سياسة

كاتب انفصالي: السويد باعت لنا الأوهام وقضت على أحلامنا الوردية

مصطفى امزراري

خلف القرار الأخير للملكة السويدية القاضي بعدم الاعتراف بـ “الجمهورية الصحراوية”، ردود فعل غاضبة داخل أوساط الانفصاليين وعدد من سكان مخيمات تيندوف، الذين كانوا يمنون النفس بالحصول على اعتراف رمزي من دولة أوروبية مشهود لها بديمقراطيتها العريقة، حيث اعتبروا أنه “ليس من السهل على الشعب الصحراوي التائه بين مستقبل مجهول وأحلام وردية تقوي عزيمته، أن يتقبل ببرودة دم واقع الصدمة التي فجرتها دولة السويد بقرارها التراجع عن مسألة الاعتراف بالجمهورية الصحراوية”.

واعتبر كاتب تابع للبوليساريو في مقال مطول نشرته إحدى المواقع الانفصالية على الإنترنيت، أن القرار جعلهم يراجعون حساباتهم من جديد ويؤكد لهم بأن المصالح تكسر المبادئ، مشيرا أن الاعتراف السويدي بـ “الجمهورية الصحراوية” كان سيغير الكثير من الأمور، “إلا أن هذا الاعتراف لم يكتب له نصيب من دولة ترى في المنفعة والمصلحة العليا لشعبها خيارا يسمو فوق المبادئ، وهذا الأسلوب في السياسة ليس لعبة أطفال ولا تسلية للكبار، بل هو عمل شديد التعقيد والتركيب، وهذا ما جعل السويد تتخلى مكرهة وبشكل نهائي الاعتراف بجمهوريتنا”.

وأوضح الكاتب الذي كنّى نفسه بـ “صقر الصحراء” أن “تراجع السويد عن قرارها يطرح اليوم أكثر من علامة استفهام حول مستقبل الشعب الصحراوي الذي كان يرى في دولة السويد الضربة القاضية لمقترح المحتل وبوابة للاجتياح الديبلوماسي الصحراوي للاتحاد الأوروبي، لكن نهج السويد لهذا القرار كان له تداعيات كبيرة، من بينها فقدان ماء وجهها كدولة رائدة في الاقتصاد العالمي وثانيا خوفها من فقدان مصالحها فوق التراب المغربي، والتي تشكل لها بوابة نحو إفريقيا”.

وأبرز أن ما أقدمت عليه السويد، ينضاف إلى سلسلة من الأوهام التي باعتها القيادة لسكان المخيمات منذ أربعين سنة، مشيرا أن هذه الواقعة أثبتت أن قضية “الشعب الصحراوي”، أصبحت “لعبة تتقاذفها السياسات الأوروبية بشكل عام، وسياسة السويد بشكل خاص التي دمرت أماني سكان المخيمات وجعلتهم يعيشون من جديد حياة الحسرة في المخيمات، كما عرت عيوب كوادر القيادة الذين لازالوا يتربعون على عرش الفشل والضحك على ذقون الصحراويين”، وفق تعبير كاتب المقال.

وهاجم الكاتب قيادة البوليساريو، قائلا إنها لتلافي نكسة تراجع السويد عن الاعتراف بالجبهة، أقدمت على إجراء تغييرات من حيث الشكل في صفوف الدبلوماسية الانفصالية، غير أنها حافظت على المضمون، وهو ما اعتبره مصيبة أبانت أن لا تغيير في الأفق ما دامت نفس الوجوه تقود السفينة، مهاجما في الآن ذاته الجزائر التي اتهمها بالتخلي عن الوفاء بوعدها اتجاه سكان المخيمات، وتركها لهم كما تتخلى الأم عن رضيعها في ظروف غاضمة، معتبرا أن سكوتها عن تراجع السويد أمام ضغط المغرب هو “علامة رضى”.

يشار أن السويد سحبت اعترافها بـ “الجمهورية الصحراوية” بناء على التقرير الذي أنجزه “فريدريك فلورين” سفير السويد لدى تونس وليبيا، حيث أوضح لحكومة بلده، أن “الجمهورية الصحراوية لا تسيطر على الأرض ولا على السكان، ولا تشكل مقومات الدولة كما هو معروف دوليا”.