سياسة

بويخف: موقف المغرب من “القبايل” له أثر سلبي على الصحراء

قال حسن بويخف، إن الموقف الجديد للمغرب من قضية “القبايل” بالجزائر، سيكون له انعكاسات سياسية سلبية على ملف الصحراء، مشيرا إلى أن من شأن ذلك إضعاف موقف المغرب الرافض للاستفتاء وإعطاء الصحراويين حق تقرير المصير.

وأضاف الكاتب، أن دعوة المغرب الأمم المتحدة لإدراج “حماية والنهوض بحقوق شعب القبايل في الجارة الجزائر” ضمن جدول أعمالها بعد 40 سنة من التزامه الحياد، سيقوي من دينامية حركات الحكم الذاتي بالمنطقة، بمن فيها منطقة الريف بالمغرب، حسب قوله، متسائلا “على أية معادلة بنى المغرب خياره الجديد في دبلوماسية الصحراء المغربية ؟”

واعتبر بويخف في مقال له تحت عنوان “ورقة تقرير المصير بين المغانم والمغارم”، منشور على “العمق المغربي”، أن الموقف المغربي المفاجئ من ملف “القبايل”، يرتبط بالضغط على الجزائر “وإذاقتها مرارة سياستها الخارجية تجاه المغرب، وتنبيه المجتمع الدولي إلى أن المغرب لا يمكنه أن ينتظر اعتدال مزاج الانفصاليين، وأنه بإمكانه أن يجعل المنطقة كلها على صفيح حارق من عدم الاستقرار”، غير أن هذا الموقف سيكون له رجع صدى سياسي سلبي قوي على المغرب وعلى ملف الصحراء نفسه، حسب قوله.

وأوضح أن “خريطة حركة الحكم الذاتي التي تتطور إلى الانفصال حركة نشيطة وقوية تحمل دلالة سياسية عميقة”، مشيرا إلى أنه “من حق المغرب معاملة الجزائر بالمثل، لكن المغانم السياسية المحتملة لهذه الخطوة تبقى آنية، مقابل غض الطرف عن المغارم السياسية الثقيلة التي يتوقع أن تنعكس، ليس فقط على المغرب، بل المنطقة كلها”، يقول بويخف.

وأورد الكاتب في نفس المقال، عدد من نماذج الحكم الذاتي المحيطة بالمغرب، والتي تتطور في اتجاه الانفصال، على رأسها “الحركة الوطنية لتحرير أزواد” بمالي، وجبهة التحرير الإفريقية لموريتانيا (افلام) التي تدعو إلى تطبيق “الحكم الذاتي” في المنطقة الجنوبية لموريتانيا ذات الغالبية الزنجية، إضافة إلى الجارة الشمالية إسبانيا التي تعيش تحت تهديد انفصال إقليم كاتالونيا عنها.

مشيرا إلى أن من شأن دعم المغرب لحركة “شعب القبايل” أن يقوي من دينامية حركات الحكم الذاتي ليس فقط في الصحراء، بل أيضا في الريف التي تعرف مطالب بهذا الخصوص منذ أحداث 1984، حيث تأسست “الحركة من أجل الحكم الذاتي للريف” سنة 2007، ومعها شبكة من جمعيات المجتمع المدني التي تنشط في هذا الاتجاه خارج المغرب وداخله.

“ولاشك أن التحول الجديد في السياسة الخارجية للمغرب سيغذي طموحات الريفيين، فهل يقبل المغرب بتمتيعهم بحق تقرير المصير والحكم الذاتي؟” يتساءل بوخيف في هذا الصدد.