سياسة

الليبيون يوقعون بالصخيرات على اتفاق حكومة وحدة وطنية

بدأت اليوم الخميس بالصخيرات، مراسم التوقيع على الاتفاق السياسي الليبي، بين الأطراف الليبيبة، حيث افتتح وزير الخارجية صلاح الدين مزوار المؤتمر الصحفي لتوقيع الاتفاق السياسي الليبي.

وقال صلاح الدين مزوار وزير الخارجية، خلال المؤتمر الصحفي، نقلا عن وكالة الأنباء الروسية، إنه “بعد تشكيل الحكومة في أسرع وقت سيباشر الليبيون تنفيذ بنود الاتفاق”، مضيفا “على السياسيين في الدول المتوترة الاستفادة من التجربة الليبية لتسوية أزمات بلادهم”.

وأكد المبعوث الأممي إلى ليبيا مارتين كوبلر، في كلمته، على أن “اتفاق اليوم يظهر الالتزام ببدء عملية الانتقال الديموقراطي في ليبيا”، متابعا “الأطراف المشاركة في هذا الاتفاق هي من سيحقق أهداف الليبيين”، مؤكداً على أن المجتمع الدولي سيواصل دعمه للحكومة، وأن الطريق شاق ويتطلب المزيد من الإرادة، واصفاً الاتفاق بـ”التاريخي”.

وكانت مراسيم هذا التوقيع قد تأجلت لأكثر من ساعتين بعد حضور وفد يمثل الجنوب الليبي طلب إدراجه ضمن تشكيلة حكومة الوفاق الوطني، بعدما كان مقررا أن يتم توقيع الاتفاق اليوم الخميس على الساعة 11 صباحا بين الأطراف المتنازعة في ليبيا بعد 11 جولة من المفاوضات.

وحضر بالصخيرات اليوم، للتوقيع على الاتفاق، ممثل عن البرلمان الليبي المعترف به دوليا محمد علي شعيب وصالح المخزوم ممثلا عن المؤتمر الوطني العام.

وأشرف وزير الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار على مراسيم التوقيع على الاتفاق بين الفرقاء الليبيين، ممثلا عن المغرب الذي يحتضن اللقاء، رفقة وزراء خارجية إسبانيا وإيطاليا وتونس وقطر بالإضافة إلى رئيس بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا وممثل الأمين العام للأمم المنظمة الأممية مارتن كوبلر.

وفيما أتى توافق الفرقاء الليبيين عبر مفاوضات ماراطونية عسيرة أفضت إلى بعض التنازلات التي قدمها كل طرف، فإنه ينتظر من إعلان اليوم أن يكون مقدمة لإعلان حكومة وحدة وطنية.

 إلى ذلك، اتفقت الأطراف الليبية صباح اليوم، على أن تمثل في تشكيلة  حكومة الوحدة الوطنية ممثلا عن الجنوب الليبي، والشرق والغرب.

وتوافقت الأطراف الليبية على مجموعة من النقط، منها تشكيل مجلس رئاسي، أو مجلس دولة، لمدة عامين قبل إجراء انتخاب برلمانية.

وأشادت الأطراف بالجهود التي بذلها المغرب لأجل أن يتوافق الفرقاء الليبيون، كما اعتبر صلاح الدين مزوار من جهته في كلمة له بالمناسبة على أن المغرب يهمه استقرار ليبيا، ومستعد دائما لمساعدتها في تجاوز أزمتها.

وسيلي الاتفاق الليبي الموقع اليوم تصويت مجلس الأمن بخصوصه، وإصدار قرار في هذا الشأن.

للإشارة، فقد سبق توقيع اليوم لقاء آخر جمع لأول مرة رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح برئيس المؤتمر الوطني العام نوري أبو سهمين في مالطا، مساء أول أمس الثلاثاء برعاية رئيس الوزراء المالطي جوزيف موسكات، وذلك منذ انقسام السلطة السياسية في ليبيا قبل عام ونصف، إثر الاشتباكات التي شهدتها طرابلس صيف عام 2014 وتمكن على أثرها تحالف “فجر ليبيا” المسلح من السيطرة على العاصمة الليبية وطرد السلطة المعترف بها دوليا إلى شرق البلاد.

وينتظر من اتفاق اليوم أن يسير بليبيا نحو استجماع قواها لمواجهة تحديات الإرهاب الذي ينخر هذا البلد المغاربي، في ظل أرقام مقلقة، إذ إن تمدد ما يسمى بتنظيم الدولة عبر ترابها بالإضافة إلى جماعات إرهابية أخرى مسلحة باتت تهيمن على 40 بالمائة من التراب الليبي.