مجتمع

تقرير يرصد انتشار التصوف بالمغرب وتراجع انخراط العلماء في السجال الإعلامي

رصد تقرير “الحالة العلمية الإسلامية بالمغرب لسنة 2015” الذي يصدر عن مركز المقاصد والدراسات والبحوث سنويا، انتشارا واضحا للتصوف في التأليف والكتابة والمحاضرات والندوات والمؤتمرات والسجال العلمي وحتى البحث العلمي، كما سجل ضعف انخراط العلماء والباحثين والمفكرين في السجال العلمي بوسائل الإعلام.

وعزى ملخص للتقرير الذي أشرف عليه الفقيه المقاصدي ونائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أحمد الريسوني، حصلت “العمق المغربي” على نسخة منه، التقدم الصوفي إلى التدافع العام الواقع في الأرض كلها: بين الروحي والمادي، والتدين واللاتدين، والتسيس واللاتسيس، والتسلف واللاتفلسف، والعقلاني والوجداني.

وأكد التقرير الذي ينتظر أن يعرض في المعرض الدولي للكتاب الذي افتتحت أشغاله يوم أمس الخميس بالدار البيضاء، أن ضعف الانخراط الإعلامي للعلماء في السجال العلمي في عدد من القضايا المثارة، رغم ما عرفه المغرب من “خصوبة وريادة فكرية مشهودا بها”، لا يعود بالأساس إلى تقييدهم وحبسهم عن ذلك، متسائلا “وإلا فلماذا يكثر عددهم ويزيد رفضهم في أنواع معينة من الندوات والمؤتمرات والمحاضرات داخل المغرب وخارجه، ولماذا مؤلفاتهم وكتبهم ومقالاتهم تطبع وتنشر، في حين لا طبع ولا حضور ولا كلام عندما يحمى الوطيس؟”.

إلى ذلك، سجل التقرير السنوي الذي يهم سنة 2015، ضعفا كبيرا في التأليف في مجال “الاقتصاد الإسلامي”، مؤكدا أن عدد الكتب فيه لا “يزيد على رؤوس أصابع اليد الواحدة”، هذا في وقت سجلت المحاضرات والملتقيات عددا كبيرا من الأنشطة التي تناولت موضوع المالية التشاركية والأبناك البديلة، كما أنه تم تسجيل عدد كبير من ماسترات التكوين ورسائل الدكتوراه في هذا المجال.

وأوضح المصدر نفسه، أنه “لا تردد في الحكم بأن المغرب يعرف خصوبة وريادة فكرية مشهودا بها، إذ تتكثف وتتألق فيه الندوات والمؤتمرات والملتقيات والتكوينات والمؤلفات والمناقشات، مما يتعذر حصره، واكتفينا منه بالأهم وبما استطعنا الوصول إليه والحصول عليه، كما أن “الدماغ” المغربي مطلوب بالخارج كتابة وتأليفا وتدريسا وتكوينا”.

وتابع “وهذه مزية تحسب للمغرب والمغاربة بعد أن كانوا مغمورين ومهمشين بسبب جاذبية المشرق وهامشية المغرب، المغرب اليوم يتخلص من هامشيتة ويثبت جاذبيته”.

وأشرف على إعداد التقرير المذكور نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والقيادي في حركة التوحيد والإصلاح (المغربية) أحمد الريسوني، فيما أشرف على مراجعته وتدقيقه نائب رئيس الحركة نفسها والأستاذ بجامعة محمد الخامس مولاي عمر بنحماد، وأشرف على تنسيقه وتحريره الأمين العام لمركز المقاصد للدراسات والبحوث حسن السرات.

هذا، وأفاد بلاغ لمركز المقاصد والدراسات والبحوث، أنه تم الشروع في الإعداد لتقرير الحالة العلمية الإسلامية بالمغرب لهذه السنة “2016”.