وجهة نظر

عالم الأموات: الإنسان حي بجسده ميت بضميره

أصبح إنسان هدا العصر يعيش كدمية متحركة تتحرك في إطار مادي ،ألي ، ظنا منه أن السعادة والكمال تكمن فيه ، وقد عاش الإنسان مند أمد بعيد في صراع مع الطبيعة وقواها واستطاع أن يتحرر منها ومن قيودها ولكن مع هدا العصر أصبح سجين الآلة التي كان صنيعها ولم يعد أمامها سوى دمية متحركة في عالم كله أموات خال من قيم الضمير الإنساني الحي ، ولم يعد الإنسان يعي وجوده وذاته ولا يستطيع أن يجول بفكره في الكون وفي عظمته ،ولم يعد يستطيع أن يتحكم في حياته وتحركاته داخل جميع المجالات التي تنظمها.

إن إنسان اليوم لم يعد يعرف شيئا لا عن نفسه ولا عن غيره ولا عن العالم الذي يعيش فيه رغم ما وصل إليه من تقدم شكلي مظهري ظاهري،ولم يعد يريد أن يفهم ولا أن يعرف شيء لأنه مقيد بالالة والمادة التي أصبح عقله وخياله مهوس بها وسجين لها، لقد أصبحت مطالبه خبزية فقط “الكل يعمل ليعيش ولا أحد يعمل ليحيا “.

إن إنسان اليوم خرب بيت الإنسانية حيث أنه لم يعد يعرف المبادئ ولا القيم ولا الإنسانية ،ومن تم أصبح خرابا لنفسه ولغيره ولهذا العالم الشاسع الذي أصبح فيه عابدا للآلة وللمادة حتى كاد أن يصبح وان لم نقل أصبح الدرهم إلهه يعبده فهو همه الوحيد اليوم في كل حركاته وسكناته ، أصبح الشرف يداس ويباع بالدرهم نعم شرف الإنسانية الذي لم تعد له قيمة أمام الدرهم حيث أصبحت هذه القولة الشعبية هي الأكثر استعمالا أن حدثت أحدهم عن الإنسانية والقيم الأخلاقية والاجتماعية وعن التعاون والتضامن إلا ويقولها لك ” الي معندو الفلوس كلاموا مسوس”.

ورغم كون الله عز وجلا قد كرم هدا الإنسان بعقل نير على جميع مخلوقاته إلا انه لا يريد أن يستخدمه على الأسس التي خلق لأجلها ، بل أصبح يريد إخضاعه لمنطقه ،ويريد استخدامه على النحو الذي يريد مما جعله يمجده إلى درجة التأله، ولكن الحق نقول أن “الفردانية خربت بيت الإنسانية” فهي الهاجس الوحيد الذي أصبح هم إنسان اليوم إنه وهم صنعه الماديين لتخريب العالم ولخلق الفوضى فيه وللقضاء على كل ما يمكن أن يخلق التعايش السلمي في العالم المبني على الإنسانية.

إذا لنوحد صفوفنا ضد المادية المتوحشة حتى نحيا من جديد ولنعمل لكي نحيا لا لكي نعيش فسلطة السياسة وقوة الدرهم قتلت فينا حس الإنسانية الذي سنحيى به في سلام وهناء.

ملاحظة : الإنسانية التي أتحدث عنها اعني بها الانسانية السمحاء التي سنخلق بها التعايش السلمي بين الناس مهما اختلفت توجهاتهم ومعتقداتهم وأيديولوجياتهم وفق قانون وضعي يحمي كافة هذه المكونات وقد سبق أن حدث هذا أيام الرسول ” ص” حيث استطاع خلق تعايش سلمي بين المسلمين والمسحيين واليهوديين وغيرهم وفق مبدأ الإنسانية السمحاء التي جاء الإسلام لنشرها فوق هذه الأرض فمادام الله منح الإنسان حق الاختيار فليختر ولكن وفق ما يحترم الأخر ويخلق معه التعايش السلمي .