سياسة

الطوزي: ربط الأحداث “الإرهابية” بأصول عرقية أمر فيه الكثير من الاستخفاف

أمل الهواري -متدربة

اعتبر محمد الطوزي المتخصص في الحركات الإسلامية، أنه لا يمكن الربط بين الأحداث التي وقعت ببروكسيل أو بجهة ما بجنسية مرتكبيها، “فمسألة ربطها بأصول عرقية أجد فيها الكثير من الاستخفاف، فكثير من الأوروبين المسلمين حديثا، أو آخرين من الجيل الثالث تمكنت داعش من استقطابهم بل وكانوا من أعضاء سابقين في القاعدة أو سلفيين متطوعين للجهاد، ولا يمكن أن نبحث عن أسباب تتعلق بالجنسية أو الأيديولوجية بتنظيمات أو ممارسات معينة” على حد تعبيره.

وأضاف الطوزي في حوار له مع أسبوعية “جون أفريك”، أن تورط انتحاريين من أصل مغربي في أحداث بلجيكا هو شيء طبيعي، فالمغاربة يمثلون 5 في المائة من الساكنة هناك، ما يعني أنهم أكبر تجمع مسلم بالبلد، “وبالتالي من الوارد جدا أن نجد متورطين وكذلك ضحايا من أصل مغربي، والبلاغ الصادر عن داعش يؤكد أن ماحدث ببروكسيل ماهو إلا تتمة لأحداث فرنسا وتونس وليبيا ومناطق أخرى لا يتواجد فيها المغاربة بالضرورة، والمسألة لا تتعلق بأوروبا أو أن الإسلام يحارب الغرب، المسألة أكبر من ذلك بكثير، هي حرب يشنها كيان فرض ويفرض سيطرته الأيديولوجية والإقليمية” حسب قوله.

وقال الطوزري في الحوار ذاته، أن بلجيكا ليست أقل أمنا من فرنسا التي كانت مسرحا هي الأخرى للهجمات، فما حدث بها يمكن أن يتكرر بألمانيا، كما وقع بإندونيسيا يناير المنصرم، وداعش تعتبر العالم بأسره ساحة للقتال، وهذا يؤكد أن الذين ينفذون بالهجمات لا يقومون إلا بتنفيذ تعليمات المسؤولين عن التنظيمات الإرهابية” حسب تعبيره.

وأوضح الطوزي، أنه “لسنا في حرب ضد الإرهاب، وإنما في حالة حرب وكفى، والمقاربة الجيوسياسية هنا حاضرة بقوة، إذا لم تعمل القوى السياسية على الحل الجذري للمشكلة بمنطقة الشرق الأوسط، وليبيا سيستمر الوضع كما هوعليه، وستتوالى أحداث العنف والتفجيرات، وداعش ليست حركة إيديولوجية فقط، هي منظمة ومنطقة وجيش وإدارة وإمكانيات مادية ونظام تواصلي قائم بذاته، وهنا يصعب الحديث عن مجرد تدابير أمنية في كل منطقة أو بلد في معزل عن حل جذري متكامل تنخرط فيه كل القوى السياسية.