خارج الحدود

هذا هو شعور الفرنسيين بعد هجمات باريس

أياما قليلة بعد هجمات باريس الإرهابية، يجد غالبية الفرنسيين بأن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أنه كان في مستوى الموقف المأساوي الذي هز فرنسا، وذلك حسب ما أفرزته نتائج استطلاع قامت به مؤسسة (odoxa ) لفائدة الصحيفة الفرنسية لوبارزيان (le Parisien).

على عكس ما ظلت تتداوله استطلاعات الرأي في فرنسا حول تدني مستوى شعبية الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، فإن استطلاعا للرأي أجري عقب الهجمات الأخيرة على باريس أفرز عن صعود “نجم” هولاند الذي لاقى موقفه عقب هجمات الجمعة ترحيبا واسعا بين الفرنسيين.

وكشف الاستطلاع أن ما يقارب ثلاثة أرباع الفرنسيين، بنسبة 73٪، يجدون بأن موقف الرئيس هولاند كان في مستوى المأساة، وأن25٪  منهم يعتقدون بأن موقفه كان “جيدا” و 48٪  يرون أنه كان في المستوى “إلى حد ما”، بينما 26٪ يرون أنه لم يكن في المستوى، أما نسبة 1٪ من الفرنسيين فإنها أحجمت عن التعليق.

وبدون أية مفاجأة، كانت الأحكام إيجابية في أوساط المتعاطفين مع اليسار الفرنسي، لأنهم يشكلون نسبة 90٪ تدعم موقف الرئيس الفرنسي، لكن ردة فعله لاقت، أيضا، مساندة أغلبية اليمين بنسبة  63٪.

التدابير المعتمدة

وشكلت التدابير التي أعلن عنها هولاند والمتعلقة بتعزيز إجراءات مكافحة الإرهاب، موضع ترحيب من قبل الفرنسيين. وهكذا، فإن نسبة 91٪ ممن شملهم الاستطلاع يؤيدون توسيع الإمكانيات لإلغاء الجنسية الفرنسية، و 89٪ مع خلق 5000 وظيفة إضافية في سلكي الشرطة والدرك، و 84٪ مع قواعد تيسير شرعية الدفاع عن النفس بالنسبة لضباط الشرطة.

كما أن نسبة  76٪ من الفرنسيين يعتقدون أيضا أن الدعوة إلى الوحدة هي “إجابة جيدة لأنها تدل على أن الديمقراطية هي أقوى من الإرهاب”. وعلى العكس من ذلك، فإن نسبة 24٪ ترى أنها “إجابة سيئة لأنهم اعتبروها آلية سياسية منافقة.”

من أجل تدخل في سوريا

غيرت هجمات باريس يوم الجمعة من وجهات نظر الرأي العام الفرنسي بشأن التدخل الفرنسي في سوريا، إذ إن نسبة 81٪ من المستطلعين يقولون بمشروعية الضربات الجوية المشروعة ضد الدولة الإسلامية في سوريا،  بزيادة 20 نقطة عن موقفهم الذين كان خلال شهر شتنبر، بيد أن نسبة 63٪ يعتقدون أنها ساهمت في تعريض البلاد لخطر الهجمات.

بدا أن الفرنسيين الآن على استعداد للذهاب بعيدا من السلطة التنفيذية على المستوى العسكري، للقتال ضد “الجماعة الإرهابية”، نسبة 62٪ من التي شملها الاستطلاع تؤيد التدخل العسكري البري، لأنه، اليوم، من بين الإجابتين المحتملتين، فإن نسبة 57٪ من الفرنسيين تعبر عن الغضب، و 40٪ عن الاستياء، و31٪ عن التضامن بعد الهجمات الأخيرة.

ولكن، كما توضحه العديد من التظاهرات التي أعقبت الهجمات منذ الجمعة الماضية، فإن الناس لا يتملكهم الشعور بالخوف، إذ إن نسبة  13٪ فقط من المستطلعين هي من عبرت عن هذا الشعور.