سياسة

العلام يتساءل: هل انتهى بنكيران سياسيا؟

قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض عبد الرحيم العلام، إن “الذين لا يعرفون المسار الذي قطعه عبد الإله بنكيران، ويتسرعون في إصدار التوقعات أكيد سيقولون بأن الرجل انتهى، شأنه، شأن عبد الله ابراهيم الذي أقيل من منصبه سنة 1959، وشأن بوستة الذي رفض الحسن الثاني تلبية شرطه بداية التسعينات، وشأن اليوسفي لما أزيح عن تولي الوزارة للولاية الثانية سنة 2002”.

وأوضح العلام في تصريح لجريدة “العمق”، أن “هذا الأمر من المستبعد جدا أن ينطبق على ابن كيران لمجموعة من الأسباب، أهمها: أن ابن كيران معروف عنه أنه كائن سياسي بامتياز، والإنسان السياسي من الصعب عليه أن يعيش في العتمة، بل يحب الأضواء، لقد خلق أكثر من حدث في تاريخه رغم أن كان في مواقع خلفية في المسؤولية في التنظيمات المختلفة التي انخرط فيه”.

كما أن الرصيد الذي تحصل عليه خلال التجربة في رئاسة الحكومة، يضيف العلام، “منحه علاقات عامة، وجعل منه شخصية مهمة داخل المغرب، تجعل من تصريحاته وحركاته محطة اهتمام ورصد”، مشيرا الى أن “للرجل أنصار كثر داخل حزيه، ولديه كاريزما ضاربة في الحزب ستجعل منه قوة اقتراحية وازنة، وصاحب كلمة لا ترد، وهذا ما سيجعل مهمة رئيس الحكومة الجديدة تحت رقابة ابن كيران، بل إنه سيكون اليوم أكثر تحررا مما مضى، لأن المسؤولية كانت تقيده، وتجعله أكثر تحفظا”.

المتحدث ذاته، أبرز أن “ابن كيران لم ينته سياسيا وإنما ستكون له أدوار سياسية يقوم بها في مستقبل المغرب، وسيكون محط نقاشات وأحداث، وستكون تصريحاته ومواقفه أكثر تأثيرا حتى من سعد العثماني نفسه، لأنه من الوارد أن يكون له وزن داخل كل مؤسسات الحزب (الأمانة العامة، والفريقين النيابيين، والمجلس الوطني الذي من المتوقع أن يرأسه)، من هنا سيتحول ابن كيران من مسؤول حكومي وحزبي إلى “أب روحي” للحزب، وأكثر شخصية مؤثرة فيه، حيث ستتوجه له الأنظار كلما حدثت أزمة معينة، وسيُطلب ودّه كلما استدعي الأمر ذلك”.

وتابع قائلا: “بل من المفترض أن يعود إلى تدبير الشأن الحكومي إذا استدعت الحاجة ذلك كما حصل سنة 2011. يمكن تشبيه موقعه الحالي بالموقع الذي يشغله راشد الغنوشي في علاقته بحزب النهضة في تونس”.