في ذكرى استشهاده.. لماذا أقدم الاحتلال على اغتيال أحمد ياسين؟ (فيديو)

قبل 13 عاما من الآن، ارتقى مؤسس حركة المقاومة الإسلامية حماس شهيدا، في غارة مباغتة نفذتها طائرة صهيونية على غزة، لتنتهي بذلك حياة رجل مقعد أرعب الكيان الصهيوني وأعاد الأمل إلى الشعب الفلسطيني والعربي، وترك وراءه جيلا من المقاومين أذاقوا “إسرائيل” مرارة الهزيمة النفسية في أكثر من حرب.
لم تكن عملية اغتيال الشيخ أحمد ياسين صعبة أو معقدة، إذ يمكن أن تحدث في أي يوم من الأيام؛ فالرجل مقعد، وشبه ضرير، وفاقد ثلاثة أرباع سمعه، ويعاني من أمراض يصعب حصرها، كما أن تحركاته تقتصر على التنقل لبضع خطوات على كرسيه المتحرك بين منزله المتواضع والمسجد القريب منه.
وهذا يدل على أن اغتياله كان يحتاج إلى قرار من قيادة الاحتلال وليس إلى عملية استخبارية معقدة، وإزاء ذلك تبرز أسباب عدة دفعت رئيس وزراء حكومة الاحتلال آنذاك أرئيل شارون إلى الإقدام على اغتيال الشيخ أحمد ياسين.
أولاً: محاولة للقضاء على حماس باغتيال رمزها
بعد ظهور دور حركة حماس جلياً في تصدر أعمال المقاومة المسلحة خلال الانتفاضتين الأولى والثانية، وعملها الدؤوب على تطوير أساليب المقاومة؛ أدرك الاحتلال الإسرائيلي خطورة الحركة الشديدة على أمنه، فحاول جاهدا القضاء عليها من خلال اغتيال رموزها وعلى رأسهم مؤسسها الشيخ أحمد ياسين.
كما أن عظمة التضحيات الذي قدمها أحمد ياسين من اعتقال وملاحقة ومحاولات الاغتيال ورغم ما يعانيه من أمراض وضعف وشلل كامل، جعلت منه رمزا وطنيا وإسلاميا وعربيا ملهما، وباتت رمزيته محط تأثير لدى الشباب، فأراد شارون القضاء على هذه الرمزية باغتيال الشيخ ياسين.
ثانياً: تصاعد العمليات الاستشهادية
مع بداية انتفاضة الأقصى اشتدت ضربات المقاومة وعلى رأسها كتائب القسام ضد المستوطنات والأهداف العسكرية الإسرائيلية في الضفة وقطاع غزة، وتزايد عدد العمليات الاستشهادية، خاصةً بعد إعلان الشيخ أحمد ياسين عن “العُهدة العشرية” التي تتضمن تنفيذ حماس 10 عمليات استشهادية كرد سريع على جرائم الاحتلال، فوجد شارون أن قدرات الردع الإسرائيلية عاجزة عن فعل شيء أمام هذه العمليات؛ فأقدم على اغتيال الشيخ أحمد ياسين.
ثالثاً: كونه قائداً وليس زعيماً روحياً فقط
لم يكن الشيخ ياسين مجرد زعيم روحي للحركة، بل كان قائداً حقيقياً حتى لحظة استشهاده، وكان حاضراً في ميادين العمل الدعوي والتنظيمي والجهادي وغيرها من الميادين على مدار الساعة، ويتابع أدق التفاصيل وأصغرها.
كما أن التركيبة التي عززها الشيخ عبر الجمع بين العمل الدعوي والجهادي وربطهما ببعضهما بعضا أرست آثاراً على العقيدة القتالية لمجاهدي القسام بما تعجز كل منظومات الردع الإسرائيلية عن منعه من تنفيذ عملياته المقاومة.
رابعاً: التخلص من رجل التفاهمات الصعبة
على الرغم من تبني حركة حماس الكفاح المسلح ورفضها خيار المفاوضات، إلا أن زعيمها الشيخ ياسين كان يبدي مرونة سياسية؛ وقد طرح أكثر من مرة هدنة طويلة مدتها 10 سنوات شرط انسحاب دولة الاحتلال من قطاع غزة والضفة المحتلة والقدس.
إلا أن شارون الذي يريد سلاما صوريا يتيح لـ”إسرائيل” الهدوء أثناء استمرار مشاريعها الاستيطانية، كان يدرك بأن الشيخ ياسين هو الشخص الوحيد الذي يملك السلطة التي تمكنه من أن يطرح هدنة ويجعلها نافذة، وحال أقدم على اغتياله فقد حال دون إحراز أي تفاهم يفرض على الاحتلال من منطلق قوة.
خامساً: التغطية على الاندحار عن غزة
جاء اغتيال الشيخ أحمد ياسين في وقت كان شارون يلمح فيه إلى خطته الرامية لتفكيك المستوطنات في غزة والاندحار عنها، وأراد تبديد الفكرة السائدة في الأذهان بأن إسرائيل اضطرت إلى الاندحار عن غزة تحت ضربات المقاومة؛ لذا أقدم على عملية الاغتيال لكي ينظر إليه وكأنه انتصار للاحتلال.
(عن موقع حركة حماس)