبريل الجاري تعلن فيها أنها متوجهة إلى “رحلة العمر” التي “قد لا تعود منها أبدا”، معلنة أنها سامحت كل الناس بدون استثناء وتطلب السماح منهم.

غير أن المثير في حسابها على الموقع الأزرق، ظل يظهر في الدردشة أنه متصل بالنت (enligne) في اليوم الموالي لإعلان خبر “استشهادها”، قبل أن تقرر نجوى “أن تعود من عالم البرزخ” لإغلاقه وإخفائه من “فيسبوك”، مساء أمس الأربعاء.

خيال واسع وطول نفس امتلكه “مخرج / مخرجة” قصة نجوى ذات النهاية التراجيدية، أسقطت كثيرا من الضحايا منهم خطيبين اثنين، الأول ابن مدينة فاس كان تواصله الأساسي بها عن طريق سكايب قبل أن يفسخ خطوبته بها، لتعلن بعد مدة خطوبة جديدة بابن مدينة طنجة الذي نشر في فيسبوك بعد خبر الفاجعة المزعومة “إني أكاد أختنق”.

وفي اتصال هاتفي بجريدة “العمق المغربي” أكد خاطبا نجوى معا، أنهما لم يسبق لهما الالتقاء بها وجها لوجه، وأن التواصل بها وبأمها المقيمة معها في الولايات المتحدة الأمريكية، كان عن طريق الوسائل التكنولوجية فقط، كما أن موضوع الخطبة المعلن اتفق عليه دون التقاء.

الأمر لم يقف عند هذا الحد، بل تجاوز حدود الوطن حين تضامن إعلاميون مع “الشهيدة الوهمية”، فكتبت الإعلامية في قناة الجزيرة خديجة بن قنة، على صفحتها الرسمية في فيسبوك “تحية إجلال وإكبار لروح الفتاة المغربية المنحدرة من طنجة “نجوة لكناتي” التي قدمت روحها فداء لأهل بورما…”.

كما نشر عدد من الشباب على صفحاتهم في فيسبوك، صورا لدردشاتهم مع “الشهيدة الوهمية”، مرفوقة بعبارات الحزن والأسى والتعازي بعد “استشهادها” في بورما، قبل أن يكتشفوا أنهم كانوا ضحايا حساب وهمي، أو ربما شبكة منظمة.