مجتمع

صحيفة تركية: المغرب وتركيا قوتان للاستقرار في العالم العربي الإسلامي

كتبت صحيفة “ديلي صباح” كبرى الصحف التركية، أن المغرب وتركيا الأمتان المأتمنتان على التقاليد الإسلامية العريقة المتميزة بقيم التسامح والانفتاح والحداثة، تتميزان بقدرتهما الكبيرة على استشراف الاستقرار، بالنظر للأحداث الكبرى المطروحة في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط ومادون ذلك.

وفي مقال تحليلي للكاتب أحمد الشجعي، ناشر وعضو مجلس الإدارة بعدد من مراكز التفكير في الولايات المتحدة، أكدت الصحيفة أنه “في هذه المرحلة بالغة الحساسية فإن المغرب وتركيا الأمتان اللتان يجمع بينهما تراث إسلامي مشترك، يتقاسمان طموحات ومصالح حيوية”.

ومضت الصحيفة في هذا التحليل الذي حمل عنوان “حان الوقت لتعزيز الشراكة المغربية التركية” قائلة “وبالتالي فإنه من الأهمية بمكان تكثيف التعاون الثنائي بين الرباط وأنقرة ليس فقط لما فيه مصلحة البلدين، ولكن أيضا لما فيه خير العالم الإسلامي واستتباب الأمن والطمأنينة في المجتمع الدولي”.

وأشارت إلى أن البلدين المحصنين من كل الإرهاصات والاضطرابات والفوضى التي خرجت من رحم ما يسمى بالربيع العربي، يبذلان حاليا جهودا لتسوية النزاعات ومواجهة الأنشطة الجهادية سواء تعلق الأمر في سوريا أو ليبيا أو في منطقة الساحل والصحراء.

وشددت الصحيفة على أن النوايا العدوانية للجماعات المتطرفة الواقعة في مناطق الجوار القريب للأمتين تستدعي تنسيقا بين الرباط وأنقرة لمواجهة هذه التهديدات الإرهابية العابرة للحدود.

وأكدت في هذا السياق أن المغرب وتركيا تمثلان بالنسبة لأوربا نقطتا ارتكاز جيواستراتيجي أساسيتان، بالخصوص فيما يتعلق بقضايا الهجرة، وكلا الأمتين متيقنتان بقوة من أن هذه الظاهرة ناتجة عن الفوارق الاقتصادية الصارخة بين أوربا والبلدان النامية. وأضافت (ديلي صباح) في هذا السياق أن مسؤولية أوربا ثابتة.

وعلى المستوى الثنائي لاحظت الصحيفة أن الرباط وأنقرة مرتبطتان باتفاقية للتبادل الحر مرت عليها حاليا عشر سنوات، داعية لاستكشاف مجالات جديدة للتعاون الاقتصادي والتبادلات التجارية “بهدف التقدم كجبهة موحدة في التعامل مع أوربا بالنظر لحاجيات بلدان الجنوب في مجال التنمية”.

وأضافت الصحيفة أن هذا الهدف المنشود يمكن تحقيقه بفضل الإرادة المشتركة المعبر عنها على أعلى المستويات سواء على الصعيد السياسي أو استلهاما من الإرث التاريخي، مشيرة في هذا السياق للقيم الإسلامية العريقة في التسامح والانفتاح التي تميز التراث التليد للأمتين المغربية والتركية.

وأكدت “ديلي صباح” في هذا الإطار المكانة المحورية لمؤسسة إمارة المؤمنين، مذكرة بأن الملك محمد السادس مؤتمن على شرعية وتقاليد عريقة، تحمي الطبيعة الأصيلة لإسلام الانفتاح واحترام مختلف الأعراق والمعتقدات.

وأضافت الصحيفة أنه “لمواجهة مختلف التحديات الدينية والسياسية التي تواجه المنطقة، فإن المغرب وتركيا تتقاسمان القدرة على نشر قيم النضج والتسامح المتأصلة لديهما من تعاقب عدة قرون من الاستمرارية الإسلامية”.

وختمت الصحيفة بالقول، إنه بالنظر لكل تلك الاعتبارات، فإن تأثير وقوة قدرات كل من المغرب وتركيا على استشراف الاستقرار في العالم العربي الإسلامي تضم بين ثناياها بذور شراكة مغربية تركية ترتكز على احترام المصالح المشتركة والمبادئ التي تتقاسمهما الأمتان.